المقالات

العراق بين تمديد الولايات أو الانتقال الديمقراطي للسلطات

1718 13:18:10 2014-05-30

القاضي عبدالستار رمضان

في أغلب دول العالم المتقدم منها أوالثالث، بل وحتى المتخلف منها تجري الانتخابات وبعدها بأيام لاتتجاوز الاسبوع يتم الاعلان عن نتائجها، ويبدأ البلد بعدها مرحلة وحياة جديدة من اجل التباحث والتفاهم بين اصحاب البرامج والاهداف القريبة من بعضها، وبعدها ايضاً بمدة لا تتجاوزبضع اسابيع يتم تشكيل

الحكومة ويتطلع الناس الى الامام والمستقبل مع النواب الذين انتخبوهم والحكومة التي تدير بلادهم في ظل ادوار متفق عليها ومقبولة، وهي تبادل الادوار والمواقع من غير اصرار وتشبث بالموقع او المنصب.

كل هذه الامور تجري في ارقى الدول ديمقراطية مثل سويسرا وفي اسوئها ظروفاً وامناً واقتصاداً مثل الصومال وجنوب السودان ...الا العراق فهو دائماً خارج مسيرة الزمن ولا يسير ضمن دائرة الحياة الاعتيادية، فحتى تجري الانتخابات الف والف دعاء ورجاء ان يتم الاتفاق عليها،  ثم الف رجاء ان يتم تحديدها، وخلال الفترة التي تسبق اجرائها في مرحلة (الدعاية الانتخابية) الايادي على القلوب كما يقال في العامية والامل والرجاء في النفوس ان تجري ولا يحدث ما يحمد عقباه خوفاً من متهور مستهتر او طائش يتصرف تصرفاً ما فيتثير النفوس وتخرج عن طبيعتها الى العنف والغاء الآخر والرد المقابل وتخريب الساحة بما فيها وبمن عليها!

يكاد يصل الحال ان يقوم المرء بوضع يديه عى رأسه حائراً وفزعاً ممما يدور ويجري وموجات العداء التي تغذيها شحنات الكراهية المتبادلة بين بعض او الكثير من القوائم والاحزاب والمكونات العرقية والطائفية في المجتمع العراقي والتي تصل احياناً الى معدلات قياسية في بعض مباريات كرة القدم بين فرق متواضعة في مستواها ولاعبيها، ولا تملك الا غريزة حب الذات وتضخيمها  والتي تدفع مشجعي فرق اقضية ونواحي مغمورة غير معروفة الا في منطقتها الى احداث الشغب والعراك والعدائية وتخوين المقابل من اجل هدف ربما لا يستحقه كلا الفريقين.

لقد شبهنا الانتخابات بمباريات كرة القدم، لاننا مع الاسف نبالغ في عواطفنا وتقييمنا وتقديرنا للكثير من الامور والاشياء بحيث تسيطر العاطفة والتحيز حتى بعد انتهاء المباراة او الانتخابات، فقد جرت الانتخابات في العراق في 30 نيسان، وهي ثالث انتخابات تجري بعد سقوط النظام السابق ، وأول انتخابات بعد انسحاب القوات الأميركية، الا انها بدلاً من تكون جسراً وطريقاً لنظام جديد يحترم خيارات العراقيين التي ضحوا كثيراً من اجل الوصول الى هذا اليوم ، مع الاسف تحولت هذه المباراة، عفواً الانتخابات الى ازمة وخندق كبير يباعد ويشاقق بين العراقيين الذين هم اساساً أهل خلاف وشقاق.

فقد نسى الناس ما يريدون ربما لعدم ثقتهم بالوضع كله ونست الاحزاب والقوائم برامجها ومشاريعها ويتم الحدث عن هدف واحد موحد وهو عدم التمديد لرئيس الوزراء الحالي ، وتكاد كل القوى في العراق عدا (ائتلاف دولة القانون) متوافقة متفقة على وجوب احداث تغيير ديمقراطي في العراق يمنع ظهور دكتاتورية جديدة متمثلة في شخص او حزب يصادر ارادة الناس ويصر منفردا بعناد احمق على تكرار الفشل وتحدي مشاعر كل العراقيين بفرض وجوه وشخصيات فاشلة متجذرة في الفشل.

نتائج الانتخابات لم تعلن بعد وربما سيتأخر اعلانها الى ان يتم ترتيب فوزانتخابي للمالكي من اجل فرض حكومة الامر الواقع او ما يسمونها حكومة الاغلبية واستنساخ شكل وتصرفات حكومة دكتاتورية عسكرية استبدادية جديدة في العراق وهو امر غير مقبول من جماهير وقطاعات عريضة اهمها الكورد والعرب السنة والشيعة العلمانيون والديمقراطيون بشكل عام، الا ان الصورة بكافة ابعادها تشير الى الى وضع صعب واختيار اصعب سيتم وضع العراق فيه ويتم تكرار ذات المقولات التي عشنا على صخيبها عقودا من السنوات عندما كان يقال: لا يوجد بديل لصدام حسين واليوم ايضاً يتم انتاج طاغية و حاكم جديد بحجة عدم وجود بديل للمالكي.

ما زالت المباراة مستمرة رغم انتهاء وقتها الاصلي والاضافي ولابد ان يفهم اللاعبون انه آن الاوان  للكثير منهم ان يغادروا الساحة مختارين او مجبرين، وعلى القضاء العراقي ان يصحو ويلغي قراراته سيئة الصيت المخالفة لروح ومضمون الدستور العراقي مثل قرارات ( تكليف الكتلة الاكبر وجواز تمديد الولاية الثالثة والحاق الهيئات المستقلة بمجلس الوزراء والغاء الدور التشريعي لمجلس النواب وحصر اقتراح القوانين من قبل مجلس الوزراء) وهي وغيرها من القرارات مهدت وعبدت الطريق للدكتاتورية الجديدة والليل الاسود الجديد في العراق، وعلى الجميع ان يتذكروا انها  لو دامت لغيركم ما وصلت اليكم!!

نائب المدعي العام

اقليم كوردستان العراق

Sattar88@hotmail.com

17/5/140530

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك