المقالات

العراق بين الطائفية و السراق..!

1948 2014-05-07

قيس النجم

الفشل, وهذه الكلمة التي لا يعشقها الكثيرين, رغم أنها خطوة كبيرة نحوا النجاح؛ بيد أن الكثير منا يلاقي هذا المصير, للوصول إلى غايته, والسبب هو الطريق الذي نسلكه؛ مما يوحى إلينا بالتشكيك بالغاية, لا نعرف ماذا نريد, ونحن بأمس الحاجة إلى تغيير الطريق, لنصبوا نحوا الهدف المنشود بسلام.
علينا اختيار الطريق, الصحيح والسليم نحو التغيير, ممزوج بالإرادة والتحدي, وسيصل بنا إلى برّ الأمان. 
محاولات كثيرة أصابها الفشل, ولكن الإصرار قدماً, على نفس الطريق الذي يسلكه الفاشل؛ فهذا معناه الغباء المستعصي, الذي لا طب له!, وما شاهدناه في الآونة الأخيرة, لحكومتنا في تعاملها مع أحداث الأنبار, وما يجري على الواقع العراقي؛ من تخبطات, وتنازلات, ليس لها مبرر؛ للملمت الإخفاقات, واستبدالها بمصيبة اكبر, السؤال الذي يحير الكثيرين, لماذا لم تتجاوب حكومتنا مع المطالب, عندما كانت اقل بكثير مما هي عليه؟, ولماذا لم تكن جادة منذ البداية؛ لحلحت الأزمة قبل أكثر من عامين؟.

تنازلات مغزية, قدمها المالكي بدون خجل, أو مراعاة لتضحيات الأبرياء؛ على يد أزلام النظام السابق, عندما وقف في محافظة الأنبار, وبحماية تفوق عدد الجمهور, وأطلق مبادرته الشهيرة؛ بالعفو عن الإرهابيين البعثيين القتلة, وصرف المبالغ الخيالية, لإعادة الإعمار والتعويض, وإعطائهم عشرة ألاف فرصة عمل للشيوخ المؤيدين لشخصه, والمهلهلين له. رغم كل هذا شعر بحجم الخطأ, والمصيبة الذي ارتكبهما, فعالجهما بكارثة لا تغتفر, حين شن هجوماً عسكرياً غير مدروس؛ دفع بأبنائنا الى الموت المحتوم, وهذه طامة كبرى. 

إذا أراد المالكي أن يتلافى الموقف, الذي وضع العراق فيه, بسبب ازدواجيته؛ وعدم الاستقرار بالرأي, في تعامله مع أزمة الأنبار, عليه أن يحافظ على ما تبقى من ماء وجه, ولكن جريئاً, ويقدم استقالته؛ كي تشفع له أمام القلة المتبقية من مؤيديه, الذين كسبهم بنفسه الطائفي, وأسلوبه الملتوي الرخيص.

محاولة منه لتدارك فشله الأول؛ خرج بفشل اكبر منه بكثير, لكونه لم يسلك الطريق الصحيح منذ البداية, مما جعله مستمر على نهجه الخاطئ.
إذن الاستقالة شيء من الخيال, لكون السيد رئيس الوزراء, لم ولن يتنازل عن الكرسي, الذي جلسه عليه, حتى لو ضحى بابنه احمد؛ وهذا أكيد, وأيضاً هو لا يملك الجرأة, التي تجعله يستقيل, وهو السبب الرئيسي؛ لجعل العراق بين مصيبة الطائفية, وأفواه السراق, ويتحمل المصائب التي حلت علينا منذ توليه, من قتل, وهدر بالمال العام, والاغتيالات, وسيبقى على نفس طريقته ونهجه, الذي سلكه منذ البداية, ليسير بنا نحوى الهاوية, ولله درك يا عراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك