المقالات

شراكة الحكيم وغالبية المالكي

1033 2014-06-06

جواد ابو رغيف

أفرزت نتائج الانتخابات البرلمانية ""2014 ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة الوعي لدى الناخب العراقي تمثل في حصول بعض القوى السياسية التي لا تملك السلطة أو المال السياسي(ائتلاف المواطن بزعامة الحكيم وائتلاف الوطنية بزعامة علاوي فضلاً عن قوى صغيرة وشخصيات مستقلة ) على مقاعد مكنها من تشكيل رقماً صعباً في مخرجات المعادلات السياسية القادمة.
هذا الوعي الجماهيري اثبت بضرس قاطع أن السلطة والمال، لا تكفي لتحقيق الأهداف السياسية التي يطمح لتحقيقها السياسيين برغم استحقاقاتهم الانتخابية الكبيرة ،مالم تؤطر برؤية تقنع الجمهور لآلية تشكيل الحكومة بعد نتائج الانتخابات.
السيد المالكي الفائز الأكبر طرح مفهوم "الأغلبية السياسية" خارج أطار التحالف الوطني لتجاوز أخطاء حكومته السابقة على مدى دورتين متعاقبتين (2006 ـ 2010 / 2010 ـ 2014 )،بيد أن مشروعه يواجه عوائق كثيرة تقف في مقدمتها رفض قوى أساسية كبيرة وجوده على رأس حكومة لولاية ثالثة رضوخاً لإرادة جمهورها الانتخابي!، ثم "فيتو" المرجعية الدينية العليا في "النجف الاشرف"، بعدم السماح بولادة رئيساً للوزراء من خارج رحم التحالف الوطني ،فضلاً عن رغبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحفاظ على وحدة التحالف الوطني ،ما يعني أن مشروع الأغلبية السياسية ولد ميتاً!!.وطرحه يعني رفع سقف المطالب التفاوضية لا غير وهو حق مشروع شريطة ان يكون غير معطل لتشكيل الحكومة ضمن السقوف الدستورية.
من الجانب الآخر طرح السيد الحكيم مشروع الشراكة الوطنية حلاً ناجعاً للمرحلة الحالية (أيدته المرجعية فيما بعد على لسان وكيلها الشيخ عبد المهدي الكر بلائي بخطبة الجمعة بكربلاء).
الحكيم الذي يؤمن بمبدأ "الأغلبية السياسية" علاجاً لأمراض العملية السياسية المزمنة ،بيد انه يرى ان الوقت لم يحن بعد لأخذ ذلك العلاج الذي يمثل جرعة زائدة فاقدة المفعول قد ترتد سلباً يهدد حياة العملية الديمقراطية ،طرح خيار المضطر"حكومة الشراكة الوطنية" لترطيب الأجواء وتهيئة أرضية حكومة الأغلبية السياسية حتى إنضاج الوعي الانتخابي ،وترحيلها إلى دورات برلمانية لاحقة أقصاها عام "2018 " تمثل انتخابات مجالس المحافظات القادمة "بروفه" مثالية لها ،حتى لو كان على حساب تقديم رئيس للوزراء من خارج كتلته النيابية في الدورة الحالية( واعتقد أن هذا الخيار المرجح للسيد الحكيم ) .
إلى هذا يذهب الكثير من المراقبين والمهتمين بواقعية مثل هذا الطرح ،ويعللون تأييدهم بعدم أمكانية طرح مفهوم حكومة الأغلبية السياسية بالوقت الحاضر، بسبب عدم وجود المعطيات والعوامل لتحقيق هذا المفهوم 
الواقع العراقي ومنذ تغيير النظام لم يكن يشكل المعيار الانتخابي وحسابات الأرقام فيه ُمرجح كفة لمعادلة، بقدر ما يلعب الحضور السياسي والمجال الحيوي دوراً كبيراً فيه ،بسبب حداثة التجربة الديمقراطية وطبيعة الانتقال المفاجئ من نظام دكتاتوري شمولي إلى نظام تعددي نيابي ديمقراطي ،لذلك فمن الطبيعي أن نحتاج إلى الانتقال التدريجي حتى نصل إلى مرحلة الكمال الديمقراطي أسوة بالتجارب الديمقراطية وان سرنا بخطى "السلحفاة" .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك