المقالات

الانبار تغرق .. والمالكي يصيح البصرة

1870 2014-03-11

محمد حسن الساعدي

في مفارقة مضحكة مبكية في نفس الوقت ، التحرك الغريب للسيد المالكي إلى البصرة لإزالة محافظها " النصراوي " ، وفعلاً تم التحرك واستدعاء دولة القانون ، والضغط عليهم من اجل جمع أصوات أزالت المحافظ من منصبه .
هذه التحركات التي جاءت وسط لهيب النار المستعرة في الانبار ، والتي أحرقت الأخضر واليابس ، وخسائر كبيرة بين إفراد الجيش العراقي ، ليعلن السيد المالكي انتصاره ، وما زالت الانبار ساقطة بيد الإرهاب "الداعشبعثي" وتّغرد العراقية بهذا الانتصار المصطنع .
إن الطعن في شرعية مجلس البصرة وانتخاب المحافظ من قبل ائتلاف دولة القانون يعد استهدافا سياسيا للشراء السياسيين " المجلس الأعلى " ولإقصاء المحافظ ماجد النصرواي الذي يعد من مرشحيه لهذا المنصب .
المجلس الأعلى ومنذ سقوط النظام ، عمل على بناء المشروع الوطني ، ولم يهتم كثيراً بأن يكون على رأس السلطة أم لا ، وعندما نستقرأ التاريخ نجد أن زهد في المناصب لأكثر من مرة ، وسط تنافس الآخرين على نل نصيبه من كعكة المناصب .
في الوقت الذي كان من المفترض بالسيد المالكي أن يتحرك لحل أزمة الانبار ، وإيجاد حلول ناجعة للملف الأمني ، والخروقات الأمنية الخطيرة والذي تعصف بالبلد وذهاب العشرات من الضحايا الأبرياء يومياً .
كان الأولى بالسيد رئيس الوزراء ، بدل أن يتحرك لإسقاط حكومات منتخبة ، ومتوافق عليها ، والضغط على المجلس الأعلى ووضعه أمام خيارين إما البصرة أو القبول بتوله (المالكي) ولاية ثالثة ؟!
هذه الابتزاز السياسي ، والذي عكس وضعاً سياسياً فاسداً لدى دولة القانون ، في التعاطي مع الشركاء ، وحل المشاكل التي يعاني منها البلد . الأزمة السياسية وصلت إلى حالة من التشنج في مجلس المحافظة وتوقف الكثير من الإعمال والمشاريع، فضلا على عدم انعقاد جلسات مجلس المحافظة وبالتالي إفشال عمل الحكومة المحلية في البصرة ، وإبرازها ضعيفة أمام الجمهور البصري .
اليوم الشغل الشاغل لرئيس حكومة العراق خلال الأيام العشر المنصرمة هو سحب الثقة لعدد من محافظات الجنوب ، ويدير حرب طعونات مقدمة من قبل ائتلاف دولة القانون بشرعية محافظات عديدة من ضمنها بغداد والبصرة , ,هذا الأمر أدى بالمالكي الابتعاد عن دوره الرئيسي كقائد عام للقوات المسلحة , وعدم متابعته لمعركة القوات الأمنية مع الجماعات الإرهابية و داعش في الانبار ، وتغيير وجه الحرب نحو شركائه " المجلس الأعلى " والتي بدأها في البصرة .
من جهته المجلس الأعلى ، اتسم موقفه بالهدوء ، وعدم الانفعال ، والسير خلف هذه التهديدات ، ولكن الموقف الرسمي جاء على لسان أكثر نوابه في البرلمان ، وعدّوه حرباً ضد المجلس الأعلى ، الذي كان له دوراً ايجابياً من العملية السياسية ، وحكومة المالكي المتعقبة .
حمى الانتخابات القادمة لمجلس النواب ، والدعاية والتسقيط الانتخابي وصلت إلى رأس الهرم في الحكومة العراقية مما أدى إلى اختلال في التوازن والأدوار وعدم مراعاة الأولويات في متابعة القضايا الرئيسة أهما المعركة في الانبار , التي راح ضحيتها العديد من القوات الأمنية والمدنيين ، والذهاب إلى صراعات من اجل إزالة الخصوم ، والدخول منتصراً ،خاصة بعد انسحاب مقتدى الصدر ، وضياع الصون الصدري .
كان الأجدر بالسيد رئيس الوزراء التصرف بعقلانية القائد ,,لان المهم اليوم هو دحر الإرهاب وليس إشاعة الفوضى في محافظات مستقرة مثل البصرة وبغداد ، والسعي من اجل إطلاق مخصصات هذه المحافظات ، وأعمارها ، ولكن التاريخ يعيد نفسه ، في أما أن أكون رئيساً أو يكون العراق " ارضاً محترقة "

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاء
2014-03-11
المالكي وكما يعرف الجميع عبدا للكرسي وهو صاحب مقولة (ما ننطيهة) نسي عندما عصفت الرياح بكرسيه في عامي 2006 فقام المجلس الاعلى بقيادة الرافقيد عبد العزيز الحكيم بتثبيت حكومته بعقد التحالف الرباعي ولم يستغل الفرصة باسقاطه وترشيح السيد عادل عبد المهدي وكذلك فعل المجلس في عام 2012 عندما اجتمعت كتل التحالف الكردستاني والعراقية والتيار الصدري ورفض ايضا المجلس الاعلى اسقاطه حفاظا على المصالح العاليا للبلد
كريم البغدادي
2014-03-11
سبقه من تعلم منه قال سأسلم العراق ارض بلا شعب مالها هذه الاعواد الخشبيه التي يجلس عليها المتجبرون لاتزال الابحرق الحرث والنسل قبل ان تزال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك