المقالات

نينوى والمؤامرة الخبيثة!..

2511 2014-06-13

قيس النجم

سقوط مدينة الموصل في يد الإرهاب, وهي ثاني اكبر محافظة, بعد العاصمة بغداد من حيث السكان, ويقطنها ما يقارب (3,513,215), ذات تاريخ عريق, يرجع الى ألالف الخامس قبل الميلاد؛ وتعتبر من أهم المدن التاريخية في العراق, لكونها عاصمة الإمبراطورية الأشورية في قمة توسعها, وموقعها الاستراتيجي, حيث ترتبط حدودها مع الجارة سوريا, التي تعاني القتال مع الزمر التكفيرية منذ سنتين, وكذلك بباقي المحافظات العراقية, التي تنتفض بين الحين والأخر؛ بسبب الخلايا النائمة, وهي بإنتظار الفتيل, لتمارس نشاطها, في زعزعة الأمن والإستقرار.
محافظة نينوى محمية من ثلاث فرق عسكرية, وفرقة رابعة من الشرطة الاتحادية, أختفى جميعهم بسرعة البرق, لتسلم هذه المدينة على طبق من ذهب دون مقاومة, الى أحضان داعش!. 
نقف على شفير حرب, نحن في غنى عنها, وكارثة إنسانية يدفع ثمنها الأبرياء, وأيضاً هي فرصة سوف ينتهزها الضعفاء؛ لتصفية الحسابات المذهبية, لاسيما والنظرة الخاطئة لدى المتشددين, والطائفيين من الطرفين (السني والشيعي), ستكون وبالاً على أبناء الشعب المجاهد الصابر, إنها نكبة حزيران جديدة, مثل التي حدثت في مصر سنة (1967), وهذه المرة في العراق!, كارثة كبيرة يندى لها الجبين, ووصمة عار يسجلها التاريخ, على المسئولين الذين قادوا البلاد, الى هاوية التشتت والانقسام.
سقوط نينوى بين ليلة وضحاها, مفاجئة من العيار الثقيل!, ولدّت الكثير من التساؤلات الغريبة؛ التي حيرت جميع العراقيين, بكل مكوناتهم, هل هو تواطؤ مقصود؟, أم نتاج دكتادورية جديدة؟, أو هي لعبة كبيرة يراد منها إعلان حالة الطوارئ, واستباحة البلاد, ووضعها بيد الحكومة, التي أعلنت فشلها وإفلاسها! أسئلة كثيرة, تدور حولها الشكوك؛ لماذا هذا التوقيت بالذات؟, ولماذا لم تتخذ التدابير لحمايتها؟, ولماذا هذا التخاذل من قبل القادة الكبار؟, وهم الذين اتخذوا على عاتقهم حمايتها؟!, بيد أنهم فشلوا وبامتياز, على رأسهم الفريق الركن عبود قنبر, قائد القوة البرية, حين هربوا مخذولين الى اربيل؛ متوسلين حماية الأسايش, تاركين مواقعهم, وأسلحتهم!, لقمة سائغة بيد الدواعش.
هذا إن دَل يدَلُ على سوء الاختيار, لهذه الشخوص الضعيفة, ليتصدروا المشهد القيادي العسكري, ويجلسوا على رأس هرمه, وأغلبهم غير كفوئين رغم رتبهم الكبيرة, وأيضا سوء الاختيار, لدى القائد العام للقوات المسلحة, الذي يتحمل الجزء الأكبر من الكارثة, لتصديره مثل هولاء القادة, ونظرته الضيقة, مما جعلته لا يميز بين الصالح والطالح, واعتماده على مستشارين جهلة لا يفقهون شيئاً, سوى الحفاظ على مناصبهم, حتى ولو كان الثمن, هو الوطن والمواطن.
على الساسة الذين وضع الشعب ثقته بهم, الاتفاق ونبذ الخلاف, وتشكيل حكومة مؤقتة, لتصريف الإعمال؛ وإخراجنا من هذا الموقف, الذي سببه سوء التصرف؛ والتفرد بالرأي_ والتعنت_ والكيل بمكيالين, وعليهم أيضاً ألا يعلنوا حالة الطوارئ, كيلا ندخل في دوامة التقسيم.
لابد أن تكون لنا وقفة جادة وحقيقية, لتلافى هذا الوضع المزري, علينا وضع خطة أمنية ستراتيجية سليمة, وإعادة هيكلة قواتنا الأمنية, رغم أنها مجازفة في الوضع الراهن, لكن لابد منها, إذا كانت مدروسة ومحترفة, دون المساس بهيبة الجيش وإضعافه, واستدعاء القادة الميدانيين الحقيقيين, ليتسنموا مناصبهم, بعد تقديم الولاء للعراق, وليس للمذهب أو للشخص, وان يكونوا على استعداد للتضحية, من اجل العراق, رجالٌ شجعان, غير طائفيين, محبون لتربته ومقدساته, ومؤمنون بوحدته, من زاخو الى الفاو.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو أحمد الشمري
2014-06-15
رغم عظم الكارثة ومرارة النكسة الا اننا نقول رب ضارة نافعة وقد تكون هذه النكسة هي التي نحتاجها لإيقاظ البعض من الناس الذين خدعوا وتوهموا بأن الحكومة قد تمكنت من بناء جيش قوي مهني له عقيدة راسخة للدفاع عن العراق وليس للدفاع عن حزب معين او سلطة الحاكم, نحن لا نقلل من قوة وشجاعة جيشنا الباسل الا اننا والله نبكي دماً وكل عراقي غيور قد بكى دماً لما حدث في الموصل, وان السبب برأيي هو تمكين قادة وضباط بعثيين من الذين كانوا على رأس المؤسسة العسكرية في زمن الطاغية بينما ترك قادة الانتفاضة ومجاهدي الاهوار, وكذلك عدم الاستماع الى نصيحة الرجال الشرفاء والمخلصين لهذا البلد. أسأل الله العلي القدير ان يمن على هذا البلد بالأمن والسلام وان يدحر كل قوى الشر و قوى النفاق.
زيد مغير
2014-06-15
الأخ قيس النجم المحترم أرجو اعادة النظر في مقالك ، لماذا نتهم الحكومة وننسى اسماء أبناء البغايا من أيتام النظام السابق وبالأخص ريس البرلمان وعدد من النواب في تدمير العراق . ومن الذين حشروا أنفسهم في السياسة وهم همج رعاع ، وإذا أردتني تسميتهم ، فهم ابو ريشة ومقتدى الصدر وغيرهم من الهمج
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك