والأدهى من كل شيء أن تكون عاصمة الأردن ملاذاً لكل قتلة العراق وشعبه من عائلة وأزلام النظام البائد الذين لم يكتفوا بالهروب من قبضة العدالة العراقية والتمتع بالملايين المسروقة فحسب بل أتخذوا من الأردن مكان يتم من خلاله تموين العمليات الأرهابية في العراق ............... ( بقلم : محمد الخضري )
اليوم ومن على شاشة تلفزيون الأردن أطل علينا أحد نكرات الأرهاب والقاعدة الذين لم يسيؤا للأسلام فحسب بل أساؤا للأنسانية جمعاء فهذا الذي يدعى زياد خلف الكربولي وكنيته أبا حذيفة يشرح للشعب الأردني قبل غيره كيف تطاول على أنسان بسيط هو السائق الأردني خالد الدسوقي ذهب للحصول على لقمة العيش يعيل بها أطفاله الذين ودعوه على أمل لقاءه وعودته يحمل لهم مما رزقه الله به وهم لايعلمون بأن هناك وحوش بشرية بأنتظار والدهم ومعيلهم تقتل كل شيء بدون رحمة ولا رأفة لم يعلم هؤلاء الأطفال بأن جيش يأتمر بأمر مارق معتوه جاء من أرض بلدهم الأردن لينصب من نفسه أميراً على جمع من المتخلفين الذين دنسوا أرض العراق فقد جاؤا وتجمعوا تحت راية الجهل والتخلف والوحشية من كل صوب وأتجاه وفي أرواحهم حقد دفين على كل أنسان يتطلع للحرية والسلام والتحضر وتجمعوا هؤلاء الحاقدين الأوباش في أحضان أناس يدعون بأنهم من أرض وشعب العراق وهم ليسوا بذلك وسيلعنهم التاريخ الى أبد الدهر وستكتب عليهم الذلة والمهانة والهزيمة في الدنيا قبل الآخرة وهم في الحقيقة أخس بكثير من القتلة الغرباءوليس هناك وجه للمقارنة وأنا هنا لا أريد أن أطيل الحديث عن التجمهر والتحالف الأرهابي على أرض العراق لأنه واضح لكل منصف وصاحب ضمير وقبل أن ادخل في صلب الفكرة التي أريد أيصالها الى أهل الأردن بكل مستوياتهم الحكومية والشعبية والحزبية والدينية والأعلامية أذكر أيضاً بالجريمة المروعة التي حدثت قبل أشهر وأستهدفت حفل زواج في أحد فنادق العاصمة الأردنية وكان الجاني هو أرهابي وأرهابية من تنظيم القاعدة وأدعت المخابرات الأردنية بأن الأرهابية الريشاوي هي عراقية وأن كنا نعتقد غير هذا وأن الأدعاء بهذا كان لأغراض أوضحناها في مقال سابق وهذا يحسب للمخابرات الأردنية التي تريد أستثمار حتى مصائب الأردن لكن الأستثمار هذه المرة لم يكن محبوكاً ومدروساً وعلى كل حال مهما كانت جنسية الأرهابية فنحن مع أنزال أقصى العقوبات بحق هذه المجرمة والمهم في الموضوع هو أننا نطالب ونتمنى من الشعب الأردني الذي لنا أكثر من العتب عليه قبل حكومته وكنا نتأمل موقفاً مشرفاً من هذا الشعب تجاه العراق وشعبه الجريح فنحن نرتبط به بالجوار والدين واللغة والمصالح المشتركة التي قد يكون الأردن المستفيد الأكبر بها وفوق هذا وذاك هناك رابطة الأنسانية ورابطة الأخلاق
وكنا نتوقع أن يقوم شعب الأردن وبعد سقوط الطاغية صدام بدور أيجابي عله يمحي ما حملته وتضمنته سنين الظلم والعدوان سنين النظام البائد من تصرفات شعبية أردنية وليست حكومية لأننا نعرف الحكومة الأردنية وسياساتها التي تقوم على أساس الأستفادة من الآخرين حتى وأن كانت هذه الاستفادة لاتحمل ضوابط أنسانية أو أخلاقية أو حتى منطقية أي بمعنى آخر أن تصرفات الأردن على المستوى الشعبي تجاه العراق وشعبه في عهد النظام السابق كانت أسوء بكثير من تصرفات الحكومة الأردنية تجاه العراقيين والأمثلة على ذلك كثيرة فبماذا يفسر الأخوان الأردنيين ظاهرة شبيلات وحمزة منصور والكثير من الشخصيات الحزبية والدينية والأعلامية والجماهرية التي أقتاتت على أموال أيتام العراق مقابل التزمير والتطبيل والتبرير لكل جرائم الطغيان والعنجهية تجاه الشعب العراقي والذي يؤلم أكثر هو المعاملة السيئة من قبل الشعب الأردني تجاه العراقيين في الأردن التي كانت تثير أشمئزاز ليس الشعب العراقي فحسب بل كل صاحب ضمير ومنصف ولا أعتقد أن هناك أردني واحد يستطيع أن ينكر ظاهرة ( الله يعطيك العافية ) التي مارسها الشعب الأردني تجاه العراقيين ولا نريد ان نأجج المشاعر بذكر التفاصيل أنما نحن بصدد الأصلاح والتقويم للمواقف
ومع بداية سقوط النظام البائد كنا نتوقع أن يهب الشعب الأردني قبل حكومته في مساندة الشعب العراقي معنوياً لأننا لم نكن نتوقع أكثر من هذا منهم لكن بكل أسف رأينا العجب العجاب فكانت الأفراح والليالي الملاح في مدينة الزرقاء وغيرها في أعقاب كل عملية أرهابية تطال أبرياء العراق وأحتفال مدينة وعشيرة وأهل الأرهابي رائد البنا دليل واضح ومؤكد وموثق على كلامي ومجلس العزاء الذي أقامته نقابة الصحفيين لأولاد الطاغية صدام عدي وقصي هي دليل لا ينم ألا عن حنين واضح للنظام الذي قتل العراق وأهله ودليل على عدم التحلي بأي مشاعر تجاه شهداء ودماء أبرار العراق الذين سقطوا على يدي الأخوين الذين تعلموا القتل والبطش والطغيان من سيد الشر والعدوان صدام حسين ومن ثم أن يكون من الشعب الأردني من يتطوع للدفاع عن صدام من محامين يدعون شرف المهنة من أمثال زياد الخصاونة وغيره وهم بعيدين عن هذا كل البعد لكن نحن نعرف غاياتهم المادية البعيدة كل البعد عن معاني العدل وأظهار الحق وقد أخذوا ما أخذوا من أموال العراق المسروقة والتي تعبث بها عائلة صدام في العاصمة الأردنية ولم يكتفي الشعب الأردني بهذا بل صدروا للعراق الزرقاوي والكثير من جلاوزته والذين هم من الصناعة الأردنية الشعبية الخالصة هذا ناهيك عن التمجيد والتشجيع المبالغ به من قبل الأعلام الأردني غير الرسمي للقتلة الأرهابيين في أرض العراق
كل هذه الدلائل أعتقد تكفي لأي أنسان أن يحكم على الموقف الشعبي الأردني المعادي للأنسان العراقي وحتى لا نبخل على الحكومة الأردنية بأظهار أفعالها تجاه العراق وشعبه نستعرض بعض هذه الأفعال والتي كانت متوقعة جداً مستندين على أستراتيجية الحكومة الأردنية المصلحية النفعية الضيقة ومن هذه المواقف العلنية هو مدينة الزرقاء ومساجدها التي أصبحت مكاتب لتجنيد المتخلفين والحاقدين للقيام بأعمال أرهابية ضد أبناء العراق وبتشجيع من الأجهزة الأمنية الأردنية لأنها تعمل على أبعاد أفعال هؤلاء المتخلفين عن أراضيها حتى وأن كان على حساب دماء شعوب أخرى كما أن الشعب العراقي لاينسى الصفقات المشبوهة التي أبرمتها أدارة بريمر بتدريب أفراد الشرطة العراقية في الأردن والتي أبداً لانتباكى على ملايين الدولارات التي أهدرت بدون معنى بل نحن نقول من الذي كان وراء تصفية أبناء العراق بطريق العودة من الأردن حيث جرت عملية أبادة للكثير من هؤلاء المتدربين بصورة تؤكد على أن عمليات التصفية الوحشية هذه ما كانت تكون لولا معلومات دقيقة بموعد وصول هؤلاء وقد ناشدنا في حينها وزيري الدفاع والداخلية للتدخل وألغاء هذه الدورات والتنازل عن الملايين مقابل الحفاظ على أبناء العراق
والأدهى من كل شيء أن تكون عاصمة الأردن ملاذاً لكل قتلة العراق وشعبه من عائلة وأزلام النظام البائد الذين لم يكتفوا بالهروب من قبضة العدالة العراقية والتمتع بالملايين المسروقة فحسب بل أتخذوا من الأردن مكان يتم من خلاله تموين العمليات الأرهابية في العراق وهناك الكثير من الأفعال الأخرى التي يشيب لها الرأس وتفيض لها الدموع وبعد هذا الأستعراض الصريح والواضح والبعيد عن لغة المجاملة التي يتخذها الكثير من مثقفي العراق على حساب أهلهم وبلدهم نقول لأهل الأردن بكل وضوح أن هذه التصرفات ستجلب الدمار للمجتمع الأردني قبل غيره ويجب على الشعب الأردني قبل حكومته الوقوف موقفاً صريحاً من الأرهاب ونحن هنا نحذر من باب أننا لانريد غير الأمن والأمان لكل شعوب المنطقة ومن أدراكنا أن أي خلل في أي دولة مجاورة للعراق أنما سيكون له تأثير سلبي على العراق ويجب على الجميع أن يفهم ويدرك أن الأرهابيين في العراق قد خسروا الساحة العراقية وهذا واضح جداً وما ظهور الزرقاوي أخيراً ألا دليل على الهزيمة التي أصبحت وشيكه على الرغم من اللغط الأعلامي المعادي الذي أثر بكل أسف حتى على بعض أبناء العراق وجعل اليأس يتغلغل الى نفوسهم لذا الحذر الحذر أيها الأردنيون لأن الأرهاب أذا وجد الحاضن الأجتماعي في الأردن سيلقي بنفسه في احضان المجتمع الأردني وسيجد الأفواج التي تتلقن في مساجد الزرقاء وغيرها من المدن الأردنية خير سنداً له وعندها ستكون الواقعة التي لاتحمد عقباها وفي النهاية نهيب بكل صاحب ضمير من الشعب الأردني أن يقف موقفاً مشرفاً تجاه الأرهاب البغيض حتى يحمي نفسه ومجتمعه وبلده وهذه الدعوة صادقة لأهل الأردن و هي ليس لطلب العطف تجاه العراق وشعبه لأن أهل العراق في طريق المستقبل العراقي طريق الحرية والسلام ونحن نعلم أن هذا الطريق باهض التكاليف وقد دفعنا الكثير ونحن على مشارف الحرية والسلام .
محمد الخضري
خبير في شؤون الأمن والدفاع
https://telegram.me/buratha