المقالات

" داعش والعنقاء "

2070 2014-07-11

بقلم الكاتب : حيدر حسين سويري

العنقاء ، طائر اسطوري ذكرته كتب التاريخ ، وهو طائر كبير يقذف من فيه (حلقه) النار ، (والأساطير إنما نتجت عن الصراعات النفسية داخل الإنسان الذي لم يجد الوسيلة لتغيير واقعه ، فابتكر أشخاصاً - في مخيلته أو أنهم أشخاص لم يظهرهم التاريخ - جعلهم ابطالاً ، خارقين احياناً ، يحققون ما يطمح الوصول إليه ، وكذلك المجتمع الذي عانى التسلط والظلم والفساد فوجد أملاً وأراد أن يوصل صوت العدالة من خلال الأساطير ... إذن فالمعتقدات والأساطير تاريخ يكشف لنا عن حالة الإنسان وتفكيره في المجتمع آنذاك ، وكذلك يكشف لنا حيثيات المجتمع (راجع كتاب تاريخ الحضارة - د.علي شريعتي ج1) .
لذا فأن العنقاء ليست الا حلم الانسان للوصول الى اختراع الطائرة الحالية مع وجود عدة فروقات بينهما ، فالعنقاء لا يحتاج الى مطارات او الى ابراج مراقبة ورسم خط سير ولا الى وقود او غيرها مما تحتاجه الطائرات التي نراها اليوم (والتي لم يحن لنا الوقت لركوبها فلا زلنا من اهل العنقاء) !!! .....
نشأت عند جميع الاديان فكرة المخلص (المسيح او المهدي او غيرهما) وان هذا المخلص سوف يأتي اخر الزمان ليخلص الناس من الظلم الذي وقع عليهم !! وطبعاً الناس تختلف في نظرتها الى الظلم كما تختلف في نظرتها الى العدل !! فجاءت " داعش " لتستغل هذه الفكرة وتعلن عن نفسها بأنها هي المخلص بأعلانها خلافة الله في الارض !! ..... فكل ما تفعله صحيح ، مبارك من قبل الله وكل من خالفها فهو باطل لا يستحق الحياة !! فماله ودمه وعرضه تأكله داعش حلالاً بلالاً !! .....
كما قلنا فنحن اليوم نقول عن طائر العنقاء اسطورة ، وكذلك الذين سيأتون من بعدنا (اهل المجتمع المدني المتحضر) ويقرؤون ما نكتب سيقولون بأن داعش اسطورة !! .....
المهم اننا اليوم نرى داعش كواقع مميت يلاحقنا انى ذهبنا !! فهو يظهر لك في اي زمان واي مكان !! وكأنه جعل من الاسطورة الاخرى (العنقاء) رفيقه فهي تنقلهم (الدواعش) انى شاؤوا !! .....
اليوم داعش تهدد وتصرح بأقتحام ( بغداد ) واسقاط المنطقة الخضراء وقتل من فيها (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) !! فأننا وان اختلفنا مع الحكومة في سياساتها ولكنا لا نرضى بأثارة الرعب وقتل الناس بسبب سوء سياسة الحاكم ، ولذا فنحن نرفض داعش ونحاول ان نساعد الحكومة قدر الامكان ... لقد نبهت في مقالي السابق " داعش والرمضاء " الحكومة والآن انبههم مرة اخرى وهي كما قلت سابقا قراءة في الاحداث ليس الا ، ستقوم داعش بدفع الصبية وبعض المجانين ( او الذين يدعون الجنون ) بمهاجمة الاحياء والدور السكنية ليلاً بالمشاعل النيارنية مع اصدار ضجيج وبلبة ليخرج الناس مذعورين ويختلط الحابل بالنابل وفي هذا ستساعدهم وجود المقاهي الليلية وانتشارها في الاحياء ولذلك فأنا ادعو الجهات المسؤولة الى فرض حظر تجوال ليلاً مع توعية الناس الى مثل هذه الاحداث .....
لقد حصل معنا في حادثة (جسر الائمة ) حيث جاء بعض النفر الضال واثار الرعب بوجود حزام ناسف وبدأو بدفع الناس الى النهر وقد سيطر رجالنا الابطال انذاك ان قاموا بوقف السير اولاً ثم بدء فريق بأنقاذ الناس والاخر بتغير حركة سير الزوار وأخر بالقبض على المسببين وقد رأيتهم بأم عيني حيث انهم يظهرون الجنون من خلال ثيابهم الممزقة وحركاتهم وهكذا في السنة التي تلتها وما حدث في جسر الصرافية ، فلم نمتنع ولم يكفوا ، وها هم هؤلاء يهددونا بهدم مرقدي (الامام الكاظم وابو حنيفة ) ، وما ارجوه من رجالنا الافذاذ وهم يعرفون انفسهم ممن نذر نفسه لخدمة الوطن ان يحافظوا على رباطة الجأش وأن يصمدوا فأن داعش لن تستطيع الاستمرار بأي معركة سوى سويعات قليلة ثم تسقط بين ايديكم بين اسير وقتيل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك