واليوم وبعد ان تم تحرير العراق ،نطالب وزارة الخارجية العراقية ان تضطلع بمسئولياتها وتضغط بشدة على الحكومة الالمانية لانهاء معاناة "المواطن العراقي "المحتجز في سجن الموابيت في المانيا .......... ( بقلم : لطيف قاسم )
يحكى في التراث الاسلامي عن عالم لغوي ومربي فاضل يدعى "ابن السكيت " والذي عاش في زمن خليفة عباسي من( الامرين بامرهم وليس بامر الله ) تحكمه نوازع العصبيه والرأي الواحد .وكان هذا المربي ، مسئول عن تعليم وتربية ابناء هذا الخليفة ،وهي منزلة رفيعة يحسده عليها الكثيرين ،لانها وبكل بساطة تدر عليه ارباحا وفيرة وعيشة هنية ،لايستطيع هذا اللغوي البارع ان يستحصل عليها في كتاتيب الصبيان والتي هي مكانه الطبيعي لولم يكن يدرس ابناء السلطان .كل هذا الخير وهذه العيشة الرغيدة اصبحت لاشيء في نظر ابن السكيت عندما عرض عليه التخلي عنها او التخلي عن مبادئه،اختار المباديء وزهد بكل عطايا السلطان ،فقد سأله الخليفة يوما من احب الى نفسك ولداي هذان ام الحسن والحسين ، فاجابه جوابا صاعقا لم يكن يتوقعه "بل ان شسع نعل قنبر احب الي منك ومن ولديك " وكانت النتيجة ليس فقط حرمان هذا المربي الفاضل من امتيازات العمل مع الخليفة ، بل ذهب ضحية التعصب الاعمى وقتل "رحمه الله ".
ذكرني بهذه الحادثة مجموعة الشباب الاحرار الذين حرروا السفارة العراقية في المانيا ،فهم يعيشون في برلين وسط بحبوحة من العيش الرغيد ،يحلم بها ابناء العراق اللذين كانوا يصارعون نظام العفالقة وتبعات سياسة صدام من ويلات الحروب وضنك الحصار الاقتصادي .ومع كل امتيازات اللجوء السياسي او الانساني التي كانوا يتمتعون بها ،وكان يمكن لهم أن يمارسوا المعارضة للنظام السابق من خلال النظال السلمي ،فهناك الاجواء مفتوحة وبلا حدود ،ويمكن لهم اقامة وحضور المحاضرات والندوات وحتى المسيرات والتظاهرات التي تندد بالنظام الصدامي المجرم ،وهم فعلوا هذا بكل طاقاتهم ،وعندما سنحت لهم الفرصة بايصال صوت المظلومية العراقية بشكل اكبر وفعال ،لم يدخروا وسعا واصرو ا على تنفيذ العملية النوعية في ذلك الوقت ،وهي لاتخلومن مخاطرة بل في كل تفاصيلها مخاطرة قد تصل لحد الموت لوعلمنا أن السفارة العراقية في برلين كحال السفارات العراقية في الخارج ترسانة اسلحة ،ومحطة مخابرات للنظام السابق ،وكان يمكن للمجرمين القتلة ان يقوموا بالتصدي لاحرار العراق وقتلهم ،ولكنهم جبناء فروا من السفارة واستطاع المهاجمين من السيطرة عليها واحتجاز السفيرين (القديم والجديد) ورفع علم العراق والذي كتب عليه (الموت لصدام ) .
ولم يتعرض اي من المحتجزين لاي نوع من الاذى فالمنفذين كانوا حريصين على سلمية العملية على الرغم من تسلحهم باسلحة بسيطة لحمايتهم الشخصية ، وهم بذلك ضربو مثلا جميلا بالتحضر وكان همهم ايصال صوت العراق المعارض للعالم بعد ان بحت الاصوات في ذلك الزمن النحس الذي اشترى فيه صدام الضمائر والصحافة العالمية وعتم على الجرائم التي كانت ترتكب في داخل الوطن المنكوب .
واليوم وبعد ان تم تحرير العراق ،نطالب وزارة الخارجية العراقية ان تضطلع بمسئولياتها وتضغط بشدة على الحكومة الالمانية لانهاء معاناة "المواطن العراقي "المحتجز في سجن الموابيت في المانيا ،وبالسرعة القصوى وجعلها القضية رقم واحد لأنها قضية حرية مواطن عراقي واكرر مواطن عراقي حر نبيل ،رفض كل مغريات الغرب وتمسك بمبادءه ،وشارك اخوانه العملية الخطرة والتي ربما اودة بحياته كما قلنا سابقا ،فلا تجعلوه يندم على فعله البطل .
كما نطالب من كل منظمات المجتمع المدني العراقية وقبلها وزارة منظمات المجتمع المدني المعنية بالامر ووزارة حقوق الانسان العراقية باطلاق حملة وطنية بالضغط على الحكومة الالمانية لاطلاق سراح الجابر .
وليس الجابر اقل شأنا من ((سمير قنطار )) السجين اللبناني في اسرائيل والذي اصبح قضية وطنية وقومية واسلامية بالنسبة الى حزب الله في لبنان .ويس اقل شأنا من المختطفين الالمان انفسهم والي تقوم الدنيا ولاتقعد عند اختطافهم .
واطالب من كل الاحرار في العالم ايصال أصواتهم الرافضة لأبقاء مصلح الجابر في السجن ،وتشرق شمس الحرية على حياته كما اشرقت على شمس العراق الحبيب .
لطيف قاسم
https://telegram.me/buratha