المقالات

الأنتخابات: أخطاء لا تغفرها الأيام!..

1694 2014-05-13

      ربما يفهم بعض الساسة من عديمي الضمير والمسؤولية، وممن اعتادوا على تصوير الأمور بعدسة اللامبالاة وقلة الاكتراث، أنهم وبمجرد قبول ترشيحهم للإنتخابات، ومن ثم مشاركتهم بها، قد أصبحت مصائرنا مناطة بهم، حتى قبل إعلان نتائج الإقتراع الذي أجريناه حولهم..

        ومع أننا أنجزنا الصفحة الأولى من الأنتخابات بنجاح، وأدينا ما علينا من واجب، ونحنبإنتظار أن تعلن النتائج وفقا لآليات الديمقراطية، ، وتحديد من سيجلس تحت سقف قصر المؤتمرات الذي حولناه الى مجلس نواب، فيما أحتلت وزارة الدفاع مبنى مجلس النواب!.. إلا أن دورنا لا يتوقف عن هذا الحد كما يتصورون، فبيدنا أوراق كثيرة، سنشهرها بوجههم، إن لم يتعاملوا مع مصائرنا وفقما نريد لا وفقما يشاءون..وربما لا يعرفون أن بإمكاننا أن نقلب الطابق طبقا في لحظات..

   الحقيقة أنه لم يعد بالإمكان الصمت عما يجري، فلقد طحننا الجوع السياسي للمتنافسين، الذين حولوا التنافس الى صراع، ليس من أجلنا ولا بسببنا، بل على من سيكون أولا في إمتطاء ظهورنا.

   في هذه الأجواء المشحونة توترا، بات من الصعب التحدث عن مبادئ سياسية أو قيم نبيلة سامية، وفي ظل هذا التوتر؛ فإن من يفترض بهم أن يضعوا الوطن كأولوية، في عملهم لا قبلها قبل ولا بعدها بعد، لا أن يسدروا في إرتكاب الأخطاء بحق الوطن وأبناءه، لأن مثل هذه  أخطاء، لا يمكن أن تغفرها الأيام أبداً.

     إن التوتر الدائم الذي نعيشه غب 2003 ولغاية اليوم، وبالتأكيد سنستمر تحت وطأته لقادم الأيام والسنين، صنعه قطع حبل الوطنية، بسيف التعصب للفئة والذات، الأمر الذي زاد من حمية المتصارعين، وقادهم إلى ارتكاب مزيد من الحماقات بلا مبالاة بنا وبمصائرنا، وهم يتحدثون عن السياسة، بكلمات تشم منها روائح النتانة، وهي تغادر أفواههم الخالية من الحشمة....

     نحن بأغلبيتنا الصامتة، منشغلون بحمل أوزار أيامنا وما يجري فيها، حيث تكاد قوانا أن تخور ونحن نقف على أقدام الخوف والحذر من المجهول، وحيث بين الحدث والحدث، تقف أمهات ثكلن وزوجات ترملن وأطفال تيتموا، وحيث لن تتوقف ألسنتهم عن الدعاء من صاحب العظمة والجبروت، في الاقتصاص ممن كان سبباً في قطف زهرات أعمار الأحبة ـ الابن والأخ والزوج والأب ـ  قتلا بصرف حقوق الموت العشوائي، لتساوى أشلاءهم بالرصيف.

   ولربما؛ بل بالتأكيد.. أن على الساسة الذين حولوا السياسة الى آلة موت طاحنة، أن يعوا بأن ظمأ الشعوب للحرية لا يروى بالدم، وأن جوعهم للتعبير عن المواطنة لا تشبعه الأشلاء الممزقة، وأن الوطن بحاجة إلى عقول وبصائر وأفكار نيرة، تبني ولا تهدم، تجمع ولا تفرق، تصلح ولا تزرع الخراب.

كلام قبل السلام: من السهل التبجح بالمبادئ عندما نكون متخمين!.

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك