المقالات

معاً لن نخون الوطن: مصاحفٌ تُرفع من جديد

1746 2014-05-06

قيس المهندس

استوقفتني إحدى الصور المعمولة بطريقة المونتاج، حيث جمعت الصورة رؤساء الكتل الشيعية الأبرز: نوري المالكي وسماحة السيد مقتدى الصدر وسماحة السيد عمار الحكيم، وهم جالسون الى جانب بعضهم البعض، ومكتوب أعلى الصورة عبارة (معاً لن نخون المواطن) والتي هي عبارة عن جمع شعارات الكتل الثلاث!
تلك العبارة وإن بدت ظاهراً، عبارةً منمقة ساحرة تناغي الأمل وتداعب المشاعر الساذجة التي ترتجي حصول وحدة شيعية، تحت خيمة البيت الشيعي!
تلك الصورة أعادتنا الى الماضي السحيق، في عمق التأريخ الإسلامي، وفي مكان ليس ببعيد، في معركة صفين في العراق، حيث كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقاتل معاوية بن ابي سفيان. كانت الشيعة متألفة من ثلاث فرق:

الفرقة الأولى: هم علي عليه السلام وأتباعه وفي مقدمتهم مالك الأشتر.
الفرقة الثانية: الأشعث بن قيس وأتباعه.
الفرقة الثالثة: هم السذج من الشيعة الذين كانوا في المعسكر، وهم العوام الذين ينقصهم الوعي، والإعتقاد بضرورة التسليم للقيادة المتمثلة بالإمام علي عليه السلام، وهو القائد العادل العارف بمصلحة العامة.

عندما اقتربت المعركة من النهاية، وأصبح قتل معاوية وعمرو بن العاص قاب قوسين أو أدنى؛ أبدى ابن العاص دهائه وأشار الى معاوية، أن يأمر من تبقى من الجيش برفع المصاحف على الرماح، في الحادثة المشهورة.

وهكذا تحرك الأشعث بن قيس ليطالب بالتحكيم، وخرج معه السذج من الناس، وأرغم الإمام علي عليه السلام على الصلح!

معاً لن نخون المواطن! مصاحفٌ ترفع من جديد، ويراد بها النقر على وتر المشاعر الساذجة لدى عوام الشيعة، وتضليل الرأي العام لأتباع كتلة المواطن والتيار الصدري، بحجة الدعوة الى الوحدة بين الاطراف الشيعية، حيث يحاولون الإيهام بأنهم يسعون الى الوحدة، والحقيقة انها مجرد محاولة لدس السم في العسل، من أجل تخفيف الضغط الشعبي باتجاه تغيير الحكومة، ومن أجل تمرير مخططاتهم في الحصول على الولاية الثالثة.
حذار من دهاء ابن العاص، وحذار من صناعة أبن أشعث جديد، وحذار من أن نخدع بتلك الشعارات البراقة والأصوات الرنانة.
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فكيف بالثالثة؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك