المقالات

ما حصل: عقاب الهي لمخالفة المرجعية

1652 2014-06-26

قيس المهندس

مبدأ الثواب والعقاب، أحد المبادئ الأساسية التي ترتكز عليها عقائد الديانات السماوية، سيما الدين الإسلامي المحمدي، الذي رسخت بنود دستوره في الكتاب السماوي الوحيد، الذي لم تطاله أيادي التحريف؛ الا وهو القرآن الكريم. ثمة مبدأ آخر؛ الإيمان بالغيب، يعد مبدأ محورياً، يشكل عصب إيمان الفرد والمجتمع المسلم على حد سواء.
يتحدث لنا القرآن الكريم عن الأمم السالفة، وما لحقها من نزول أصناف العذاب الإلهي، نتيجة تجرأها على الكفر بالغيب، وتجاهلها لمبدأ الثواب والعقاب. فالخالق عز وجل بارئ لخلقه ولدينه، وهو يمهل ولا يهمل، وله في خلقه شؤون وسنن جارية، لا تبديل فيها ولا تحويل. فمن سننه تعالى إرسال الرسل الى خلقه مبشرين ومنذرين، مع ما تحمله تلك الرسل من معاجز وكرامات ونعم إلهية لأقوامها، بيد أنها في الوقت ذاته تنذر بالعقاب الشديد، في حال مخالفة تلك السنن وجحود تلك النعم.

فيما يخص الوضع العراقي؛ عُرفت المرجعية الدينية في النجف الأشرف، بحلمها وحكمتها ورعايتها الأبوية لكافة أطياف الشعب العراقي، فقد أجادت في تجسيد دور النيابة عن القيادة الإلهية، بدرجة عالية نسبة الى قيادةٍ غير معصومة. فالمرجعية الرشيدة بنيابتها عن المعصوم وفق النصوص الشريفة الثابتة؛ بها تقام السنن وتمتد مساحات تطبيق مبدأ الثواب والعقاب.

رغم أن الجميع متفق على أن مرجعية النجف الأشرف، أدت دورها بصورة تامة خلال العقد الأخير؛ إلا أنها فوجئت بجحود من أبناء الشعب العراقي، حينما وجهتهم نحو التغيير في الانتخابات البرلمانية الماضية! إن سلمنا بالمنهج البراغماتي الذي يتذرع به الكثير من العراقيين، فإن دعوة المرجعية الى التغيير لم تكن بعيدة عن ذلك المنهج، بل أن السنن والتشريعات الإلهية ذاتها قائمة على الأسباب والمسببات، فقد كانت دعوة المرجعية قائمة على أسس مدروسة جيداً، كما هو ديدنها في إصدارها للبيانات التي تخص الوضع السياسي العراقي.

ما حدث اليوم من تدهور أمني في البلاد، إنما هو عقاب مستحق، نتاج المخالفة الصريحة من غالبية الشعب، لإرادة المرجعية الرشيدة، في إحداث التغيير في العملية السياسية، فالعقاب الإلهي في واقع الأمر؛ لا يعدو كونه نتاجاً للفشل الذي إجترحته أيادي من خالفوا تلك السنن والتشريعات.
هل ياترى سيستمر الشعب في مخالفته لأهل الحكمة والدراية، ويلعن حظه العاثر في كل مرة يقع عليه عقاب ما أجترحته يداه؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المغترب النجفي \ كندا
2014-06-27
المرجعيه الحكيمه والرشيده طالبت من الناس ان يغيرو بالخط ومن على الورقه فقط بأبخس الاثمان ولكنهم عاندوها وتركو نصحها وحكمتها وانا قلتها في تعليق سابق ستحتاجون الى الدماء حتى تغيرو بعد ان تركتم التغير بورقه فالعاقل يعي ماتريد منه المرجعيه لانها تريد الاصلاح واصلاح حال البلد والناس وهل بعد هذا الدرس سيعي المعاندين والمطبلين لمحتال العصر بعد ان انخدعو بتبعيتهم اليه ولم يجنو غير الخيبه منه .... النصيحه أبلاش ولكنهم دفعو دمائهم جراء معاندتهم للمرجعيه المسدده بخطواتها من الله سبحانه لانها على خطى المعصومين ونهجها وطريقها واضح للذي يرد ان يكون من المؤمنين الصالحين ومن المنتظرين لاملهم صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف وروحي لمقدمه الفداء مهدينا طاووس الجنه .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك