المقالات

وجهة نظر عن: تأخّر الميزانية والتغيير المطلوب في الانتخابات

1569 2014-03-18

في إطار تحقيق صحفي، طرح الزميل حسين رزاق، المحرر في صحيفة (البينة الجديدة) البغدادية، الأسئلة التالية على مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، نزار حيدر:
السؤال الاول: متى تُقر الموازنة؟ ومن هو السبب في التأخير؟ هل هي مصلحة شخصية ام ماذا؟ السؤال الثاني: الشعب محبط من البرلمان، فمن هو، برأيك، السبب؟ السؤال الثالث: هناك كلام عن تغيير في المشهد السياسي؟ ما هو المقصود؟.
فكانت الأجوبة كالآتي؛
لا أشكُّ في ان المشكلة السنوية التي تصاحب مشروع ميزانية الدولة العراقية كل عام، هي مشكلة حقيقية، سببها الرئيسي، برايي، هو غياب الرؤية الاستراتيجية الاقتصادية الحقيقية للبلد.
اما السبب المباشر لهذه الأزمة، فهو غياب القانون الذي ينظم قضية التخطيط والتحكم وتصدير وتوزيع عائدات النفط في البلاد، والذي نص عليه الدستور في الباب الرابع، المادة () بما يلي: (النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل الأقاليم والمحافظات) على اعتبار ان النفط اليوم هو اهم سبب لهذا الخلاف.
اما المسؤول عن أزمة الميزانية، فهم كما يلي:
اولا: الحكومة العراقية التي لم تتقدم بمشروع قانون النفط والغاز الى مجلس النواب لحد الان، لتشريعه.
ثانيا: تأخر مجلس النواب في المصادقة على الميزانية، لانه ينتظر ان يمررها بالتوافق، وهذه ليست من مسؤولياته او صلاحياته، فالتوافق لا يتم في البرلمان وإنما في الحكومة، اما في مجلس النواب، فينبغي عليه ان يمرر التشريعات في إطار اللوائح والقوانين التي يعمل بها نظامه، فلماذا يعطل البرلمان قانونه الداخلي الذي ينص على ان القوانين يتم المصادقة عليها بأغلبية الأصوات؟ لماذا ينتظر، في كل مرة، ليمررها بالتوافق؟.
ليس هناك اي نص في قوانين مجلس النواب يحتم عليه تمرير تشريعاته بالتوافق، وهنا مكمن الخطا، بل الجريمة، فلابد له ان يقدم مصالح عامة الشعب على مصالح الكتل، مهما كانت.
ثالثا: اما السبب الثالث وراء هذه المشكلة، فهو (الحكومة المركزية زائدا حكومة الإقليم) اي انها مسؤولية تشاركية، فهم لا يُصْدقوننا القول كلما اجتمعوا وتحاوروا وتحدثوا في المشاكل العالقة بين بغداد واربيل، وكلها متعلقة بموضوع النفط، فهو الذي يعرقل إقرار الميزانية.
لا نسمع منهم الا الكلام المعسول والايجابي، وعندما يجدّ الجد تطفح الى السطح كل المشاكل، وكأنهم لم يجتمعوا ولم يتفقوا.
الم يصرح، مؤخراً، المسؤولون في بغداد وأربيل بانهم اتفقوا على كل شيء، وأنهم توصلوا الى حلول لكل المشاكل العالقة؟ فلماذا لم تمرر الميزانية إذن؟ دعوا العراقيين يطلعوا على ما اتفقتم عليه، ليحكموا على ايٍّ منكم يتحمل سبب تأخير إقرار الميزانية، الى متى تتكلمون بالالغاز؟ الى متى تضللون الرأي العام؟ الى متى تتحكمون  بمصير الشعب؟ الى متى يظل مصير البلاد رهن خلافاتكم التي نسمع عنها من دون ان نعرف لماذا؟ وكيف؟.
اما عن سبب احباط الشعب العراقي من البرلمان، فلأنه يراه يهرول لتشريع القوانين اذا كانت تصب في مصلحة الأعضاء بشكل مباشر، ولكنه يسوّف ويؤخّر ولا يهتم كثيرا ويظل يتصارع فيما بين كتله اذا كان التشريع يصب في مصلحة الناس.

نعم، اليوم الكل يتحدث عن التغيير الذي يجب ان نشهده كنتيجة لعملية الاقتراع التي ستجري نهاية الشهر القادم، حزيران، والمقصود به تغيير التركيبة الاساسية لمجلس النواب القادم بما يحقق تغيير الحكومة القادمة من القواعد. بالنسبة للبرلمان، فالمؤمل ان تتغير تركيبته من خلال التصويت لمرشحين يمتلكون قوة في الشخصية وشجاعة في الرأي، لنقلل من سطوة زعماء الكتل، لننتقل بعملية مناقشة التشريعات من الغرف المظلمة التي يسيطر عليها ثلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، الى تحت قبة البرلمان، لنقضي على ظاهرة الدفع باتجاه التوافق في البرلمان الى التصويت حسب القوانين المرعية في النظام الداخلي للمجلس، واقصد به الأغلبية، ما سيحل الكثير من المشاكل ويسهل من عمل البرلمان لدرجة كبيرة.

اما بالنسبة للحكومة، فالمؤمل ان تنتج الانتخابات النيابية القادمة مجلسا تكون فيه الأغلبية المريحة لكتلة جديدة قادرة على تشكيل حكومة تبتعد عن المحاصصة وتبتعد عن الشراكة (التعسّفية) قدر الإمكان، لنضمن وجود معارضة برلمانية، ما يفعّل الدور الرقابي لمجلس النواب، والذي سيساهم بدوره في التقليل من الفساد المالي والإداري، وكذلك يفعّل دوره في التصويت وتشكيل والإشراف على الهيئات المستقلة والدرجات الخاصة، وهي من صلب مسؤولياته الدستورية، وهو الامر الذي لا وجود له الان البتة، والذي يعد انتهاكا دستوريا خطيرا.
آذار 
للتواصل:
E-mail: nhaidar@hotmail. com
Face Book: Nazar Haidar 
WhatsApp & Viber: + 1 (804) 837-3920

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك