المقالات

قبل أن يأكل الغول ديمقراطيتنا!

1147 2014-05-31

ضياء الحاج صالح

السياسة التي تبنى على المراوغة والعبث والأنشغال بما لا يقدم ولا يؤخر، رغم أن الثيمة الأساسية لها هي الديمقراطية، التي يجسدها الأنتخاب بأعتبار الشعب مصدر السلطات، لا تزال مزدانة ً بالأخطاء، تخرجنا من دوامة المرارة لتدخلنا بأخرى أمر منها.
مرت علينا ثلاث مواسم تشريعية ، تكررت خلالها ثلاث سيناريوهات، لعب فيها دور البطولة ذات الأبطال ألمخادعين! رغم دعوات المخرجين للتغيير، وعملية سياسية حبلى بالأزمات، تبادل التهم وتحميل الآخر مسؤولية الأخفاقات، هو المشهد السائد طيلة ما مضى من السنوات.
"قيل أن العاقل منزه من العبث، وما نحن قوم عابثون"
التغيير المنشود هو عملية أصلاحية لأخطاء المرحلة المنصرمة، التي مر بها الوطن، من خلال حث الكتل السياسية التي حضت بثقة المواطن، على أختيار أسماء تميزها كفاءتها قادرة على النهوض الشامل بالواقع المزري، وتجنب الأخفاقات الحكومية وفشلها.
الأرقام التي أعلنتها المفوضية العراقية العليا المستقلة للانتخابات! والتي بينت حجم كل كتلة سياسية وعدد مقاعدها داخل البرلمان، تكسرت عدد حدود التحالفات سياسية، والتفاهمات للوصول الى آلية معينة لأختيار رئيس مجلس الوزراء القادم.

لهيب المعضلة ليس بأختيار رئيس الحكومة الجديد، بل بأختيار الفريق القوي المتجانس، القادر على محاسبة مرشحه لأدارة السلطة التنفيذية، وهنا لا سبيل غير شراكة الأقوياء التي ستقود لحكومة قوية عادلة، وكون التحالف الوطني هو الكتلة الأكبر، ذاك يلقي على عاتقه مسؤولية كبيرة، تبدأ بأعادة تشكيله ليكون مؤسسة قوية وفاعلة، لقيادة المرحلة القادمة، وتنتهي بأختيار مشروع ورؤية واضحة وحلول ناجعة لأزمات مفتعلة.
من قال أن الوقت فات، فهو واهم، ومن قال أن التغيير مات، فهو أشد وهماً، نحن بحاجة الى من يمسك زمام الأمور، يبادر ولا ينتظر المبادرة، يشارك من أجل الخدمة لا السلطة، يعمل وفق رؤية ومشروع، لا تخبط وعبث، يزاول مهامه كخادم لشعب يستحق أن يخدم لأنه شعب شغل ثلثي التأريخ البشري، لا سلطان ظالم على شعب مظلوم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك