قيس النجم
الفشل, وهذه الكلمة التي لا يعشقها الكثيرين, رغم أنها خطوة كبيرة نحوا النجاح؛ بيد أن الكثير منا يلاقي هذا المصير, للوصول إلى غايته, والسبب هو الطريق الذي نسلكه؛ مما يوحى إلينا بالتشكيك بالغاية, لا نعرف ماذا نريد, ونحن بأمس الحاجة إلى تغيير الطريق, لنصبوا نحوا الهدف المنشود بسلام.
علينا اختيار الطريق, الصحيح والسليم نحو التغيير, ممزوج بالإرادة والتحدي, وسيصل بنا إلى برّ الأمان.
محاولات كثيرة أصابها الفشل, ولكن الإصرار قدماً, على نفس الطريق الذي يسلكه الفاشل؛ فهذا معناه الغباء المستعصي, الذي لا طب له!, وما شاهدناه في الآونة الأخيرة, لحكومتنا في تعاملها مع أحداث الأنبار, وما يجري على الواقع العراقي؛ من تخبطات, وتنازلات, ليس لها مبرر؛ للملمت الإخفاقات, واستبدالها بمصيبة اكبر, السؤال الذي يحير الكثيرين, لماذا لم تتجاوب حكومتنا مع المطالب, عندما كانت اقل بكثير مما هي عليه؟, ولماذا لم تكن جادة منذ البداية؛ لحلحت الأزمة قبل أكثر من عامين؟.
تنازلات مغزية, قدمها المالكي بدون خجل, أو مراعاة لتضحيات الأبرياء؛ على يد أزلام النظام السابق, عندما وقف في محافظة الأنبار, وبحماية تفوق عدد الجمهور, وأطلق مبادرته الشهيرة؛ بالعفو عن الإرهابيين البعثيين القتلة, وصرف المبالغ الخيالية, لإعادة الإعمار والتعويض, وإعطائهم عشرة ألاف فرصة عمل للشيوخ المؤيدين لشخصه, والمهلهلين له. رغم كل هذا شعر بحجم الخطأ, والمصيبة الذي ارتكبهما, فعالجهما بكارثة لا تغتفر, حين شن هجوماً عسكرياً غير مدروس؛ دفع بأبنائنا الى الموت المحتوم, وهذه طامة كبرى.
إذا أراد المالكي أن يتلافى الموقف, الذي وضع العراق فيه, بسبب ازدواجيته؛ وعدم الاستقرار بالرأي, في تعامله مع أزمة الأنبار, عليه أن يحافظ على ما تبقى من ماء وجه, ولكن جريئاً, ويقدم استقالته؛ كي تشفع له أمام القلة المتبقية من مؤيديه, الذين كسبهم بنفسه الطائفي, وأسلوبه الملتوي الرخيص.
محاولة منه لتدارك فشله الأول؛ خرج بفشل اكبر منه بكثير, لكونه لم يسلك الطريق الصحيح منذ البداية, مما جعله مستمر على نهجه الخاطئ.
إذن الاستقالة شيء من الخيال, لكون السيد رئيس الوزراء, لم ولن يتنازل عن الكرسي, الذي جلسه عليه, حتى لو ضحى بابنه احمد؛ وهذا أكيد, وأيضاً هو لا يملك الجرأة, التي تجعله يستقيل, وهو السبب الرئيسي؛ لجعل العراق بين مصيبة الطائفية, وأفواه السراق, ويتحمل المصائب التي حلت علينا منذ توليه, من قتل, وهدر بالمال العام, والاغتيالات, وسيبقى على نفس طريقته ونهجه, الذي سلكه منذ البداية, ليسير بنا نحوى الهاوية, ولله درك يا عراق.
https://telegram.me/buratha