المقالات

الانبار.... أزمة مكونات سياسة ؟!

1666 12:33:25 2014-03-05

محمد حسن الساعدي


منذ أن انطلقت التظاهرات في ساحات التحرير في الانبار ، وهي تحمل الخطاب الطائفي ، والغريب أن اغلب خطباء هذه الساحات يضربون على وتر الطائفية ، واتهام المكون الشيعي بالانتماء والولاء لإيران تارة ، والصفوية تارة أخرى !!
وكانت تثير الشحن الطائفي بقوة ، وهذا ما شهدناه من ازدياد عدد التفجيرات بعد أحداث الانبار ، وما سبقها من تظاهرات كانت مطالبة بالحقوق ، وتحولت إلى دفع باتجاه الحرب على بغداد ، وتحريرها من الغزو الصفوي لها ؟! 
وهنا نتساءل هل فعلاً ولاء الشيعة لإيران ؟ وهل كل من يحب ويوالي أهل البيت ( عليهم السلام ) يتهم بأنه لإيران ؟ ، وهل إيران هي من تمثل التشيع اليوم ؟! 
عاشت مكونات الشعب العراقي منذ قرون مضت في ارض السواد ، وتعايشت رغم وجود الفروقات والطبقية ، فهذا ابن الغربية ، وهذا الشروكي ابن الجنوب ، وهذا السيد وهذا العبد ، وتكرست تلك المفاهيم بعد مجيء أقزام البعث ليزرعوا الطائفية الميتة بشكل واضح ، فأصبحت "سُبة" كلمة الشروكي ، وعندما نسأل في سيطرات البعث المجرم ، فأول سؤال يبدأ به رجال الأمن والمخابرات في السيطرة ، من أين أنت ، وما هي عشيرتك ؟! فتبدأ الأسئلة المهينة ، والانتقاص ، والإذلال ، وهذا الشي ليس غريب في حكم جائر أحرق الأخضر واليابس ، ولا أريد الدخول كثيراً ، ولكن التهمة أجبرتني على الدخول في هذه الحلقة الفارغة والمعقدة من تاريخ بلد احترق أهله بنيران الطائفية ، والتي أجبرت الكثيرين من ترك انتمائهم العشائري والمناطقي ليكونوا مجهولين في بلد الانتماء .
ولا نعرف أن هناك ضير أو مشكلة ما أن يكون الإنسان شيعي أو سني ، وما علاقة أن يكون المواطن العراقي شيعي أو سني أو مدى انتمائه إلى وطنه او عشيرته ، فهولاء علماء السنة ، هم من أصول فارسية ، وهل يمكن أن نعد كل سني هو فارسي ؟! 
المواطنة تسمو فوق أي انتماء ، مع الاعتزاز بالانتماءات المذهبية ، ما دام الجميع يذوب في شيء اسمه الوطن ، فهذه الهند ، والتي يسكنها الآلاف من العقائد والفرق والمذاهب ، وهاهي تعيش ويذوب الشعب الهندي في وطن اسمه الهند . 
أزمة الانبار الأخيرة ، عكست العلاقة الغير منسجمة بين المكونات العراقية ( الشيعة والسنة ) ، وعبرت عن الحقد الطائفي الخطير للمكون الشيعي ، فوقف الجميع أمام الجيش العراقي ، والذي بالتالي اغلب ضباطه وبعض مراتبه هم من المكون السني ، وأول ضحايا الإرهاب في الانبار " الكروي " وهو من المكون السني ، ولكن ارتفاع الخطاب الطائفي جعل الوضع يزداد خطورة واستهدافاً للجيش العراقي ، فبدأت الحملة التسقيطية لجيشنا الباسل ، والذي يحاول تطهير مدينة السنة ، وإرجاعها لهم من الأيادي الإرهابية الخبيثة ، والتي عاثت فساداً ، وسقوطاً وانحلالاً ، وهم يستهدفون العوائل والعشائر في الانبار ، كما ان تعشق الخلايا الإرهابية بين بعض الشخصيات الموالية للبعث ، كانت هي المساندة والمقوية لهذا الإرهاب ، وما خيانة رئيس عشيرة البوفراج وقتلة للجنود من الفرقة الذهبية ، والذين يساهمون في بسط الأمن في مدينة الرمادي .
كل هذه الأحداث وما تلاها عكست وضعاً متازماً للمكونات في العراق ، وعكست مدى عمق الهوى بين هذه المكونات ، والتي استفاد منها الإرهاب كثيراً في تعميقها ، وأصبحت الانبار الحاضنة الرئيسية للإرهاب ، ومنها يصدر إلى باقي مدن العراق الأخرى . 
ربما هو ضغط من قبل القوى الإرهابية ، والقوى السياسية ، وبالتعاون مع حكومة السيد المالكي ، والتي أعطت الذريعة لإنشاء الإقليم السني ، والذي كان يسعى إليه الكثير من رجالات السنة وسياسيهم ، ليكون حاضنة جيدة ، لمن خرج عن سلطة القانون ، واختلف مع الحكومة المركزية كالهاشمي والضاري وغيرهم من أقطاب المقاومة ، والتي لا اعرف المقاومة ضد من ، هل ضد إيران ، والتي تزار من قبل رجالات السنة ، وآخرها الزيارة التي قام بها النجيفي إلى إيران واللقاء بقادتها ورموزها . 
يبقى على الأخوة السنة أن يعوا أن العراق لايمكن أن يحكم من جهة واحدة مهما كانت الأسباب ، ولايمكن أن يقوده السنة لوحدهم ، ولايمكن للشيعة أن يكونوا حكاماً دون المكونات الأخرى ، لهذا يجب أن يكون هناك جسوراً للثقة ، وطرد الغرباء ، والمندسين والذين يريدون الخراب والدمار لعراقكم جميعاً ، كما يجب كشف كل الأجندات التي تحاول تمزيق لحمة الوطن والشعب الواحد ، والذين حاولوا مرارا وتكراً تمزيقه ، ولكن المرجعية الدينية كانت الواعية والحريصة على وحدة العراق ارضاً وشعباً . 
كما يجب على قادرة العراق من الفريقين " الشيعة والسنة " النظر إلى الخطر الذي يتهددهم من الخارج ، ويهدد مشروعهم الوطني ، وان يكونوا أكثر حرصا وأنسجاماً فيما بينهم ، وان يفوتوا الفرصة على الغرباء في تمزيق العراق ، وجعله ساحة صراع المكونات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك