المقالات

" الالزام والالتزام "

5986 2014-07-23

ما نراه اليوم من تناحر وتباغض سببه هو مصادرة رأي الآخر وعدم احترام القوانين والدساتير التي وضعت لخدمة المجتمع والفرد ، ان اختيار الانسان لقانونه او المشاركة في وضعه يؤدي حتماً لتطبيق تلك القوانين واحترامها وتكون الحجة عليه في تطبيقها اوثق لانه اختارها (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً (13) اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) {الاسراء} ) .....
توجد قاعده فقهيه تعرف بقاعدة الالزام تقول : الزموهم بما الزموا انفسهم به . وهذه القاعدة تستخدم للسماح للمسلمين بالتعامل مع القوانين الاخرى ضمن اطار معين ، وقد قام المحقق الاستاذ السيد علي السيستاني بتغيير اسمها الى " قاعدة الاحترام " اي انك كما تريد من الاخر احترام قوانيك فعليك احترام قوانينه وتشريعاته (لقد اوضحت فائدة هذه القاعد في كتابي " ما هو الدين " والذي انتهيت من كتابته منذ عام 2008 ولم استطع طبعه لحد الان بسبب كلفة الطبع!!) ، والآن وجب علينا معرفة معنى الالزام والالتزام وكذلك الفرق بينهما ، يقول الكاتب اللبناني محمد جواد مغنية في كتابه فلسفة الاخلاق :
( الفرق بين الالزام والالتزام ان الالزام يكون من سلطة عليا تأمر وتنهى ، ولا راد لأمرها ونهيها لأنه حق وعدل ، وهي ايضاً تمدح وتوبخ ، تراقب وتحاسب المنحرفين في سلوكهم عن الصراط القويم ، اما الالتزام فهو التقيد والتعبد بهذا الواجب والالزام حتى ولو خالف ميول الملتزم وتقاليد اهله ومجتمعه ، وبكلمة ان الالتزام يشبه الى حد بعيد السير على قضبان من حديد تُعين للملتزم الطريق الذي يسير عليه تماماً كسير القطار ، ومن الالزام والالتزام يتألف النظام ، ومن تمرد على الالزام والواجب فقد خرج عن النظام العادل .
ولا غنى عن مبدأ الالزام والالتزام لأية اسرة او جماعة تعيش حياة مشتركة ، فهو العهد والميثاق الذي يضمن بقاءها ، ويصونها من الفوضى والانحلال ، بل وهو الاساس الاول للاديان والشرائع والقوانين والمذاهب الاخلاقية وغير الاخلاقية ) . 
نعلم ان السلطة العليا اليوم هي دستور البلد ووجب على المسؤول ولزم عليه السير لما رسمته مواد الدستور وعلى الشعب تأدية التزامه ايضاً ولكن ما نراه مع الاسف الشديد وخصوصاً في بلادنا العربية ان الدستور مجرد حبر على ورق والمسؤول (يلعب شاطي باطي)!! والشعب لايعرف الدستور ولا يدري بما يدور حوله !! .....
فلا الزام ولا التزام ، ولا حب ولا احترام !! وتباً للمستحيل وعاش المجاهدون الافغان والشيشان وتحيا الخلافة والفتوحات الاسلامية!! وتبقى اسرائيل حرة أبية!! ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك