المقالات

" داعش والصحراء "

2275 2014-06-01

حيدر حسين سويري

بعد ما وصلت الحضارة الانسانية الى اوجها وبعد التطور العلمي والتقني والاجتماعي والاخلاقي التربوي الهائل وبلوغه حد العظمه حيث اصبح العالم قرية صغيرة في كل شئ ، بعد مشاعر الود والمحبة التي انتشرت في المجتمع الانساني الذي بدء يرقد بسلام تحت ظل القوانين والتشرعيات التي تحفظ له حقوقه وكرامته وتامن له العيش الكريم ، بعد كل هذا ، يأبى البعض ممن تشابهوا معنا في الخلقة الا ان يحيوا حياة البهائم والوحوش ويعودون بنا الى الانسان النادرتال .. ولكي لا اظلم الانسان النادرتال فلا اعرف عنه شيئا الا بعض ما اكتشفته لنا المتحجرات ... فلن ابتعد كثيرا وساقترب في الزمان والمكان واقارن بين الاحداث ....
لنرجع الى زمن الجاهلية (اي قبيل ظهور الاسلام ) في الجزيرة العربية ، حيث كانت لغة السلاح هي اللغة الرسمية والحل النافذ للمشاكل التي تقع لاتفه الاسباب وكلنا يعرف " حرب البسوس " او ماتسمى " داحس والغبراء " ، هذه الحرب التي استمرت قرابة اربعين عاما وكان سببها الظاهر هو قتل " ناقة " وعلى اثر قتل تلك الناقة سقط مئات او الاف الضحايا الابرياء كما هجرت الكثير من العوائل الفقيرة ، بل وحتى تغيرت خريطة الجزيرة العربية من حيث تغير القبائل لمحل سكناها هربا من الموت الذي كان يلاحقها ... والصراحة ان السبب الحقيقي هو ليس " قتل الناقة " بل هو التعصب المقيت الذي استولى على الاحمق " المهلهل " او ما كان يلقب " الزير سالم " والذي انتهى به الامر الى اسوء ميتة ....
وهؤلاء الذين نراهم اليوم من " داعش والصحراء " هم امثال ذلك الفكر الجاهل الاحمق المتعصب الذي لايعرف للحوار لغة ، اجتمعو من بقاع الارض ليغيروا خريطة الجزيرة العربية ، ثم يذهبوا فاتحين الى بقية انحاء العالم ، ولينقلوا علومهم في القتل والتمثيل بالجثث واكل الاكباد وقطع الرؤوس وتحريم الكهرباء وكل سبل الراحة ، لانها لم تكن معروفة في زمانهم الاول زمان جدهم عابد الاصنام .....
نحن نقول لهؤلاء الاغبياء والحمقى ومن دفع بهم الى هذه الهاوية ، ان مصيركم مصير" المهلهل السابق " و" المهلهل الاخير " ، ميتة سوء وخزي وعار في الحاضر والمستقبل ، فان من صفاتكم ان تكونوا صما وبكما وعميا ولا تعقلون وهي صفات الحمق ، ذلك المرض الذي لاعلاج له . فكما قال الشاعر :

لكل داءٍ دواءٌ يستطابُ بهِ ....... الا الحماقةَ اعيت من يداويها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أعيت من يشافيها
2014-06-13
قيل أن متلطفا اراد شرح عمل السيارة لمن أعيت من يشافيه فأسرد وفصل شارحا معيدا صاقلا فأذا فالمشروح له ينمطل أرضا ويبحلق ويدقق ثم نهض منتفضا قائلا كل شئ افتهمته فرد عندي سؤال واحد وينهه رجل الحصان؟؟؟ واليوم كثر المنجطلون الباحثون عن رجل الحصان فتراهم يفخخون ويذبحون ويحرقون ويهدمون وهم الأغبى والأبهل والأصم والأبكم والأعمى ممن يبحث عن رجل الحصان فهل من يشافيهم وهم الطواعين السوداء جسما وروحا وكنها وقلبا بل هم أضل سبيلا؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك