المقالات

لذلك أعلنت المرجعية الجهاد.

1989 2014-06-18

قيس المهندس

في سابقة قل نظيرها، أعلن سماحة المرجع السيستاني الجهاد الكفائي، بيد أنه لم يكن للمرة الأولى، فقد سبقه الى ذلك الإعلان، إعلان الجهاد في ثورة العشرين، وقيام سماحة المرجع الخميني بإعلان الجهاد، ضد حكم الشاه في إيران.
ذلك تأريخ إعلان المرجعيات الدينية للجهاد في زماننا المعاصر، ولعل البعض يرى من الغريب بمكان، أن يعلن المرجع السيستاني الجهاد اليوم، فيما لم يعلنه في ظروف الحرب الطائفية في السنوات التي أعقبت سقوط النظام البائد.
المرجعية الرشيدة، لم تعلن الجهاد في تلك الحقبة، لعدة أمور منها: وجود قوات الاحتلال؛ فلم يكن الخطر داهماً حينها، ولم يخشى على العملية السياسية من الإنهيار أو التداعي، كما أن العملية الديمقراطية كانت في بداية تأسيسها، وثمة خشية من المغرضين، لإعتبارهم له إعلاناً شيعياً طائفياً ضد الطائفة السنية الكريمة. 
أما اليوم وبالرغم من وجود ذات التوتر السياسي، بين الحكومة والسياسيين السنة، بيد أن الأمر مختلف تماماً هذه المرة، ولعدة أمور منها: وجود أطراف سياسية شيعية فاعلة، تقود حملة معارضة ضد الحكومة، من أجل إحداث إصلاحات سياسية. وكذلك وجود سخط دولي وإقليمي من تنظيم داعش، حتى في الدول الداعمة لبعض المنظمات الإرهابية، لما تقوم به داعش من قتال للمعارضة السورية المدعومة من تلك الدول.
بالإضافة الى أن الجهاد الذي أعلنه المرجع السيستاني، كان جهاداً وطنياً، لا يقتصر على طائفة معينة، ولا على طيف معين، وإنما يشمل جميع مكونات الشعب العراقي، وذلك ما أخرس الكثير من المتربصين بالعراق.
المرجعية الرشيدة كانت في قمة الوعي والنباهة والشعور بالمسؤولية كما عهدناها دوماً، فقد قدرت حجم الخطر الداهم، رغم تعقيد المشهد السياسي الداخلي، وما تمر به المنطقة من صراعات، فقد شعرت المرجعية بالمسؤولية الوطنية والتأريخية، بالوقوف بوجه ذلك الخطر، والحيلولة دون عودة البعث وتسلط التكفيريين.
المرجعية الرشيدة كانت ولا تزال وسوف تبقى صمام أمانٍ للشعب العراقي وللوطن، ولها موقف ثابت مرتكز على عقيدة راسخة؛ بوحدة أرض العراق وتراص مكوناته.
كانت المرجعية على صواب في إعلانها للجهاد، فهبت الملايين طوعاً لأمرها، فلا يمكن لشعب أبي كشعب العراق، تقوده مرجعية حكيمة كمرجعية النجف الأشرف؛ أن يقهر أو يذل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين المهندس
2014-06-18
لايوجد مقارنه بين الوضع ايام (الحرب الطائفيه) وهذه الايام ولايمكن التبرير باعتماد المرجعيه على الاحتلال في نشر الامن،لكن باعتقادي ان اهم اسباب اعلان الجهاد هو حجم المؤامره الاقليمي (على المستوى الكردي والتركي والخليجي) اكبر من ان تستوعبه الحكومه بجيشها المنهار الذي اضحى وبسرعه خارج المعادله وانكشاف الوجوه القبيحه لبعض فرقاء العمليه السياسيه فكل شيء تداعى للسقوط فكان توقيت الفتوى ان اعادت المبادره ووضعت الامور في نصابها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك