المقالات

المالكي والسيسي: رجل يبحث عن كرسي وكرسي يبحث عن رجل

1882 2014-06-10

واثق الجابري

واحدة من أهم المشاكل التي تواجه شعوب العالم الثالث تقبل تعثرات حكامها، و إتهام المواطن بالبلادة والتخلف والجهل الديموقراطي، وقلة الحس الوطني، وغياب الشعور بالإنتماء، الى درجة وصف الفساد ثقافة جماعية.
لإننا شعب طيب القلب، صدقنا الشعارات والدموع التي تذرف، صدقنا رجال البداوة الديموقراطية، وقدرتهم على ركوب موجة العالم المتحضر.
ركام من الأوراق والذكريات الأليمية، ومراحل في منتهى اليأس، وأعواد المشناق لا تحتاج سوى الى كلمة بقصد او غيره، وقرابة من الدرجة الرابعة، او علامة إستفهام ، عجزنا عن ردم الطائفية والإنقسام والتمييز، وإنتبهانا الى ساسة يسمون السني صدامي والشيعي إيراني، يُحسب الأول يحن الى السلطة والدكتاتورية والقمع والفوقية، والثاني متأمر جاء مع الإحتلال، مجبرين شعب كامل للخوض في ماء عكر مخلوط بالسموم والروائح النتنة مصادرها خارجية.
نقول ونصدق ،إن اول ثورة للتغيير بدأت من العراق عام 1991، لم يشهد التاريخ المعاصر عنفوان وكسر للقيود وغضب شعبي جماعي، تحدى هذا الشعب الإرهاب وكتب دستور وشارك بكثافة بالإنتخابات المتعاقبة؛ ندعي إننا السباقون في تنظيم الإنتخابات في الربيع العربي، وتوقعنا بمرور الأيام يتوحد الهدف وتذوب الأحزاب مع بعضها وتتوحد الأصوات.
فاجئنا السيسي بالحصول على اكثر من 95% من الأصوات في مصر، بشفافية وفرز خلال ثلاثة أيام، امام الانظار، ايقنا على ما يحدث من تأخير في العراق لأغراض مقصودة وكما يقال( كل تأخيرة بيها تزويرة)، ولأول مرة يحصل رئيس في العالم الثالث على هذه النسبة، بلا تزوير ولا إستخدام للمال العام، وشبه إجماع شعبي مسبق لترشيح السيسي، لمغادرة الشمولية ودكتاتورية مبارك والاخوان، وفك قيود الإغتصاب للحريات.
خروج غير مألوف في عالمنا المشحون بالتناقضات، وقفزة نوعية أمام ساسة العراق، ومنجهم القائم على النفعية، والخادم مخدوم، والحارس محروس، وبحث عن الكرسي وسط أشلاء الضحايا، والقوالب الجاهزة حسب إرادة الفرضيات المتعكزة البليدة، ونموت ولا تفرج بعد الشدة، 
المالكي حصل على 95 مقعد والسيسي 95%، ودور الجماهير لا ينتهي بالصناديق والإعتراض مصدة لكل إنحراف، وكشف النقاب عن إن الأراضي الإنتخابية بلا عنوان، وعادت ازمة الكهرباء والزحامات، و95% من الأحزاب كانت ترفع شعار التغيير، حتى من إنتخب المالكي، وحصول حزبه على 13 مقعد من بين 328 برلماني.
لا امل بالتغيير الحقيقي؛ حتى لو كررنا التجربة كل ستة أشهر،؛ إذا لم يجتمع 95% من الساسة على هدف واحد.
إذا كان بريق الكرسي يسبب العمى الوقتي، ويمسح الذاكرة المحملة بالويلات، تشحنه ماكنة الدكتاتورية المهمدة لأسس الدولة، التي تجمع على ارضيتها القوى الوطنية، ولن تفرج مهما ضاقت حلقاتها، كون التأخير والجدل، إلتفاف على إرادة الناخب، وتزوير لتطلعات الشعوب التغيرية، وسوف نعيش تحت سيطرة رجال يبحثون عن الكرسي، ولكن الكرسي يبحث عن رجاله، ولم نصاب بالعقم رغم نكباتنا السوداء على مر التاريخ، وكل شدة ننتج رجال تلو الرجال، ونعلم ان السيسي اصبح رئيس بتفويض الشعب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك