تجربة شخصية بقلم الكاتب امير جابر تتحدث عن المعاناة التي عاناها من اجل بناء بلده وخدمة شعبه ترى هل سيكون العراق بخير ؟ هذا السؤال يجيب عليه من يهمه الامر
بعد سقوط صدام بشهر واحد ذهبت الى العراق وبالصدفة التقيت احد الاصدقاء في مدينة النجف وقد عرض علي بناء مسجد في قرية منكوبة تبعد عن النجف بعشرين كيلو متر وتقع ضمن الحدود الادارية لمدينة المناذرة وتسمى قرية البركات .ذهبت بمعيته لمشاهدة تلك القرية ووجدت ما لا عين رات ولا اذن سمعت وباختصار شديد اقول هذه القرية عوقبت من صدام لانها اسقطت طائرتي هلكوبتر ابان انتفاضة 1991 المباركة فالماء والكهرباء مقطوعة عن تلك القرية منذ عام 91 رغم انها تبعد ثلاثة كيلومترات عن بلدية المناذرة والفقر ونسبة الارامل اظن انها الاعلى في عراقنا الجريح وقد احصيت ان حوالي 30% من اطفالها معوقين وقد وجدت هناك قطعة ارض بمساحة 1200 متر مربع حصلت الموافقة علي تخصيصها كمسجد من زمن الطاغية ويوجد قريبا منها بناية تم سقفها انشات كي تكون منظمة حزبية وقد تشجعت لبناء المسجد واتمام تلك المنظمة كي تكون مركزا صحيا وطلبت من اهل القرية اكمال الاجراءات القانونية ورجعت الى هولندا علي استطيع توفير المبلغ اللازم لذلك وصورت تلك القرية وعندما شاهد بعض اخوتنا في هولندا تلك المناظر تشجعوا للمساهمة في ذلك المشروع وعند اتصالى ببعض المنظمات الهولندية وافقوا بعد جهد جهيد على تجهيز المستوصف بكل ما يحتاجه من مستلزمات طبية بشرط ان يتم ذلك من خلال التعامل مع مديرية صحة النجف وخلال مدة امدها سنة وقد استطعت من خلال بعض الاخوة ان احصل على موافقة اول وزير للصحة بعد نظام صدام على تخصيص تلك البناية الحزبية كي تكون مستوصفا نموذجيا وخصص الرجل ربع مليار دينار لاكمال البناية وكم كانت فرحة اهالي القرية كبيرة وبدءنا العمل في تشييد المسجد ووصلنا الى السقف واردنا تسجيل ذلك المسجد باسم الوقف الشيعي وهنا بدانا في الاجراءات الرسمية وكان علينا مراجعة عشرات الدوائر والحصول على عشرات الموافقات والتوقيعات ومراجعة بغداد مرات ومرات واستمرت الاجراءات منذ سقوط نظام صدام والى ما قبل ستة اشهر بعد ان تاكد لدينا ان هذا العمل سوف لن ينتهي ابدا واصبح لدينا ملفا من الاوراق لايقل وزنه عن ثلاثة كيلو غرامات واضطررنا ان نذهب الى بغداد رغم خطورة الطريق التي يعرفها الجميع اكثر من عشرين مرة.
ثلاثة مرات منها فقد الملف في ديوان الوقف الشيعي في باب المعظم رغم ان المبني الكبير قد امتلات غرفه بالموظفين والموظفات من اقرباء من تسلموا رئاسة ديوان الوقف الشيعي وقد تبين لي ان معظمهم عينوا وهم لايعرفون شيئا عن عملهم وعلى سبيل المثال احد الموظفين الكبار زودني بكتاب الى وزارة البلديات الطائفية حتى النخاع تلك الوزارة التي جعلت من صحاري النجف وكربلاء والارض السبخة في البصرة والسماوة اغلى من اغلى ارض في سويسرا وبالتالي جمدت الاعمار في مناطق الشيعة المنكوبة المهم هذا الكتاب من هذا الموظف الهمام يقول فيه استنادا الى المادة كذا لسنة 1986 يرجى تسجيل قطعة الارض باسم الوقف الشيعي وهنا وقع هذا الكتاب على الموظف الطائفي في وزارة البلديات من السماء فاخرج القانون قائلا هذا القانون يقول عليك ان تدفع سعر السوق والكل يعرف ماهو سعر السوق الحالي لمدينة النجف ول1200متر مربع وعندما اعترضت عليه قائلا هذا مسجد ويجب ان يعطى سعر رمزي قال لي انظر ماذا يقول القانون الذي اشار اليه الوقف الشيعي وباختصار وكأن موظف الوقف الشيعي يقول للبلدية بيعونا باغلى سعر لديكم وبقيت ايام احاول الاطلاع على القانون العراقي واسال المختصين الى ان علمت ان المساجد تعامل حسب القانون... لعام 1964 وباسعار رمزية وقد بنى السلفيون اكثر من خمسمائة مسجد في بغداد وحواليها وبسعر محدد مقداره ربع دينار للمتر وبدات المعاملة من جديد وقضيت شهر كامل في بغداد في مراجعات مستمرة مايين الوقف الشيعي ووزارة البلديات ومن خلال هذه المراجعات وجدت العجب العجاب فمعظم من يراجع تلك البناية لايستطيع اكمال معاملته الا بعد سنين عجاف وان هناك مساجد مهمة في كربلاء وبغداد عرقلت معاملاتها لحزازات شخصية وحزبية خاصة من قبل رئيس ديوان الوقف الشيعي السابق المهم وصل بي الامر الى ان اقوم بتمزيق ذلك الملف اللعين في ديوان الوقف الشيعي وقلت لهم انا ساذهب لاكمال بناء المسجد والرجل فيكم او في البلدية الذي يصل اليه وفعلا وقبل اشهر قليلة تم اكمال بناءه وامتلى بالمصلين واللعنة الدائمة على من من يمنعون الماعون اما بالنسبة للمستوصف فتلك حكاية اخرى فكما قلت ذهبت الى مديرية صحة النجف وبعد ان ابلغني احد اطباء الاسنان الاصدقاء ان كتاب وزارة الصحة قد وصل للمديرية وعندما سالت عن ذلك الكتاب قالت لي احدى الموظفات هناك قد وصلهم الكتاب وعندما سالتها ماذا فعلتم بشانه سيما وان وزير الصحة قد خصص له مبلغا من المال لاكماله قالت لي سوف نعمل وبعد عام ذهبت الى نفس الموظفة فاجاتني بان لديهم اولويات وعندما قلت لها ان هناك منظمات هولندية تنتظر اكمال البناية لتجهيز ذلك المستوصف بالمستلزمات الطبية قالت لي نحن لا نتعامل مع اي منظمات انسانية ونحن لسنا بحاجة لمعونة احد وعندما الححت عليها نطقت بما لا يخطر على بال احد قائلة لماذا تلح اكيد لك نسبة من هذه المنظمات واقول حقا ان هذه المراة طعنتني طعنة جعلتني اعيد تفكيري وامنياتي ببناء عراق جديد وتيقنت عندها ان صدام لم يدمر البلاد لكنه دمر النفوس وهذا هو الاصعب والذي يحتاج الى عشرات السنين وبالمناسبة لم نحصل على موافقة المنظمات الهولندية الابعد سبع اوثمان اجتماعات في مدينة تبعد كثيرا عن مدينتنا وفي احد المرات عندما سال احد الاخوة عن امكانية صرف اجرة البانزين نهرته سكرتيرة احدى المنظمات والتي بكت عندما رات صور اولئك المعذبين المشلولين الذين يزحفون على الارض قائلة نحن الهولنديون نذهب االى مجاهيل افريقيا كمتطوعين ورغم الامراض والاخطار وهي بلاد غريبة عنا دينا وثقافة ولغة وانتم تاتون لمساعدة اهلكم وتريدون اجرة السفر وعندها شعرنا بالخجل جميعا وطبعا من شروطهم ان ناتيهم بموافقة واكمال بناية المركز الصحي من مديرية صحة النجف والان مرت ثلاث سنوات ولم نحصل لا على موافقة ولم يكمل البناء رغم انه قد استلموا التخصيصات المادية اللازمة هذه غيظ من فيض وقليل من كثير ولكن السؤال المهم الا تتحمل تلك الاحزاب التي تدعي انها تدافع عن المحرومين عن تعيين هؤلاء الاراذل االذين لا يمتون للانسانية باي صفة ومن الذي عين المحافظين واعضاء مجالس تلك المحافظات المنكوبة ؟ هل يعقل ان الموصل والرمادي وتكريت اضافة الى المحافظات الكردية تقوم بتطبيق اللامركزية وتوزع الاراضي بعيدا عن موافقات بغداد الماسورة وهولاء الجبناء يجبرون مواطنيهم على الذهاب الى بغداد كي تقطع رقابهم في الطرقات و يعجزون حتى عن تطبيق القوانيين التي تخولهم لماذا اصبحت اراضي المحافظات الجنوبية بعشرة اضعاف اراضي الموصل والانبار وتكريت اليس لان هناك من يفكر بمواطنيهم وهنا من يفكر بنفسه ومصلحته لماذا هذا العناء الا يشاهدون تقطيع وتشريد مواطنيهم في الافاق ماذا لوكانوا رجال وقاموا بتوزيع الاراضي باسعار رمزية وخاصة على المغتربين والذين يستطيعون الاشتراك في اعمار تلك المدن الكئيبة وانا اعرف الالاف من المغتربين والذين لا يتشجعون بالبناء في العراق لان كل ما يمتلكون لايستطيع شراء قطعة ارض هناك ولهذا اضطروا الى شراء بيوتا كاملة في جميع الدول العربية لانها ارخص بكثير من قطعة الارض في عراق اعضاء مجالس المحافظات الجبناء كيف يستطيع نظرائهم في المنطقة السنية والكردية العمل بعيدا عن اجراءات بغداد الطائفية وهم يجبنون يتحججون بالمركزية لارهاق المواطنيين ولكنهم يضربون عشرات القوانيين عندما تكون لديهم مصلحة خاصة اتمنى ان ارى منهم واحد يريحنا ويجيب على هذه الاسئلة ولا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم .
امير جابر -هولندا
https://telegram.me/buratha