المقالات

" منهج الفكر السياسي بين الايثار والحسد "

2468 2014-06-08

حيدر حسين سويري

عُرف الايثار وخصوصا في التراث العربي بانه من الاخلاق السامية وقصصة كثيرة نستشف منها تعريفاً بسيطاً له : التنازل عن الحقوق من اجل الاخر ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) ، واما الحسد فهو تمني زوال النعمة من الاخرين ، لا بل العمل على زوال النعمة من الاخرين ......
ارى ان هاتان الصفتان لايجوز العمل بهما في السياسة ، ولعل البعض يقول كلنا نتفق على الحسد ، فلماذا الايثار ؟؟!! نعم ان الايثار صفة جميلة وهي اعلى من الكرم ولكن مع من يستحق ، لا مع اللئام ، يقول الشاعر :
ان انت اكرمت الكريم ملكته .................. وان انت اكرمت اللئيم تمردا
حدث في العراق ان المجلس الاسلامي الاعلى صاحب النضال السياسي الكبير وصاحب اكبر قاعدة جماهيرية في المشروع السياسي العراقي ان يكون له سبعة عشر مقعدا في الدورة البرلمانية الحالية وذلك ليس لنقصا في عدد جماهيريه ولكن لشدة الايثار الذي تمتع به هذا المكون والتنازلات التي قدمها من اجل نجاح العملية السياسية التي طالما ناضل من اجلها ، مقابل تللك التكتلات التي لاتمتلك قاعدة جماهيرية ابدا وكونها مكونات انتهازية لئيمة لاتهمها سوى مصلحتها وكما قال احدهم " لو العب لو اخرب الملعب " والذي حصل على مائتي صوت فقط !!!! وغيره من الكتل التي اخذت الناس بالترهيب والتزوير !!! ، ومع هذا الايثار كان الاخر متمسكا بصفة الحسد وعمل ليلا نهارا لتشويه صورة المجلس ومحاولة تسقيطه !!!!
طبعا كانت تنازلات المجلس الاسلامي الاعلى لأجل الشعب لا لأجل هؤلاء السياسين اللئام ولكن الان وقد تبين ان تلك التنازلات لم تنفع الشعب العراقي ، وان السياسين لم يقدموا شيئا له ، وجب التعامل مع هؤلاء اللئام باسلوب اخر وان لا تنازل بعد اليوم لانه تنازل عن حقوق الشعب المظلوم .....
حيث جاء في كلام زعيم المجلس الاعلى سماحة السيد عمار الحكيم انه يريد من اعضاءه عملا يدل عليهم وان يبرزوا الى الناس من خلال اعمالهم وان يبتعدوا عن التسقيطات السياسية لانها ليست وسيلة صحيحة للتمثيل السياسي او الانتخابي .... وفي هذا المجال اورد قصة للمنفعة : 
في عام 1974 كان "مهاتير محمد" ضيف شرف في حفل الانشطة الختامية لمدارس "كوبانج باسو" في ماليزيا، وذلك قبل ان يصبح وزيرا للتعليم في السنة التالية ثم رئيسا للوزراء عام 1981 ، قام مهاتير في ذلك الحفل بطرح فكرة عمل مسابقة للمدرسين وليست للطلاب وهي توزيع بالونات على كل مدرس ، ثم طلب بأن يأخذ كل مدرس بالونة وينفخها ومن ثم يربطها في رجله، فعلاً قام كل مدرس بنفخ وربط البالونة في رجله ، جمع مهاتير جميع المدرسين في ساحة مستديرة ومحدودة وقال: لدي مجموعة من الجوائز و سأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط، وبعد دقيقة سيأخذ كل مدرس مازال محتفظاً ببالونته جائزة !
بدأ الوقت ..... وهجم الجميع على بعضهم البعض كل منهم يريد تفجير بالونة الآخر حتى إنتهى الوقت ، فقط شخص واحد بقي محتفظاً ببالونته .........
العبرة ...... وقف مهاتير بينهم مستغرباً وقال: لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر؟ ولو أن كل شخص وقف بدون إتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنال الجميع الجوائز ولكن التفكير السلبي يطغى على الجميع، كل منا يفكر بالنجاح على حساب الآخرين.
مع أن النجاح متاح للجميع، لكن للأسف البعض يتجه نحو تدمير الآخر وهدمه لكي يحقق النجاح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك