قيس النجم
مرحلة حرجة يمر بها العراق بسبب تخبطات القائمين عليه والضعف الواضح للبرلمان والتناحر الحزبي المقيت, والتسقيط السياسي, والمساومات الرخيصة بينه وبين السلطة التنفيذية, كلها على حساب الوطن والمواطن, مما جعلهما فاشلان؛ في هذه الدورة, التي ستودعنا, وفي طياتها كل معاني الألم والإحباط.
للسلطة التنفيذية دور فعال, في إفشال العمل التشريعي في البرلمان, ولا ننسى دور رئاسة الجمهورية, التي أصبحت شكلية, ليس لها وجود في المعادلة, مما جعل من المعادلة غير عادلة.
كل الأطياف اشترك في إفشال العملية السياسية, وإضعاف العراق, والمواطن هو من يدفع ثمن هذا الفشل, وهو أيضاً من سيغير؛ لذا وضع ثقته بالوجوه الجديدة التي انتخبها, ودورهم هو محو الوجه القبيح للسلطة, خاصة بعد أن أثبتت الانتخابات, خسارة حزب الدعوة الحاكم, سياسياً, وشعبياً, رغم استغلاله كل ما هو مباح وغير مباح؛ ولكن الشعب أصبح على دراية واضحة, بالوضع السياسي المزري, مما جعل من بوصلة تفكيره, تتجه للتغيير نحو الأفضل والأكفأ.
أذن القادم هو وقت التحالفات, والتوافقات القوية المنسجمة, والتي تحمل الرؤى المشتركة, لصناعة دولة متكاملة دون تهميش أو إقصاء؛ وعدم صناعة أعداء, من داخل العملية السياسية, لغرض النهوض بواقع العراق نحو الأفضل, ولجعل الدولة قوية؛ لابد أن تكون متمثلة بالشركاء الأقوياء, وهذا يتطلب سياسيون ذوو خبرة, حريصون على وحدة العراق وأمنه.
جميع المكونات بدأت تتوحد, وتلملم جراحاتها, وأولهم الأحزاب الكردستانية؛ التي اجتمعت, وشكلت لجنة مشتركة, من أحزاب الكورد الفائزة, ولهم ما يعادل 55 مقعداً, وهذا عدد ليس بالقليل, وجميعهم اتفقوا على عدم التجديد للولاية الثالثة؛ واستغلال الخلافات والتناحر في الحكومة الاتحادية, والسعي إلى ضم كركوك, وأجزاء من الموصل, ومن بعدها إعلان (الكونفدرالية), وكذلك العمل الدؤوب, بين متحدون, والوطنية, والعربية, لغرض خلق إئتلاف قوي؛ يمثل السنة, ولهم ما يقارب 59 مقعداً أو يزيد, وتكون لهم كلمتهم الفصل, في تحديد رئيس الوزراء القادم, وعلى أن لا يكون المالكي.
اختيار رئيس الوزراء القادم, ليس بالأمر الهين, بسبب تمسك حزب الدعوة, الذي لا يتجاوز 15 مقعداً بمرشحه الأوحد؛ وهو جزء من دولة القانون, وبجعبته 92 مقعداً, والحل في تجاوز الأزمة, والتغيير: هو أن يكون التحالف الوطني تحالفاً مؤسساتياً, ذا نظام داخلي, مبني على أساس التوافق, واختيار الأنسب لمن يمثلهم, ويكون مقبولاً من الجميع؛ لكونه رئيس وزراء العراق, لكل الأطياف, وليس للشيعة وحدها.
الأغلبية متفقة, على عدم التجديد للولاية الثالثة, مما جعل الكرة بملعب التحالف الوطني, والاختبار أصبح صعباً, في اختيار البديل, لاسيما بعد تمسك دولة القانون, بمرشحهم الوحيد المالكي.
حكومة عاقر, وإذا أردنا تغييرها علينا ان نكون متهيئين, للعملية القيصرية الكبرى, لولادة قادة, يستطيعون أن يكونوا بحجم المسئولية التي انيطت بهم, وبإتحادنا نستطيع أن نقف بقوة, وبتفرقنا سنسقط إلى الهاوية؛ لذا لا نريد كثرة المعارف, ولا كثرة الكلام, بل القليل من المصداقية, للنهوض بنا من جديد, نحو بر الأمان.
https://telegram.me/buratha