المقالات

زيارة الخليفتين في المسجد النبوي

1852 2014-06-30

سامي جواد كاظم

مرت على الامة الاسلامية مصائب ومصاعب ولكن بفضل اعجاز القران وخاتمة الاديان تمكن المسلمون من تجاوزها ولكن لم تتوقف واليوم يعيش العالم الاسلامي كارثة الوهابية ، فالحديث عن ماهية الوهابية ومن يدعمها والى ماذا تصبو وعن ماذا تبحث فانها امور باتت واضحة بفضل التمويل الوهابي للمنظمات الارهابية والحديث عن هذا الامر اصبح لاقيمة له بل على العالم وتحديدا الشرفاء منهم القيام بعمل وليس بقول لايقاف اجرام الوهابية وعليها ان لاتعتمد على قرقوزات الامم المتحدة التي تتحرك باصابع شكوكو ، فاليوم اصبح العالم باسره سنة وشيعة وكل الاديان من اهل الكتاب بل حتى الانسان الحر بغض النظر عن معتقده بدا يشمئز من هذه الحركة الاجرامية .
حاولت الوهابية جاهدة خلط الصورة للراي العام الاسلامي والعالمي مدعية بانها تمثل الاسلام وانها المدافع عن السنة لتعطي صبغة طائفية بحتة ولتؤجج بعض صفحات التاريخ الاسود ايام كان الاستعمار يلعب لعبته الخبيثة باتاجيج الطائفية ، لكن اليوم نرى ان هنالك شريحة من العلماء من السنة يرفضون دمج الوهابية معهم بل بداوا بفضح افكارهم واعود لاقول لابد لنا من العمل وليس القول فقط .

وانا اتطلع بين الكتب الصفراء وقع في يدي كتاب قيم للسيد جعفر ابن السيد اسماعيل المدني البرزنجي ( 1250 1317هـ) السني بعنوان "نزهة الناظرين في مسجد سيد الاولين والاخرين" ، وتضمن هذا الكتاب شرح تفصيلي لما كان عليه المسجد النبوي وما يتضمنه من اثار قيمة وقبور خالدة ونفائس ثمينة وقد كانت مدة تاليفه قبل واثناء وبعد الهجمة الوهابية القذرة على المسجد النبوي ، وقد لفت انتباهي الاعمال العبادية التي يقيمونها اخواننا السنة عند زيارة قبر الرسول والخليفتين حيث انها صورة طبق الاصل لزيارة الشيعة للائمة ، ومنها مثلا التبرك بتربة قبر النبي فقد جاء في ص 7 "وجعل (تربته) شفاء من السقام و(غباره) دواء من الجذام فله الشرف على كل اقليم " وبعد ذلك بدا بوصف رحلته ومشاهدته لزيارة المسجد النبوي ومن بين الاعمال التي يقوم بها الحاج بعد زيارة قبر النبي صلى الله عليه واله يزور قبر الخليفتين فقد جاءت الزيارة في ص 110 " اذا فرغ من السلام على رسول الله صلى الله عليه (واله) وسلم ان يتاخر الى صوب يمينه قدر ذراع للسلام على خليفة رسول الله صلى الله وعليه (واله) وسلم ابي بكر الصديق رضي الله عنه فيقول السلام عليك يا ابا بكر صفي رسول الله وخليفته وثانيه في الغار ورفيقه في الاسفار ...الى اخر الدعاء " وبعيدا عن الخلاف بين السنة والشيعة في هذا المجال فان من حقهم ما يقولون في الزيارة مثلما من حقنا عندما نزور الائمة ولسنا بصدد المناظرة ، ويكمل المؤلف اعمال الزائر فيقول يتاخر ذراع اخر صوب يمينه أي الرسول ليزور الخليفة الثاني فيقول السلام عليك ياعمر يامن اعز الله به الاسلام جزاك الله عن امة نبيه خيرا ورضى عنك ...الى اخر الدعاء وقد استشهد المؤلف بما كان يقوم به فقيه السنة عبد الله بن عمر عندما ياتي قبر الرسول فيقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتاه وكذلك استشهد بزيارة جعفر الصادق للقبر الشريف .
ولان المؤلف عاش احداث الوهابية فانه ذكر جانب من اعمال سعود الوهابي التخريبية في المسجد النبوي في ص67 "وقد تجرأ على هذه العظيمة ( أي هدم المسجد النبوي)، سعود الوهابي، حين استولى بالقهر على أقطار الحجاز سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، فأخذ جميع ما اجتمع في الحجرة الشريفة من قناديل الذهب والفضة والمباخر والقماقم والجواهر الثمينة واللؤلؤ ونحو ذلك، الواردة بعد ذلك من الملوك والسلاطين وغيرهم، على تعاقب الأيام والسنين، وملك المدينة وأخرج منها أهلها حتى فر منهم جماعة تركوا أولادهم وعيالهم، وكان ذلك هو سبب ارتحال الوالد رحمه الله تعالى منها، حتى اتصل بسواد العراق كما مرت الإشارة إليه، وهدم جميع القبب بالبقيع وغيره، كقبة أهل البيت وقبة الأزواج الطاهرات أمهات المؤمنين وقبة بنات النبي صلى الله عليه وسلم، ومال إلى هدم القبة الخضراء، وأخذ هلالها لظنه أنه من الذهب، فصرفه الله عن ذلك ولم يقدر عليه، وتعطل المسجد الشريف أياما من الأذان والإقامة والصلاة، وأقام بالمدينة مدة، وكسر من تلك القناديل شيئًا كثيرًا، وفرقها على جماعته المرابطين في سبيل الشيطان"
وذكر السيد المدني ان من فضل الله على ارض المدينة انها لا تتقبل حكومة سعود الوهابي وقد هلك من هلك منهم عندما سكن المدينة او مكة ، اقول ولهذا تجد عاصمتهم الرياض وليس هاتين المدينتين المقدستين بالرغم من انهما تحت سطوتهما وخاضعتا لقوانينهم الفاسدة.
فليكف العالم وخصوصا الاسلامي عن الاستنكار وعليه الاقدام على الاعمال لاجتثاث هذا الغرس السام في جسد الاسلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
لعن الله صنمي قريش
2014-06-30
شنو هاي السفالة قتلة سيدة النساء عليها الصلاة والسلام صارو خليفتين
علي السعدون
2014-06-30
السلام عليكم اللهم صل على محمد وال محمد. شكرا جزيلا للاخ سامي على هذا المقال الجيد وجزاك الله خيرا. يال بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القران انزله- -كفاكم من عظيم الشان انكم من لم يصل عليكم لاصلاة له. اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك