المقالات

الاردن ومواقفها المعهودة

1461 2014-07-19

سامي جواد كاظم

استغرب ممن يستغرب من موقف الاردن برعايتها مؤتمرا لمجموعة من الرافضين للعملية السياسية في العراق ولاعجب في ذلك وكذلك لا عجب من برودة الرد الحكومي العراقي على هذا المؤتمر ولو نظرنا الى هذا المؤتمر بروية لمعرفة الاسباب فاننا سنجد كلها تصب في صالح العملية السياسية في العراق بل وتشهد على نجاح العملية السياسية في العراق .

ان هذا الاجتماع المشبوه جاء لامرين، الاول: بعد الخطوة الايجابية التي اقدم البرلمان في جلسته الاخيرة وانتخاب رئاسة البرلمان وسط ترحيب وارتياح عراقي وعربي واسلامي وعالمي ( الخيرين وهم كثر)، والثاني: محاولة منهم شد ازر الدواعش للوقوف والصمود امام ضربات الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي اخذ زمام المبادرة وبدا يكبدهم خسائر جسيمة ويطهر ارض العراق من دنسهم منطقة تلو المنطقة .

الاردن ليست هذه المرة الاولى التي تقف بها ضد العراق فخلال السنوات الماضية كانت مرتعا للقاء الارهابيين وقادتهم بالمسؤولين العراقيين المتعاونين معهم مع كل ازمة تعصف بالحكومة العراقية فسرعان ما يطير هذا النائب او ذاك الوزير الى عمان للقاء رؤوس الارهاب في عمان .
الاردن هي بعينها تلك الدولة التي ازرت الاستخبارات العراقية في اذلال العراقيين طوال سنين الحصار ايام الطاغية المقبور وكم من عراقي اعدم في عمان قبل وصوله الى بغداد .

الاردن هي تلك الدولة التي سلمت اكثر من معارض عراقي الى الحكومة العراقية طوال فترة حكم الطاغية والاحزاب الاسلامية تعي وتعرف ذلك ومنهم محمد هادي السبيتي الذي اعتقلته السلطات الاردنية في 9 آيار 1981، وكانت السلطات العراقية طلبت تسليمه اليها، وفعلاً سلمته السلطات الاردنية الى الحكومة العراقية، فتنقل بين عدة معتقلات، حتى اختفى اثره ولا يُعلم الى اليوم تاريخ اعدامه.
وهي وبذاتها التي كانت على وشك تسليم احمد الجلبي الى طاغية العراق لولا هروبه الى سوريا بطريقة ما 

الاردن البلد العربي الوحيد الذي وقف مع طاغية العراق عندما احتل الكويت وقد ساءت العلاقة بين الكويت والاردن بسبب هذا الموقف .
الاردن اقامت مجالس العزاء على الزرقاوي لما هلك في العراق ، واقامت مجلس العزاء على الارهابي رائد البنا الذي فجر نفسه في الحلة وادى الى سقوط اكثر من مئتي شهيد وضعفهم من الجرحى.

المؤتمر المزعوم اريد له ان يكون على غرار القرقوزات التي نصبوها باسم المعارضة السورية والتي تعصف بها الانشقاقات والتخبطات ، ولا اعلم لماذا لم توجه الدعوة الى الجربا كضيف شرف في مؤتمرهم وفي نفس الوقت يقدم نصائحه لهم.
في الوقت ذاته طار امير قطر الى تركيا للتباحث حول مدى جدوى هكذا مؤتمرات في الاطاحة بالعملية السياسية في العراق فعلم انه لا جدوى منها لان الامر مختلف بين العراق وسوريا فالعراق بلد ديمقراطي، امريكا لها يد في ذلك، اما سوريا فانها راضخة تحت حكم الاسد واذا ما طالبت المعارضة المزعومة بالانتخابات فان هنالك من يؤيدها ولكن في العراق لا يمكن ذلك .

في الوقت الذي تُقصف غزة، الاردن تلتفت الى ضخ الارهاب الى سوريا والعراق ولا تكلف نفسها في ايصال ولو طلقة الى غزة لانها مكشوفة العورة امام اسرائيل 

محمد هادي السبيتي ولد في مدينة الكاظمية عام (1930). والده الكاتب الإسلامي العلامة الشيخ (عبد الله السبيتي) صاحب كتاب (سلمان الفارسي) ـ جده لأمه هو سماحة الأمام الكبير السيد (عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي(قده ) صاحب كتاب (المراجعات) المصنفات المشهورة الأخرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك