المقالات

إنتاج القادة..ايران نموذجاً

1612 2014-06-02

قيس المهندس

تقول الحكمة: المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. أي أن الإنسان المؤمن ينبغي أن يكون ذو فكر ونباهة، وأن يزن الأمور الحادثة بميزان العقل، ويتسع ذلك المفهوم من الفرد الى المجتمع، فالشعب. التأريخ والحضارة روافد طبيعية للشعوب، ومنها تتعلم الشعوب ما ينفعها لإكمال مسيرتها في الحياة، وتجاوز العقبات والمحن، واتخاذ العبرة من التجارب السعيدة والمريرة التي مر بها أسلافهم.

دعونا نذهب الى الجارة أيران، فهي وإن كانت ظروفها الديموغرافية مختلفة بعض الشيء عن العراق، بيد أن ثمة مشتركات بين الجارتين.
في فترة حكم الرئيس السابق أحمدي نجاد، كانت الجمهورية الإسلامية في تقدم متسارع، نحو آفاق جديدة من التفاعل الإقليمي والدولي، حيث عززت الجمهورية من مكانتها، مذ دخلت بأشبه ما يكون بحرب باردة مع أعتى دول العالم، متمثلة بقوى الإستكبار العالمي.

كما قدمت حكومة نجاد العديد من المنجزات على الصعيد الداخلي منها: تحسين الاقتصاد الإيراني، وإتخاذ منهج الاقتصاد المقاوم والإكتفاء الذاتي، وكانت ناجحة في كل صولة ممانعة ضد الضغوطات الغربية، وسارت حكومته بالبرنامج النووي السلمي الى مرحلة الإنجاز، دون أن تتعرض الجمهورية الى أي ضرر يذكر.

هكذا أصبح نجاد البطل الوطني والإسلامي، وأصبح الرجل الأبرز لدى الشعب الإيراني، كما هو باديٍ لدى الجميع، حيث تم التجديد له لولاية أخرى، ومع إنتهاء ولايته الثانية، ظن الكثيرون أن لابديل يماثل الرئيس نجاد، بيد أن الشعب الفارسي العتيق، صاحب الحضارة الراسخة، كان مدركاً بأن بلاده لا تخلوا من القيادات الكفؤة، والتي قد تفوق إمكانات الرئيس المنتهية ولايته، وبالفعل قدم الشعب الإيراني أروع معاني الثقافة والتحضر، حيث أثبت أنه شعب غير مصاب بأي عقد نفسية، فخرج الشعب لينتخب رئيساً جديداً من الإصلاحيين، كما أنه لم يكن شعباً ضيق الأفق فأنتخب معمماً، ولم يكن مكبلا بقيود ثقافة الحاكم الأفندي الذي حكمه طيلة ثمان سنوات، وهو يحكم جميع الدول الإقليمية منها والعالمية!

كان ذلك الشعب مذهلاً بخوضه للتجربة الانتخابية! وكأنه قد ألف تلك التجربة منذ القدم، بعراقة حياكته للسجاد اليدوي! 
هكذا خرج الشعب الإيراني لينتخب رئيسه الجديد، دونما أن ينكفئ أو يميل تجاه هذا الطرف أو ذاك، وإنما اختاروا من وجدوا في برنامجه الإنتخابي ما يلبي طموحاتهم، في الحفاظ على المكتسبات، وما يخدم مصالح البلد في المرحلة المقبلة.

الرئيس الإيراني الجديد (روحاني) كان الإختيار الصائب من قبل ذلك الشعب المتحضر، وبالفعل قاد روحاني دفة البلاد نحو غد مشرق، وأستطاع أن يكمل مسيرة نجاد، ويحقق نتائجاً مبهرة على جميع الصعد سيما الملف النووي الإيراني، واستقرار السياسة الإيرانية في مضمار التوازنات الدولية والإقليمية.
ماذا لو حذى العراقيون حذو الجمهورية الإسلامية وشعبها العزيز، ونبذوا نظرية القائد الضرورة، الم يكن العراق اليوم يسير نحو شاطئ الأمان!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أبو ايمن البحراني
2014-06-05
نشكر الأخ الفاضل العزيز قيس المهندس علي مقاله الجميل الذي قارن فيه إنتاج القادة السياسين بين الجمهورية الاسلاميه الايرانيه حفظها الله وبين جمهورية العراق الحبيب. لنا بعض الملاحظات علي مقالكم الجميل والذي فيه بعض التسرع في المقارن وذلك للفرق بين النظامين القائمين. أولا هناك في الجمهورية الاسلاميه نسبة الوعي تختلف عنها في العراق وذلك يتجلي بصورة واضحه في اختيار الشعب الايراني للنظام الإسلامي تحت خط ولاية الفقيه. ثانيا وجود مرشد للجمهورية لديه سلطة صيانة النظام من أي انحراف. ثالثا مبدأ التداول السلمي للسلطه في الجمهورية الاسلاميه تاصل بين كافة القوي السياسه المتواجد علي الساحه الايرانيه. رابعا هناك إنجازات حقيقيه راكمتها الجمهوريه الاسلاميه والتي تتمثل علي الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي. خامسا يلعب البرلمان الإيراني دوره الحقيقي في الرقابه الشعبيه وبصورة فعاله. أما في عراقنا الحبيب طبيعة النظام لنا نحن كمراقبين لم تتضح لنا طبيعته بعد. نعم هناك انتخابات كل أربع سنوات لكن هناك قوي سياسيه داخله في العمليه السياسيه وهي غير مقتنعه بها بل تعمل جاهدة لاجهاضها كما أنها تعتبر نفسها هي صاحبة الحق المشروع في إدارة العراق الحبيب. كما أن هناك الأكراد الذين يعملون دون توقف بمراكمة الإنجازات الإقليمية وإن كانت علي حساب المركز. بين هذه القوي وتلك تتواجد أكثرية شيعية قوية وضعيفه في نفس للوقت لعدم تجانسها وإتفاقها علي كيفية إدارة الدوله ورسم طبيعة النظام المطلوب جماهيريا. حبيبي قيس هذه هي ملاحظاتي علي مقالكم الجميل واسمحوا لنا تطفلنا عليكم إنما أردنا المشاركه لنثري الموضوع نقاشا. وفقكم المولي تعالي وجمعنا معكم تحت قبة أمير المؤمنين لزيارته
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك