المقالات

الموازنة المالية صراع الفاشلين

1586 2014-04-07

محمد حسن الساعدي

ان قوام اي دولة هو مقدار قوة اقتصادها ، والذي يعتبر الشريان الرئيسي في ازدهار وتقدم هذا البلد . 
العراق ليس كغيره من البلدان ، فهو يملك احتياطي من النفط يكاد يكون في مقدمة الدول النفطية ، كم انه يمكل الكثير من الثروات الطبيعية ، والتي تجعل منه من اغنى الدول واكثرها تطوراً، في حين شعبه يعيش في فقر متقع ، وتراجع في الاقتصاد ، ونهب للاموال ،أذ اشار تقرير تقرير للبنك الأوروبي انه يتم تحويل ما قيمته 800 مليون دولار أسبوعيا من العراق الى البنوك السويسرية .

تم قراءة الموازنة السنوية للعراق مرة اولى ، وهي تنتظر القراءة الثانية في ظل تصارع حزبي ، وحكومي ، فقد مضى شهران من 2014 وميزانية العراق لهذا العام موضوعة على طاولة الصراع الطائفي والقومي والفئوي داخل البرلمان، والتي تنتظر إقرارها بالإجماع ، او بالاكثرية ، وفي كل جلسة يؤجل اقرارها فيما البلد بحاجة الى موازنة لتسيير وضعه الاقتصادي والمعاشي ، وبما أن الميزانية تقارب 140 مليار دولار، وهي الاكبر بعد عشر سنوات من التخريب والفساد والفقر ، وبعد موازنة العام الماضي التي بلغت اكثر من 100 مليار دولار ، والتي ذهبت هي الاخرى دون تحقيق اي مشاريع استراتيجية تذكر ، ومشاريع صغيرة ما زالت متعثرة ولاسباب روتينية فاشلة وفي عمليات فساد كبرى. ورغم ذلك فلا يمكن لبلد تعصف به الازمات والصراعات المفتعلة لادامة حكومة القانون ، ويستمر بدون ميزانية سنوية بسبب خلافات الكتل ، فالاكراد يسعون الى عدم تمرير الموازنة الا باخذ استحقاقات تصدير النفط ، في حين يدعي المركز ان حكومة الاقليم لم تسدد ما بمتها من مبالغ بلغت اثر من 40 مليار دولار مبالغ بيع النفط . ولكن في الوقت ذاته والغريب أن النواب التأموا وصوتوا بالإجماع على قوانين ضمنت امتيازاتهم المالية الهائلة من رواتب ومخصصات تقاعدية، لأن الأمر يتعلق بمصالحهم، لكنهم حين تعقد جلسات الموازنة للبلد ينفرط عقدهم ويتغيب معظمهم عن الجلسات، وبعضهم يجلس في كافتيريا البرلمان، وبهذه الوسائل الخبيثة يصبح موضوع الميزانية أداة للابتزاز بين الكتل، وبهذه الأساليب ايضا تتجلى الرغبة في ادامة الصراع على السلطة.

الجلسة الاخيرة لمجلس النواب ، غاب عنها اكثر من (34) نائباً من دولة القانون ، فيما يدعي اعضاءه انهم حريصون على تمرير القانون وباسرع وقت ممكن ، وهو يعكس كذبهم وتلفيقهم على الشعب العراقي .
لهذا على شعبنا العراقي ان يعي حجم التآمر عليه ، ودخول لقمة خبزه، والتي من المفترض أن تكون خارج التجاذبات السياسية والصراعات بين الكتل ، فنرى أن الموازنة هي الأخرى دخلت الحرب بين الكتل السياسية ، وليس فقط الصراع السياسي والطائفي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك