المقالات

السيد الحكيم يعود الى الوطن تحريك العملية السياسية ... وعقلنة الخلافات

2104 18:14:00 2007-07-27

يسألونه عن صحته فيسالهم عن صحة العراق ...... ( بقلم : كريم النوري )

لا شك ان حضور ودور سماحة السيد الحكيم في العملية السياسي كان عامل تفعيل وتنشيط لكل مفاصل الواقع السياسي في العراق كما انه يضفي على العملية السياسية الثقة والامل ويضيف اليها القوة والاقدام والجراة على المضي قدماًَ باتجاه تحقيق الاهداف العليا للشعب العراقي.

شخصية السيد الحكيم وما تتسم بمزايا وسجايا قلما تتوفر مجتمعة في غيره تمنح العملية السياسية الفعالية والثبات وينعكس ذلك بالضرورة على هيبة الدولة والحكومة وبقية القوى التي تشكل اركان الدولة.قد لا نبالغ ان قلنا ان الثقل السياسي للسيد الحكيم وما يتميز به من نظرة متبصرة ورؤية معمقة للاحداث العراقية بكل سياقاتها الفاعلة دفع العملية السياسية باتجاهات ترسخ المسار السياسي وتحقق الخيار العراقي وتنهي او تخفف من سطوة القوى التكفيرية والصدامية في العراق.

مع اعتقادنا الجازم بان تيار شهيد المحراب يحمل نقاط قوته من داخله وتتأسس من خلاله عوامل القوة والاستمرار وصنع القرار عبر مؤسسات ناهضة يتداول فيها القضايا الكبرى ويتم من خلالها بلورة القرار وهي ما نطلق عليه الشورى المركزية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يضم نخبة واعية وكادر متقدم يقع على عاتقها مناقشة القضية المراد تقريرها وبيان وجوه القوة ونقاط الخلل ومناقشة كل الزوايا.

مع اعتقادنا بوجود الشورى المركزية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي التي يعتمد في صنع القرار داخل مؤسساتنا السياسية فان وجود شخص السيد الحكيم بحد ذاته يسهم في اضفاء حالة من النشاط والامل والتفاؤل ويوجه مسار السفينة العراقية باتجاه شواطىء الامان والمحبة والسلام. القدرة التي يمتلكها السيد الحكيم في فك الاحتقانات الطائفية والازمات السياسية كانت مؤثرة في انجاح المسار السياسي برغم التحديات والمخططات لاجهاض العملية السياسية في العراق.

استطاع السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان يدير المسيرة السياسية التي اسسها ورسخ جذورها شهيد المحراب بطريقة اذهلت المراقبين والمتابعين والمراهنين على افشالنا في المعترك السياسي في العراق. وتأتي اهمية هذه القيادة في ظروف العراق الجديد وبعد سقوط ابشع الديكتاتوريات في المنطقة والعالم من كونها قادرة على عقلنة الانفعالات وتقنين الخلافات وتركيز المشتركات بين ابناء الوطن الواحد من جهة وبين ابناء المذهب من جهة اخرى. والتناقضات العراقية واختلاف الامزجة والتوجهات تحتاج الى قيادة استثنائية تتسم بالمزيد من الخصائص وهذا الامر لا ينطبق على القوى والاحزاب العراقية وحدها بل الحزب او الكيان الواحد يحمل مثل هذه التناقضات والخلافات.

وندرك بان الخلافات في وجهات النظر والاجتهادات هي من سمات التطور والابداع والاستمرارية.والخلافات بين الكيان الواحد حالة ايجابية ومظهر عافية على سلامة المسار والفكر. وليس من الصحيح ان نتفق جميعاً على اليات وسبل تفعيل التفاصيل لان العقول متفاوتة والاذواق مختلفة والتصورات متباعدة فيصبح الخلافات سمة مقبولة بين المذاهب والاديان بل حتى بين المذهب الواحد والا ما معنى ان تتعدد المرجعيات والاراء في مسائل قد تبدو قطعية ومتسالم عليها. وحتى في عهد الرسول مع وجود العصمة والوحي كان الرسول يستشير اصحابه في معركة الخندق ومواجهة جيوش خيبر اليهودية عن الخطة العسكرية لمواجهة الاعداء مع اعتقادنا جميعاً بان الرسول الاكرم "لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى"

فلقد اتّصل اليهود بقريش وغطفان واتفقوا معهم على مهاجمة المدينة واستئصال الرسالة الاسلامية، إلاّ أنّ أنباء هذه المؤامرة تسرّبت إلى الرّسول (ص) فشاور أصحابه فأشار عليه سلمان الفارسي (رض) بتحصين المدينة بخندق يُحفرُ من حولها، فقبل الرّسول هذا الرأي واستنفرَ المسلمينَ لِحفرِ الخندقِ وشاركَ هو (ص) بعمليّة الحفر هذه.

وفي قصة طويلة جاء والد زيد زائرا لمكة ، و طلب من الرسول ان يشتري ولده ، فجعل الرسول الخيار لزيد في البقاء معه أو الرحيل مع والده - بعد أن اعتقه - فاختار البقاء مع المسلمين و في كنف النبي (ص) .الرسول الذي لا ينطق عن الهوى يريد ان يعطينا درساً بالغاً في اهمية المشورة ومناقشة العقلاء في القضايا المصيرية التي تهم مصير الاسلام وارواح المسلمين.

لكنه هذا كله لا يعفي اهمية وجود وعزم القائد في القضايا الاستراتيجية وضرورة اطاعته والوقوف معه وهو ما يؤكده وحي السماء بقوله تعالى " ما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم" فلا خيار لاحد امام امر الرسول القائد(ص) ولا اجتهاد مقابل النص والامر النبوي.ومن هنا فان الخلافات بشكل عام وفي عصر غياب العصمة وانقطاع الوحي امر طبيعي ومؤشر سلامة على مساراتنا الفكرية والسياسية والاجتماعية.

ولكن يجدر بنا الاجابة على السؤال الذي يفرضه الواقع في هذا السياق العابر وهو اية خلافات نقصد تكون مصدر سلامة وعافية وهل الخلافات في القضايا المصيرية والاستراتيجية او في الاصول العامة والكليات والثوابت؟الخلافات المقصودة في سياق الفكرة السابقة هي الخلافات في التفاصيل والاليات وسبل المعالجات واما الخلافات على مستوى الثوابت والمبادىء والاصول العامة فهي خلافات مهلكة وتزيد التمزق والتفرق بين المسلمين الذين صورهم الحديث النبوي في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم "كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" كما يقول الرسول الاكرم(ص).

يمكن ان نختلف في اوقات الصلاة وفي تفاصيل الوضوء ونواقضه ولكن من الكفر ان نختلف في اساس وجوب الصلاة ومقدمته الوضوء. ويمكن ان نختلف في الكثير من الامور التفصيلية والاليات والسبل ولكن من الخطأ الفادح ان نختلف في الاساسيات والكليات والمبادىء والثوابت. وبراعة القائد هو الذي يقنن هذه الخلافات ويضع اولويات المشتركات بين الفرقاء ويكون شعاره " نتفق في المشتركات ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه" او " رأيىء صواب يحتمل الخطأ ورأي غير خطأ يحتمل الصواب" القائد الاستثنائي هو الذي يتعامل مع الفرقاء بهذه الروح الشفافة ويحاول الاتفاق على المشتركات وعدم جعل الاختلافات مهدمة ومانعاً من الاتفاق على المشتركات لاعتقادنا بانه لا يترك الميسور بالمعسور كما هي القاعدة الفقهية.

وقد يقال ان التفرق والتمزق في اوساط المسلمين بل في اوساط ابناء المذهب الواحد قد تمنع من الاتفاق على أي شىء متصور، ولكن قيادة السيد الحكيم استطاعت ان تجمع اكبر ائتلاف عراقي موحد بروح تسامحية وابوية للخروج من التحديات والرهانات على افشال العملية السياسية في العراق برغم ما يبرز على السطح الاعلامي من خلافات وتوترات على بعض القضايا والتصورات بين كتل الائتلاف العراقي الموحد.

التجربة الميدانية السياسية للسيد الحكيم في اطار العملية السياسية اثبتت حرص واخلاص سماحته على سلامة العراق من التجزئة والتقسيم وابعاد اشباح الحرب الاهلية التي خطط لها اعداؤنا في الداخل والخارج.كما غيرت هذه التجربة قناعات لدى الكثير من الرموز والشخصيات داخل الائتلاف وخارجه فحكمة الحكيم وانسانيته وعراقيته صارت حقيقة لا تحتاج الى المزيد من الادلة والبراهين لان الوجدان ابلغ من البرهان.والبعض من قادة الكيانات السياسية المشاركة في العملية السياسية قد يختلف مع السيد الحكيم في بعض القضايا التي ينادي بها سماحته وقد لا يتفق معه في طبيعة الخطاب السياسي لهذه المرحلة ولكنه يثق به ويحترم وعوده وعهودة ويعترف بمصداقية السيد الحكيم والوفاء بتعهداته.

وعودة السيد الحكيم من مشفاه سيكون عامل تحريك لسكون العملية السياسية وتفعيل للكثير من القضايا التي تحتاج الى الحراك والمران. وعودة سماحة السيد الحكيم الى الوطن بعد محطاته علاجه لم تكن مؤشر سعادة لافراده تيار شهيد المحراب فحسب بل لكل ابناء العراق بكل مكوناتهم. والجدير بالتذكير ان سماحة السيد الحكيم عندما يسئل عن صحته يسالهم عن صحة العملية السياسية واوضاع ابناء شعبه الذين يضحي من اجلهم هو واسرته الكريمة التي دفعت ضريبة دفاعها عن الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2007-07-28
اول ماشدني الى الموضوع وقبل قراءته هو صورة السيد حفظه الله من كيد الحاقدين فقفزت الى فكري المقارنة بين هذه الصوره التي يشع منها النور المحمدي كونها لاحد انجال الدوحة العلوية وبين ماينشر من صور لآخرين يتطاير منها الشؤم وخبث الشيطان واحابيله ومنكراته. فلك الحمد اللهم على نعمة محبتنا لاناس صورتهم تضفي على القلب بهجة واطمئنانا. اللهم احفظه وعائلته وجميع من يريد للعراق خيرا من شرار الانس والجان بحق محمد وال محمد(ص).
زهراء الحسيني
2007-07-27
هذا مقال اتمنى من قوى وكيانات العراق قراءته بدقة وحيادية وتشخيص الحكيم الحريص على العراقيين جميعا ندعو له بالشفاء العاحل لانه الاب والقائد والموجه لربان السفينة في العراق. والكاتب استطاع ان يستكشف مزايا متألقة في شخصية السيد الحكيم حفظه الله
احمد الثوري
2007-07-27
الحمد لله على سلامتك يابقية السيف اللهم احفظه وشافيه من كل الم بحق الامام السجاد عليل كربلاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك