المقالات

العملية السياسية.. الى الوراء در!.

1518 2014-05-27

قيس المهندس

نحن أمة ذات حضارة عريقة موغلة في القدم، عاصرت أغلب الرسالات السماوية ان لم تكن جميعها، وأتصلت بسائر ثقافات العالم في الماضي والحاضر، ولعلنا من الشعوب القلائل التي لم تستفد من تأريخها وحضارتها، ولم تعكس على واقعها صورة التحضر الوضاءة.
بالأمس ولى آخر عهود الظلام والطغيان والفرعونية بمفهومها القديم، والديكتاتورية الشمولية بمفهومها المعاصر، أثر سقوط الطاغية الهدام، وأخذ العراق يواكب دول العالم المتقدمة، في إرساء وترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والعدالة في وطننا المنهوب.
هكذا أبحرت سفينة التغيير، بيد أن الدفة كانت بيد الحاكم المدني الأمريكي، حتى تصدى الربان العراقيون رجال السياسة الأشاوس، من مختلف بقاع الوطن ومن مختلف أطيافه وقومياته وأديانه ومذاهبه. هكذا سارت العملية الديمقراطية الوليدة في العراق، شأنها شأن الديمقراطيات الصاعدة؛ تتعرض بين الفينة والأخرى الى بعض المصاعب والتلكؤات، بيد إنها سرعان ما تجد رجال الحكمة والسداد في المرجعية الرشيدة، يتصدون لحلحلة تلك المعضلات، وإزالة العقبات التي تقف بوجه العملية السياسية.
إلا أن ما لم يكن في الحسبان؛ أن تتعرض العملية الديمقراطية في العراق الى الإصابة بالفايروس القديم، والذي ما زالت بعض دول العالم، سيما الدول الإقليمية مصابة به، وكالعادة شمرت المرجعية الرشيدة عن ساعديها، حيث تصدت لتطبيب الوليد اليافع الذي بلغ سن الأحد عشر عاماً، فشخصت العلاج ودعت الى التغيير، سيما تغيير هرم السلطة المصابة بالفايروس، وخشية أن يعم الداء قطاعات واسعة من الشعب.
لكن! ما هي النتيجة؟!
حصل ما لم يكن بالحسبان، خرج الشعب عن طوع حكيمه، ولم يعد آبهاً بما قد تؤول اليه الأمور؛ إن هو خالف حكمة الحكماء ورأي الصلحاء!
رغم ذلك يتشدق البعض منهم بأن التغيير قد حصل بالفعل!
يا ترى هل سيحصل التغيير المنشود؟!
هل غير الشعب تلك الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد؟!
تتحدث أرقام المفوضية عن (114) برلمانياً من مجلس النواب الحالي قد تم إعادة انتخابهم، فكيف سيحدث التغيير؟!
تحت تلك الظروف؛ ستكون مهمة التغيير صعبة جداً، وسوف يكون التغيير بعهدة القادمين الجدد، والذين سينهضون به بإسناد الشعب، لان قوتهم مستمدة من قوة الشعب الذي انتخبهم.
هل يا ترى سيرى التغيير النور؟! أم أن إرادة الشر ستقف حائلاً دون تحققه، ودون أن تتحقق إرادة الحق والحكمة، ووازع الحضارة والتحضر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك