المقالات

هل فتوى المرجعية طائفية ام وطنية؟


عباس الامير

بعد بيان المرجعية الدينية العليا في شهر حزيران الماضي و خطاب الجمعة المدوي الذي اعلن فيه ممثل المرجعية العليا وجوب الالتحاق بصفوف الجيش لغرض الدفاع عن البلاد ضد هجمة ما يسمى بداعش على الموصول وهزيمة الجيش التي كان سببها مؤامرةٌ الى اليوم لم تعحل عقدها ولم يكشف عن مدبريها الستار ، لقد احدث خطاب المرجعية للشعب العراقية صدمة كبيرة وصدى واسع بسعة الكرة الارضية اذ لم تبقَ وكالةٌ عالمية ولا صحيفة معروفة الا وتناولت تلك الفتوى سواء بسلب او إيجاب.
ومن الطبيعي ان من وقفت الفتوى في قبال مشروعهم التقسيمي للبلاد ومصالحهم البشعة داخل العراق ان يجندوا ما لديهم من وسائل اعلام لتشوه حقيقة الفتوى والغرض منها ورغم ان الكثير من الكتاب والباحثين قد اعطوا ردوداً واقعية ومقنعة على بطلان قولهم الا ان البعض لازال مستمر في زوره وكذبه ، ولعل اكثر ما رردته هذه الوسائل الاعلامية هو ادعائهم بكون الفتوى كانت طائفية ويساعدهم على هذا الادعاء الشخصيات السياسية المتورطة بالتعامل مع الارهاب و بعض الكتاب الذين باعوا اقلامهم بثمن بخس والذين يعانون من ازمة طائفية مترسخة في مفهومهم ولم يستطيعوا الخلاص منها رغم انهم يطلقون على انفسهم الالقاب الرنانة من قبيل الباحث او الكاتب او ما شابه.
ولكن الناظر المنصف يرى بوضوح بطلان هذا الادعاء ولعل ابسط دليل على هذا هو ما تشهده العاصمة بغداد وخصوصاً في المناطق المختلطة اذ انها لم تشهد خرق امني على مستوى الاغتيالات الطائفية او الحرب الاهلية بل العكس وخصوصاً وانه بعد ان اعلنت المرجعية بأن الدفاع عن البلاد واجب كفائي فقد صرح مسؤول في مكتب السيد السيستاني في النجف الاشرف بان المرجعية الدينية العليا تناشد جميع المواطنين ــ ولاسيما في المناطق المختلطة ــ بأن يتحلوا بأعلى درجات ضبط النفس في هذه الظروف الحرجة ، وأن يعملوا على ما يشد من أواصر الالفة والمحبة بين مختلف مكوناتهم ، وأن يبتعدوا عن أي تصرف ذي توجه قومي أو طائفي يسيء الى وحدة النسيج الوطني للشعب العراقي ، وهذا يوضح سبب الهدوء والانسجام في الشارع العراقي وعدم اندلاع الحرب الاهلية سواء في بغداد او غيرها من المحافظات وهذا دليل واضح على كون فتوى المرجعية العليا كانت وطنية وليست طائفية فضلاً عن ان الاستحابة لدعوة المرجعية قد لاقت استجابة واسعة من جميع اطياف الشعب العراقي ومن مختلف الاديان وهذا دليل اخر يبين زيف تلك الوسائل الاعلامية الكاذبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك