وليست الرجولة في قتل الأبرياء وتفجير المراقد المقدسة الآمنة, إنما الرجولة الحقة في الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة السلبيات التي يمر بها البلد في أحلك أوقات تاريخه الطويل. ( بقلم وليد جواد زاهد)
لم يكن بمقدور البعض أن يرى المسير الواثق للعملية السياسية وهي تنتقل من مرحلة إلى أخرى بأقدام ثابتة وخطوات مدروسة حاصدة معها كل الايجابيات والخير القادم لبلدٍ طالما مزقته الحروب وبعثرته قوانين الطواغيت الكيفية والأحكام المزاجية لا لشيء إلا إن الأغلبية الساحقة من أبنائه ممن يسيرون على النهج العلوي الحكيم ويحتكمون لكتاب الله على هدى مدرسة أهل البيت(ع) فراحت بعض الأحزاب المارقة ومنذ البداية إلى تشكيل أجنحة عسكرية خفية هدفها تقويض المد الشيعي القادم وتحطيم القرار الائتلافي على حساب مصلحة وصيرورة بناء الدولة.
وعندما يأمر السيد رئيس الوزراء المكلف بحل جميع الميليشيات المسلحة العلنية كان لابد له أن يركز بنفس المقدار على حل ميليشيات الظل والضرب بيد من حديد على رموزها باعتبارها ميليشيات سرية إرهابية وضعت يدها بيد القاعدة لتجهز على كيان الدولة الحديثة. وإلا كيف تفسر لي انتقال الزرقاوي الضال من مدينة إلى أخرى واختيار الأهداف المطلوبة بحرية دون مساعدة هذه الشرذمة العفنة التي باعت العراق بدولارات بسيطة, ولأول مرة يظهر هذا الآثم الأردني على شريط مصور مع بعض ازلامه الخونة مدعياً القوة والبقاء في حين إن مدلولات ظهور الشريط في هذا الوقت بالتحديد تؤكد قوة الضربات الماحقة التي تعرض لها من قبل الحكومة التي قصمت ظهره وقتلت رجاله وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الانهيار مما حدا به أن يصور هذا الشريط ليظهر للعالم ولأصحابه الذين تخلوا عنه بأنه مازال موجوداً.
وليست الرجولة في قتل الأبرياء وتفجير المراقد المقدسة الآمنة, إنما الرجولة الحقة في الجلوس على طاولة الحوار ومناقشة السلبيات التي يمر بها البلد في أحلك أوقات تاريخه الطويل. وكما يعمل الخيرون من رجال الأحزاب الشيعية المتميزة في مقاومة الإرهاب ونصرة الدين والوطن في وضح النهار كان لابد للأحزاب الباقية أن تحذوا حذوهم في الاتقاء بمستوى المسؤولية والابتعاد عن الظلام والعمل وراء الكواليس لان الليل لابد أن ينجلي ويعقبه فجر جميل انه فجر العراق.
وليد جواد زاهدhttps://telegram.me/buratha