المقالات

التعايش السلمي

1363 2014-03-22

هيثم الحسني

العيش المشترك، وقبول الاختلاف، وجعل العراق مكاناً آمناً لنا ؛ هو اكبر تحدياتنا في المرحلة الانتخابية القادمة !!!. 
التعايش يعني التعلم للعيش المشترك، والقبول بالتنوع، بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر. فلقد عرَفت هوياتنا العلاقة مع الآخر، فعندما تكون العلاقات إيجابية وعلى قدم المساواة معه، فإن ذلك سوف يعزز الكرامة والحرية والاستقلال، وعندما تكون العلاقات سلبية ومدمرة فإن ذلك سيقوّض الكرامة الإنسانية وقيمتنا الذاتية. وهذا ينطبق على الفرد والجماعة والعلاقات بين نسيج المجتمع العراقي ، فبعد أن شهدنا التغيير وسقوط النظام ، والحرب الاهلية والإبادة الجماعية من قبل الارهاب والخارجين عن القانون ، صارت مسألة تعزيز التعايش على جميع المستويات أمراً ملحاً ، بل يجب القضاء على الصراع الطائفي في المرحلة القادمة وهو التحدي الاكبر لمجلس النواب القادم ........... 
فهل سينجح اعضاء مجلس النواب الجدد في محاربة الصراع الطائفي داخل قبة مجلس النواب ، وهل سيغلبون المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة؟ .... هل سينجح اعضاء مجلس النواب القادمين في تحسين صورتهم امام الشعب العراقي بعد ما اتهموا اسلافهم بانهم اساس في الصراع الدائر بين اطياف الشعب العراقي؟ ،هل سينجحون كما نحج في الماضي الكادر الوظيفي لمجلس النواب في التعايش السلمي بينهم؟ ، علما ان الكادر الوظيفي لمجلس النواب مكون من خليط اشبه بخليط اعضاء مجلس النواب ، كون معادلة التوازن هي المعيار الاساسي في التعين والنقل والتنسيب وغيرها ، لا بل ان تعيين ابسط عامل خدمة هو بحاجة الى موافق هيئة الرئاسة . وهذا الموظف المعيين يكون محسوب على كتلة سياسية حتى داخل التحالف او ائتلاف الواحد ، ولكن تجدهم قد تجاوزا الخلافات الطائفية والمذهبية والقومية اصبحوا اصدقاء متعاونين ويعود ذلك الى:-
1- انعكاس السياسية التي اعتمدها السادة المدراء العامين في مجلس النواب في العمل والتي ترتكز على الكفاءة والمهنية والخبرة والعلاقات الانسانية المحترمة ، بعيده كل البعد عن السياسة التي اعتمدها النواب في عملهم. 
2- وجود قوانين تنظم العلاقة الوظيفية بين الكادر الوظيفي ما عزز التعايش السلمي بين الموظفين . 
3- ادراك الموظفين بانهم باقون في وظائفهم ، وان النواب سيرحلون عنهم ، وهذا يحتاج من الموظف الى تبني سياسة وعلاقة تجعله اكثر مقبول بين زملاءه بعد خروج اخية او ابية او فصيلته التي تؤويه من مجلس النواب. 
هذه المعطيات الثلاثة وفرت بيئة سليمه للتعايش بين الموظفين في مجلس النواب . فساعد بعضهم البعض واقرض بعضهم البعض ، ووصل بعضهم لبعض بسيارتهم ، وواصل بعضهم بعض في الافراح والاحزان ، دافع بعضهم عن بعض ، وتزوج بعضهم من بعض . وسافر بعضهم مع بعض . واغرب ما شد انتباهي هو طلبات نقل موظفي من طائفة معينه او كتلة سياسية الى الطرف الاخر، وهذا يدل على ان هناك اختلافات وانتقادات وتتنافر وظيفي داخل الطيف الواحد وهو امر طبيعي جدا في سلوك الانسان في بعض الاحيان يخاصم اخية ولا يخاصم صديقه .
وما يجب أن نقوله: هو أن التعايش السياسي لكي يكون ناجحاً يتطلب الاستثمار في التعايش الاجتماعي على مستوى الكتل والاحزاب السياسية . وان العراق بحاجة الى جميع الخبرات والطاقات في مواطن الحركة الأساسية المتمثلة بالكتل النيابية الاحزاب السياسية داخل مجلس النواب او خارجة ، لبناء نهج متعدد الأوجه لجعل العراق مكاناً آمناً للعيش المشترك وهذا يتطلب تحولاً كبيراً في التركيز على اعتماد الكفاءة و تغليب المصلحة العامة ، وحينها سيكون الأثر التراكمي لهذه الكتل والاحزاب ، والذي من شأنه أن يخلق مساحة للتعايش .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك