المقالات

مجلس النواب ...مراهقة سياسية أم شيخوخة مبكرة

2110 2014-03-03

محمد حسن الساعدي


البرلمان من المؤسسات الدستورية المهمة والتي يعوّل عليها في تأسيس الدولة الديمقراطية ، وتشريع القوانين التي تخدم هذه الديمقراطية ، وأعضاءه هم نواب ينتخبون بالتصويت السري المباشر ، وهم يمثلون الشعب في هذه المؤسسة ، والتي تعتبر من أعلى السلطات التشريعية والرقابية في الدولة .
البرلمان هو الذي يحدد الإطار الشرعي للحكومة ويشرف ويراقب على الجانب الإداري للحكومة، وبالتالي فهو يلعب دورا أساسياً في منع الفساد العام. ويسعى البرلمانيون إلى تمثيل مواطنيهم تمثيلاً فعالاً عن طريق تنفيذ الأدوار التشريعية والرقابية التي تكون في المصلحة العامة ويتم ذلك بطريقة تعكس المعايير الأخلاقية في مجتمعهم.
في العراق ، ولا أريد الخوض في حكم النظام البعثي ، لانه حديث ذو شجون ، ويثير الآلام والأوجاع ، ولكن بعد إحداث 2003 وضع دستور جديد للعراق ، اعتمد النظام البرلماني كأعلى سلطة تقود النظام الحكومي ومؤسساته التنفيذية وجميع الهيئات المرتبطة بالحكومة ، ليكون وظيفة البرلمان هو مراقبة عمل هذه الأركان الأساسية للدولة العراقية .
للأسف كانت هناك أهداف خبيثة لتقويض عمل البرلمان ، وتهميش دوره التشريعي والرقابي ، فتحول من ممثلين للشعب إلى حماة للأحزاب الممثلة لهم فيه ، وسعت حكومة السيد المالكي ومنذ ولايتها الأولى ، إلى جعل هذه المؤسسة إلى قسم من أقسام الحكومة ، ويوجه بحسب المصلحة الحزبية ، وما تريد الحكومة ، ناهيك عن انعدام الثقة بين المكونات السياسية ، والأجندات السياسية الخارجية والتي هي الأخرى باتت تحرك الخيوط البرلمانية والسياسية عموماً ، وسيطرة ائتلاف دولة القانون على أغلب قرارات مجلس النواب ، التي تمارس الانسحاب من الجلسات لنزع النصاب القانوني، عند مناقشة أي قضية لا تتفق مع وجهة نظرهم، وإلى الانقسامات الطائفية للكتل البرلمانية، وعدم وجود تكتل برلماني مؤثر متوافق على حلول إزاء أهم القضايا العالقة، فضلاً عن التدخلات الإقليمية، ناهيك عن الثقافة الهابطة والتي يتميز بها بعض النواب ، حتى صارت سمع يتسم بها هولاء ، من تراشق إعلامي ، وسب وشتم بين أعضاءه حتى وصل الحال إلى التراشق بقناني الماء ، والأحذية ، وهذا يعكس مدى التخلف في الثقافة السياسية لدى النائب البرلماني ، ومدى التشخيص الخاطئ لاختياره في مجلس يمثل الشعب العراقي .
يبقى ونحن على أعتاب الانتخابات البرلمانية القادة نيسان 2014 ، ضرورة الوقوف والتأمل في المرشحين ، وقراءة ما قدموه للشعب العراقي ، وضرورة انتخاب الدماء الجديدة ، والتي ولدت من رحم المعاناة لا من عاشت في الخضراء ، ولا تعرف الضراء ، كما نتمنى أن يظهر برلماننا الجديد بحلته الجديدة ، بعقول تحمل هموم الشعب العراقي ، وتكون عوناً له ، كما تؤسس للديمقراطية والتي ضاعت وذهبت أدراج الرياح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك