المقالات

الجلسة الأولى لمجلس النواب: خيبة أمل كبيرة!

1860 2014-07-02

قيس المهندس

الشعب العراقي كان مترقباً للجلسة الأولى لمجلس النواب المنتخب، سيما بعد إعلان الحكومة يوم الثلاثاء عطلة رسمية، كي يتسنى للمواطنين متابعة الجلسة. بيد أن الشعب فوجيء بالأحداث التي جرت تحت قبة البرلمان، حيث ألقى السياسيون الكورد والسنة ما في جعبهم من إشارات، الى عقد صفقات خارج قبة البرلمان، على غرار مؤتمر أربيل عام 2010! بالإضافة الى غياب نواب إئتلاف العراقية وبعض من النواب الذين بلغ عددهم (72) نائباً! كما أن كتلة التحالف الوطني، لم تكن الملاك البريء وسط الشياطين! 
الأطراف الثلاث الرئيسية: الكورد والسنة والتحالف الوطني؛ جائت الى قاعة البرلمان، ولم تحسم بعد أمرها في إختيار مرشحيها للرئاسات الثلاث، وكانت متوافقة على أن تكون تلك الجلسة، من أجل تأدية اليمين الدستوري فقط.
ليس بالإمكان القاء اللائمة على طرف دون الأطراف الأخرى، فكما يبدو أن تداعيات الوضع الأمني في العراق، وما رافقه من صراعات سياسية، وأتهامات بالتخوين والتآمر لهذا الطرف أو ذاك، القت بظلالها على تلك الجلسة، وأنعكست سلبا عليها.
الطرف الكوردي ربما ينوي طرح ثلاث صفقات رئيسية: المناطق المتنازع عليها، والتي هي اليوم بالكامل بيد الكورد من أطراف محافظة ديالى، مروراً بكركوك، حتى شمال الموصل، وكذلك حصة الإقليم من الميزانية، وقضية تصدير نفط الإقليم.
الجانب السني ومن خلال مؤتمر عقدته قيادات تلك الكتل، طالبوا بقضيتين: التمييز بين إرهابيي داعش، ومسلحي العشائر، المطالبين بحقوقهم المسلوبة من قبل الحكومة المستبدة، على حد تعبيرهم. القضية الأخرى؛ هي تقديم كتلة التحالف الوطني مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء، على ألا يكون المالكي ذلك المرشح.
كتلة التحالف الوطني، هي الأخرى كانت سلبية نوعاً ما في طرح آرائها، فبالرغم من حضور نوابها لإستكمال الجلسة بعد الإستراحة، إلا أن ما بدى واضحاً من خلال تصريحات النائب إبراهيم الجعفري؛ حالة عدم إحترام الوقت، وعدم الإكتراث بالوضع الأمني المتدهور للبلد، والحالة النفسية المتوترة للشعب العراقي؛ حيث تحدث عن إمكانية تأجيل الجلسة الى ثلاثة أسابيع أو ربما بعد إنتهاء شهر الصوم! " أو لعله بعد عيد الأضحى أو مطلع العام القادم" كما أن حضور بعض نواب دولة القانون بالزي العسكري! ربما أعتبره البعض نوع من الإستفزاز، سيما بعد قيام بعض منهم بكيل الشتائم والسباب للنائبة الكوردية، التي طالبت برفع الحصار الاقتصادي الحكومي عن الإقليم!
جميع الكتل البرلمانية بلا إستثناء، قدمت مصالحها الخاصة، وحساباتها السياسية الضيقة؛ على آمال وآلام الشعب العراقي، وما يمر به من ظروف قاسية، وكذلك لم تراعي ولم تقدر حرص المرجعية الدينية، في دعوتها الى فض مسألة إختيار الرئاسات الثلاث، من خلال الجلسة الأولى لمجلس النواب، مراعاة لظروف البلد الحرجة.
لعل بعض المتابعين يتسائل: هل سيكون للمرجعية الدينية كلمة الفصل من خلال خطبة الجمعة القادمة، أم أن توافق جميع الفرقاء السياسيين على تنجيز بعض الصفقات، سيحول دون تمكن المرجعية من حسم الأمور؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك