المقالات

ديمقراطية الأحزاب لن تنتصر!..

1173 2014-07-24

الخطاب المتطرف, والاستهزاء بالغير, والتصرف بدون مبالاة؛ والعمل على تعطيل جلسات البرلمان, والتأخير في إصدار قرارات تخص البلد, إنها سمات للساسة المتطفلين, حيث أصبحوا وباءً خطيراً, وفيروساً أصاب الجسد السياسي العليل.
"ليس العاطل مَنْ لا يؤدي عملاً قط, بل العاطل من يؤدي عملاً, يستطيع أن يؤدي أفضل منه".
قرأْنا الكثير عن الديمقراطية, في أمريكا وأوربا, حتى أننا بدأنا نتصور أن البشر الذين يعيشون هناك, هم من نوع خاص؛ فيطبقون بعضاً من تعاليم الإسلام, وهم ليسوا بمسلمين!, بيد أنهم يحترمون كلمتهم, ولديهم وفاءٌ حقيقي لشعوبهم, وتجدهم يعملون بلا وعود, وعملهم يتكلم نيابة عنهم, لذا هم أنموذج للديمقراطية الحقيقية.
أما الديمقراطية في الشرق الأوسط, (فحدث بلا حرج), فقد ولدت معاقة, والأسباب معلومة وليست مخفية؛ وتبقى الدكتاتورية للجالسين على كراسي الحكم, في الوطن العربي, من أهم أسبابها, التي عششت واستفحلت, لاسيما أنهم استطاعوا طوال مدة حكمهم, أن ينشئوا جيلاً متخلفاً لا يعرف معنى لحرية الشعوب, وأنها طريق للديمقراطية, وإبداء الرأي دون خوف او تردد؛ فتجدهم يعيشون في قوقعة الاستبداد, لا يستطيعون أن ينظروا خارجها.
العراق أصبح أنموذجاً واضحاً ودليلاً, على عدم خصوبة الارض العربية, لزراعة الديمقراطية فيها؛ فالانقسامات السياسية, والمهاترات, والمحاصصة, جعلت البلد على حافة التقسيم الطائفي, دون النظر الى الخطر المحدق بأرضنا وشعبنا, حيث أصبحت الوحدة الوطنية بعيدة المنال, بسبب ترجمة الديمقراطية؛ من وجهة نظر الساسة ترجمة خاطئة.
من يحكم الساسة؟, ويحاكمهم على أخطائهم, إذا باعوا ضمائرهم, وتناسوا واجبهم الشرعي والأخلاقي, والطامة الكبرى أن أغلب مفاصل الدولة المهمة, وزعت عن طريق المحاصصة, وتبقى حصد الأسد, لمن يجلس على كرسي السلطة التنفيذية, فتسييس كل الأشياء, ومنهم القضاة, لخوفهم على حياتهم ومناصبهم, فأصبحوا بيادقاً في رقعة الشطرنج الكبيرة, والدولة مخلخلة وركيكة, وغير قادرة على النهوض, ومحاسبة المفسدين. 
للشعب كلمةٌ, سيقولها بوجه الطائفيين, والمتطفلين, والسراق, والدخلاء على السياسة, فتاريخ العراق اكبر من هولاء جميعاً.
ستترجم الديمقراطية ترجمة صحيحة, وتنقلب الطاولة على الدكتاتورية, والمتملقين, والمطبلين لها, وسيكون حسابهم عسيراً, ليعلم الطغاة أن صوت الشعب سيفتح أذانهم الصماء, ويفقأ عيونهم العمياء, ويكون العراق أنموذجاً للديمقراطية, في الشرق الاوسط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك