المقالات

الفيدرالية مطلب لا بد منه ...

2010 03:00:00 2006-05-17

فالفيدرالية الإدارية هي أقرب الصيغ لتحقيق مفهوم العدالة السياسية والتنموية في العراق اليوم، وان شعب العراق ليس شعبا واحدا فنحن شعوب مختلفة في وطن واحد ولكل شعب تاريخه وثقافته وعاداته وتقاليده التي يجب ان تحترم . ( بقلم عراقية )

 استقرار العراق وخروجه من وضعه الحالي وأزماته المزمنة، مرهون إلى درجة كبيرة على قدرة السياسيين على بناء نظام سياسي وإداري جديد، يعطي لكل مكونات العراق المذهبية والقومية والدينية والعرقية دورها وحقوقها.. والفيدرالية هي أحد المشروعات السياسية والإدارية المطروحة اليوم، والدعوة إلى هذا النظام، لتجاوز كل تجارب الاستبداد الذي هدد وحدة الشعب العراقي وعروبته, التي عانى منها  لعقود طويلة والتي هي السبب الرئيسي في تدهور الاوضاع الحالية في العراق . فالفيدرالية الإدارية هي أقرب الصيغ لتحقيق مفهوم العدالة السياسية والتنموية في العراق اليوم، وان شعب العراق ليس شعبا واحدا فنحن شعوب مختلفة في وطن واحد ولكل شعب تاريخه وثقافته وعاداته وتقاليده التي يجب ان تحترم ,لا تهميش فيها لأحد، ولا إقصاء لأي طائفة أو قومية. فالعراق لكل أبنائه ومكوناته، ولن يزدهر إلا بمشاركة الجميع في بنائه وتعميره.  إن السياسيين العراقيين معنيين بشكل مباشر وخاصة الاطراف التي شاركت مؤخرافي العملية السياسية باستقرار الاوضاع في العراق ونبذ وانهاء العنف والاختلافات والصراعات السياسية بوسائل الاغتيال والتفخيخ والتفجير. فالقوة الحقيقية اليوم في العراق لا تحمى بهذه الطريقة، بل بالتوافقات السياسية لحماية وحدة وسيادة العراق التي يتباكون عليها . وهم بحاجة الى رفع الحصانة السياسية عن كل العمليات الارهابية التي تجري اليوم باسم مقاومة المحتل كخطوة اولى لوقف نزيف الدم العراقي .الفيدرالية اليوم لا تعني فرض الأمر الواقع، أو استخدام لغة التهديد للقبول بهذا النظام الإداري وإنما تعني المزيد من التوافقات السياسية وخلق أجواء من الثقة المتبادلة بين الجميع والمشاركة في السلطة والمسؤوليات واحترام الخصوصيات العرقية والمذهبية لكل اقليم , وتوزيع عادل للثروات بما يتناسب واحتياجات الاقليم ومدى الضرر الذي لحق بهم او المناطق المحرومة وخاصة المحافظات الجنوبية التي عاشت في ظلم واستبداد واهمال متعمد وحرمانهم من التمتع بثرواتهم ومن المشاركة بالسلطة . وكل ذلك وفقا للدستور الذي صوت علية الشعب في تشرين الاول الماضي..والنظام الفيدرالي اثبت نجاحه تطبيقيا في مختلف دول العالم, كالولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا وماليزيا وغيرها واقرب مثال لنا هو فيدرالية كردستان التي تنعم بالامن والاستقرار والرفاه , ولذلك يجب تثقيف الشعب وخاصة المناطق المدمرة والمحرومة في الجنوب على تقبل مبدا الفيدرالية التي هي من ارقى النظم الديمقراطية وهي حق من حقوقهم وهي الضمان لهم بان التسلط والاستبداد انتهى بالحكم الذاتي لاقاليمهم والتخلص من سلطة المركز التي جرًت بالويلات لهم . فبعد ويلات ثلاث عقود بقيادة حزب واحد وقائد واحد انهار كل شئ مبدئي بالعراق وتعطلت وتجمدت الحياة الانمائية والاقتصادية وفرض ارادة فئة صغيرة على اغلبية ساحقة واستعبادها بالحديد والنار.هناك مفهوم شعبي خاطئ للفيدرالية واعتبارها تقسيم للبلد لذلك واجه هذا المبدا رفضا من قبل بعض الجماعات البعثية وايضا من التيار الصدري ,فمعارضة البعثية المتمثلة بالاعضاء الذين وصلوا مجلس النواب امثال المطلك والعاني والعليان والدليمي والهاشمي وغيرهم هي مرتبطة باحلام العودة لحكم العراق من جديد , وايصال رسالة الى الشيعة والى قوات متعددة الجنسيات بانها غير قادرة على ضبط الامن دون الرضوخ لمطالبهم . ومع ذلك وافقوا على فيدرالية كردستان واقليم ثاني يمثل بقية العراق املا منها بالعودة للتسلط علية مرة ثانية .اما بالنسبة للتيار الصدري الذي يفهم الفيدرالية على انها تقسيم هذا نابع من مخالفته لما يطرحه الاخرون سياسيا.فمن واجب الجهات الاعلامية وخاصة قنواتنا الفضائية كـ( الفرات ) ان تعمل بانتاج برامج تثقيفية قصيرة تبين اهمية هذا المبدا وجعل الناس تتعايش مع مصطلح الفيدرالية وتبيين اهميتها لهم باعتبارها الضمان الوحيد لهم وللاجيال القادمة. وان الدولة تستمد قوتها من قوة اقاليمها . كما يجب على مجالس المحافظات ان تقوم بدورات تدريبية وعمل ندوات لمختلف قطاعات الشعب للتعريف بالفيدرالية واهميتها وانتاج البوسترات واي طريقة ممكن ان توصل هذا المبدا لعامة الشعب وخاصة بالجنوب يجب ان لا نفرط به . كما يجب تحفيز الناس على حملات الاعمار في الاقاليم والتنافس فيما بينها وخلق روح الانتماء وحب الاقليم والوفاء والاخلاص له من خلال العمل الجاد والمثمر ومحاسبة والاقتصاص كل من يحاول العبث ونشر الفساد فيه او الاسائة له ...عراقيــــه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك