المقالات

غزوة المفوضية وشطارة البرلمان !!

1324 2014-03-30

حيدر عباس النداوي

لا زال الكثير قلقا من احتمال تاجيل الانتخابات النيابية المزمع اجرائها نهاية الشهر القادم بحجج وازمات يمكن افتعالها مع ما يجري على الارض من ترد كبير في الوضع الامني خاصة في محافظات الانبار وديالى والموصل من شانه ان يعطل الانتخابات في هذه المحافظات وبالتالي تعطيل الانتخابات في المحافظات الاخرى لان هذه الانتخابات لا يمكن تبضيعها او تجزئتها.
ومع الاعتراف ان اكثر الكتل السياسية المشاركة في الحكومة الحالية ترغب حد قطع النفس بتاجيل الانتخابات او الغائها لانها على يقين ان ما ستفرزه هذه الانتخابات لن ياتيها بمثل ما تتمتع به من مناصب واموال وامتيازات الا انها تقف صاغرة امام المطالب الشعبية ومطالب المرجعية الدينية في النجف الاشرف بضرورة اجراء الانتخابات في وقتها المحدد.
ومع الاقرار باجراء الانتخابات في موعدها نهاية شهر نيسان القادم الا ان رغبة التاجيل تبقى حلم يراود المنتفعين والخائفين ..وحتى مواقف هذه الكتل العلنية والمؤيدة غير مطمئنة لانها في الاتجاه الاخر تعمل بشكل سري وحثيث على افتعال الازمات واشعال الحرائق من اجل التاثير على عمل المفوضية كونها الجهة الاساسية والتنفيذية لاجراء الانتخابات وليس بعيد ان يكون هناك تنسيق للمواقف بين المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبين الاطراف الراغبة بالتاجيل خاصة وان من يتواجد على راس المفوضية منقادا بشكل كامل لراس الهرم في السلطة المركزية.
ان انقياد المفوضية للحكومة المركزية واحدة من المثالب التي تؤشر بشكل حقيقي على استقلالية المفوضية الا ان هذا التاشير لا يمنع من رغبة اجراء الانتخابات في وقتها المحدد لان التاجيل يعني الالتفاف على القانون وتعطيل النظام البرلماني ووقف العمل بالدستور بينما يمثل اجراء الانتخابات في وقتها المحدد التزاما بالتوقيتات وانتصارا لمبدا التداول السلمي للسلطة وانتصارا لدولة الوطن والمواطن وليس لدولة المسؤول كما ان عدم اجراء الانتخابات يعني ان لا شرعية لاحد وبدون الشرعية يصبح الجميع خارجين على القانون.
ان اعلان الاستقالة الجماعية للمفوضين تمثل انتكاسة ونذير خطر بوجه الممارسة الديمقراطية ولا بد من الحذر منه والسير مع المفوضية في منع التدخل بشؤونها وعملها من اي جهة كانت قبالة هذا فان على المفوضية ان تتعامل بنزاهة وشفافية مع ملف المرشحين حتى لا تكون في محل تشكيك وطعن وحتى لا يكون هذا التشكيك سيفا مسلطا من قبل المفوضية تلوح به في كل مناسبة لتاجيل الانتخابات.
ان التشكيك بنزاهة مفوضية الانتخابات امر متوقع طالما انها قبلت مشعان الجبوري واجتثت صباح الساعدي ومثل هذا التشكيك صنعته المفوضية بارادتها واذا كان الحديث عن مشعان وعن غيره يعتبر تدخل فان شعرة معاوية لن تقطع وبالتالي تمنح المفوضية نفسها ذريعة للهروب من المسؤولية لان البرلمان تنبه للعبة التاجيل وابقى هذه الشعرة على طبيعتها فكان دخوله ضربة كبيرة لجميع الذين راهنوا على المفوضية لان تكون الوجه القبيح الذي سيختبئون ورائه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك