المقالات

زمننا: بين بنادق المجاهدين وتجار السياسة!

1968 10:18:15 2014-07-13

عيسى السيد جعفر

لا أعلم لِمَ تقاطع في رأسي بيتان من الشعر العربي لشاعرين كبيرين بينهما قرابة خمسمائة عام، ولكن الذي يجمعهما في رأسي أنهما لفحلين من فحول شعرنا العربي..

الأول قاله فارس بني عبس عنترة بن شداد من قصيدته المشهورة التي مطلعها: دهتْني صروفُ الدّهر وانْتَشب الغَدْرُ، فيقول فيها البيت الذي مضى مثلا منذ قرابة الفي عام:

سيذْكُرني قَومي إذا الخيْلُ أقْبلت       وفي الليلةِ الظلماءِ يفتقدُ البدر ...

 والثاني قائله الشاعر الفارس الأمير أبو فراس الحارث بن سعيد الحمداني، في قصيدته الرائعة التي مطلعها: أراكَ عـصـيَّ الـدَّمْـعِ شيـمَـتُـكَ الـصَّـبْـرُ، فيقول فيها: سيذكرني قومي إذا جد جدهم               وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر..

هي الليلة الظلماء إذن ما جمع الزمنين، وما يجمعهما بزمننا هذا، زمننا الذي يصفه كثيرون بأنه زمن أغبر، فيما أصفه بزمن التحولات الكبرى، فحاشاه أن يكون زمنا أغبرا، ونحن نشهد هذه الإستجابة الرائعة، وتدافع الرجال منكبا على منكب، ملبين دعوة المرجعية القائدة للجهاد، فتزاحموا نحو الموت، لا يبالون إن وقع عليهم أم وقعوا عليه..

زمننا هو زمن صقل معادن الرجال، وهاهم عشاق الشهادة، من قدماء المجاهدين وأبناء المجاهدين، يزاحمون السكك ليحفظوا مجدهم ،الذي حاولت شرذمة من عشاق الكراسي، تشويهه وطمس معالمه الزاخرة بالثراء، وشتان ما بين عشقين، عشق الشهادة وعشق الكرسي، ذاك يقود الى العلا حيث رضا الرحمن في عليين، وهذا يقود الى الحضيض، حيث مزابل التاريخ، تتلقف كل عتل زنيم..

 زمننا زمن الرجال؛ الذين لا يريدون ثمنا لتضحياتهم دفاعا عن مقدساتنا، ولا مقابلا عن كرامتنا التي باعها بثمن بخس، أصحاب الأوسمة والأنواط والنياشين العسكرية والنجوم اللامعة، وهم لا يريدون ثمنا لأنهم لم يطلبوا مقابلا على تضحياتهم السابقة، يوم قارعوا جبروت الطغيان الصدامي، ومرغوا كبريائه بوحل هور صلين، وغدران جزيرة الرفاعي، وسهوب شرق ميسان..

زمننا ـ سادتي ـ هو زمن صناع التاريخ وليس زمن سراقه، فالمجاهدون يقفون اليوم على تخوم تكريت وخلفهم قباب سامراء الذهبية يغلفونها بشغافات قلوبهم، ومصول دمائهم، والمجاهدون دخلوا مغارات القاعدة في جبال حمرين وهضابها، والمجاهدون يتجولون بحرية وثقة بالنفس، في مناطق مثلث الموت وجرف الصخر وعامرية الفلوجة واللطيفية، تلك المناطق التي لم يدخلها الجيش العراقي منذ خمس سنوات، التي تحولت الى عش دبابير تلسع منها بغداد في اليوم أكثر من خمسة عشر مفخخة، وكل يوم..

هذا هو زمننا الذي يستحق أن نفخر به، لأنه زمن تمحي به سرايا عاشوراء، وسرايا السلام، وتشكيلات منظمة بدر، وكتاب حزب الله، وسرايا العقيدة، وعصائب أهل الحق، ولواء ابو الفضل العباس، وأفواج الجهاد والبناء، وغيرهم مما لم يتسع المقال لذكرهم، عار لكل الفاسدين المتخاذلين الذين كان عددهم أكثر من نصف مليون مقاتل، تركوا نصف العراق لقمة سائغة بيد بضعة آلاف من الداعشيين..

نمحو العار، لأننا نتملك الخبرة الجهادية والأمنية، ولأننا نبتسم للموت، ولا ترتعد فرائصنا فرقا منه، ولأننا نعرف أين نضع أقدامنا، ولأن لنا عيون اليمامة، وفراسة الهدهد، وزند الذي قلع باب خيبر، علي بن ابي طالب عليه السلام..

 نحن في زمن يعرف معظم الرجال كيف يطلقون النار من أسلحة يحملونها، لكننا نختلف عن هؤلاء الرجال، لأن لبنادقنا اسماء نخاطبهم بها، وهي تسمعنا فتقول لنا سمعا وطاعة، لبيكم أيها المجاهدون!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين الحلي
2014-07-13
ونحن نقول لكل المجاهدين طوبى لكم وحسن مآب ونتمنى عليكم ان تكونوا يدا" واحدة على اعداء العراق وان تستمروا على هذا الخط لان العراق امانة في اعناقكم ولاتتوقعوا من السياسيين ( لااعني الشرفاء منهم ) اي خير او دعم لانهم مشغولون باكلهم السحت الحرام ... سدد الله خطاكم ووفقكم لكل خير ونصركم على اعدائه والحمد لله رب العالمين ةصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك