المقالات

ثقافة الاستثمار

1108 18:35:00 2007-07-25

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

أي مجتمع شهد قفزات نوعية في مجال التطور السياسي والاقتصادي والدستوري والديمقراطي، لابد ان يكون مجتمعاً قد تجاوز وبامتياز معادلة النظرية السياسية الاحادية التي يقف ورائها عادة الحزب الواحد او الحاكم الواحد او نظام الثكنة العسكرية التي لا تفقه سوى لغة الحروب والاوامر والعنف والقسوة حتى مع انعدام وجود الخصوم سواء في الداخل ام في الخارج.

وقد اثرتنا التجارب العالمية وبعض العربية كذلك بارقام وشواهد تؤكد صحة هذه النظرية وصحة اتجاهاتها، فأينما وجدت فقراً وتخلفاً وبطالة وتضخماً اقتصادياً فان ذلك يعني بالدرجة الاساس وجود خلل فاقع بالنظام السياسي الحاكم في تلك الدائرة الدولية او العربية، وكلما انفرجت الاشكالات الاقتصادية وازدادت فرص التطور الاقتصادي والتربوي والثقافي وحركة السوق فان ذلك يشير الى وجود نظام سياسي يختلف تماماً عن الحالة الاولى، وهذا السبب دون غيره هو المسؤول عن حالة الانكفاء والتراجع المعيشي ضمن الدائرة الخاصة او ضمن الدائرة الاوسع.

من المفارقة ان لا توجد في دولة تمتلك الثروة الطبيعية الاولى في العالم سوقاً للاوراق المالية والمفارقة تزداد اتساعاً مع انعدام وجود الشركات المساهمة في ظل تسيّد القطاع العام وتحجيم القدرات والطاقات والامكانيات التي يمتلكها القطاع الخاص وكذلك عدم وجود مصارف وبنوك عراقية معتمدة من قبل عواصم عربية ودولية عدا بنوك الدولة المحدودة وذات الانظمة البيروقراطية والمتورمة بفسادها الاداري وضحالتها الاقتصادية والعلاقاتية.هذا المشهد يجب ان ينتهي لصالح تفعيل دور القطاع الخاص في كل المجالات خصوصاً لجهة الاستثمار، اذ لا يصح ان تحشر الدولة نفسها باستيراد الطحين والسكر والشاي والرز والوقود والسيارات والمعدات وحتى اواني الطبخ في حين يبقى المواطن يتفرج على نفسه وهو يمتلك القدرة على الحركة في السوق والاستثمار.

وبهذا الخصوص يشير الخبراء بان حالة الاستثمار باتت مطلوبة، ولكي تتحول الى ممارسة وثقافة فانها بحاجة الى مزيد من الجهود المكثفة من الجهات ذات العلاقة على ان تكون منسجمة واهداف الخطة الانمائية للدولة.في حين يؤكد اخرون ان آليات الاستثمار يجب ان تخضع الى تعديلات جوهرية واعادة بناء شمولي يتناسب والجهود المبذولة التي بامكانها ان تخلق بيئة استثمارية آمنة للقطاعين المحلي والاجنبي وان الاتجاه نحو تحرير حركة النقد وتبسيط نقل الارباح ووضع قواعد التنظيم هي من ابرز تشريعات الاستثمار التي يجب ان تركز عليها الدولة باعتبار الاستثمار يمثل ركيزة اساسية في بناء الاقتصاد الوطني وهو المحرك الاساس له ولا يمكن بدون الاستثمار تحقيق معدلات نمو مرضيِّة في الناتج المحلي الاجمالي الذي يعاني تخبطاً جراء الوضع غير المستقر.ان رسم استراتيجية وطنية على قول احد الخبراء لجذب الاستثمار وبناء تصور متكامل عن طبيعة التحديات التي تواجه الاستثمار اضافة الى العمل على بلورة رؤية علمية حول العلاقة بين فرص الاستثمار والتحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني تعد بمثابة الثقافة المطلوبة للدخول في هذه الدائرة التي ظلت محرمة على العراقيين طيلة العقود التي حكم فيها البعث الفاقد للشرعية السياسية والغارق حتى اذنيه في الامية الاقتصادية التي ورثنا نتائجها الكارثية كديون وتضخم وانعدام كامل للمؤسسات والتشريعات اللازمة لدخول هذا الميدان الواسع الذي نتمنى تفعيله بكل تأكيد كي نضمن معادلة المواكبة بين الحراك الاقتصادي الوطني والآخر السياسي الذي يشهده العراق منذ اربع سنوات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك