ان لم يحصل ساستنا الشرفاء على اي ضمانات يطـْمأنوا بها شعبهم ويحرسوا بها انفسهم ومكتسباتهم التي ذهب ضحيتها الآلاف من العظماء والابرياء فهم امام انتحار جماعي وسيكونون مسؤولون امام الله والتاريخ على ذلك . ( بقلم : احمد مهدي الياسري )
قيل عن حكومة الوحدة الوطنية ماقيل وتنادت الكثير من الاصوات السياسية للقول بان الامر يجب ان يكون كذلك وهو اشراك الجميع في ادارة البلاد في المرحلة القادمة وفق الية يدعي هؤلاء انها ستفضي الى القضاء على الارهاب الذي دمر البلاد واهلك العباد .السؤال المطروح هو وما هي الضمانات التي اعطيت من قبل دعاة ذلك الطرح لهذا الشعب الذي يُقتل يوميا بالجملة ؟ الامر ان لم يكن قد تم بضمانات مؤكدة فانه سيترتب عليه عواقب وخيمة ليس فقط على الشعب العراقي بل على الجهات التي تنادت ودعت الى هذا الطرح اضافة الى تخلخل الثقة التي منحها ابناء الشهداء لقياداتهم التي انتخبوها واستامنوها على مقدراتهم وحقوقهم ومظلوميتهم .
ان الامر الذي نراه اليوم هو انصياع للابتزاز والغطرسة والسفالة البعثية المتمثلة برموزها المسماة بمسميات جديدة والتي دخلت العملية السياسية بعد ان استطاعت اختراق الجسد السياسي وفق حظوظ واستثمار للفرص المتاحة امامهم واولها انهم يعلمون جيدا من اين تؤكل الكتف حيث ان الموازين الاقليمية والدولية لاتحبذ وصول المكونات المقلقة لها سابقا ولاحقا وهي التي تحمل الفكر الاسلامي وخصوصا الجعفري من شيعة رسول الله صل الله عليه وعلى اله وسلم منها الى سدة الحكم في بلد خطير مثل العراق لذلك هم يتقربون للامريكان والعرب زلفى في محاربتهم لهذا الفكر وهم من يطلقون التهم بمجوسية وصفوية ورافضية هؤلاء المظلومين وايضا هم بهذا الطرح الابتزازي ينالون الدعم العروبي المادي والتفخيخي وبالخنازير الارهابية القذرة وبجسر بري متواصل الامداد من كل انواع القوة لابادة هؤلاء الطارئين الجدد على الحكم المغتصب منهم منذ يوم السقيفة .
هؤلاء الذين دخل ممثليهم المزعومين الى العملية السياسية هم اليوم من يهدد بتقويض العملية السياسية ان لم يعطوا المناصب التي يريدون فهذا تصريح العليان حيث يقول ان لم تعطوني الدفاع لكي اخترقه واجعل منه مؤسسة بعثية وباصرار شديد وهو من يقول للشرقية في لقاء سابق انه الاب الروحي لما يسمى بالمقاومة العراقية وهو من سلم الرمادي وماحولها وشارك في المباحثات من اجل تسليم تلك المدن الغربية للامريكان من دون قتال وفق اتفاق جرى بينهم على ان لايدخل عراقي من الجنوب او كردي اليهم هو من يريد قيادة وزارة الدفاع وفق نظرية ارجاع الجيش العراقي السابق اي الجيش الصدامي المجرم وكما قال هو بفمه الملئان وايضا مايصرح به المطلك من تصريحات في ان هناك حصص اعطيت وقد تركت له ولغيره وزارات هامشية !!!!!! واما هنا اعجب هل اي خدمة تناط لاحد متمثلة بقيادة وزارة هي هامشية ان لم تكن فيها دسم كثير كما يظن هؤلاء ساسة بعث العودة الجديد , وهل لم تسمع قياداتنا تصريحات المطلك مع ماجد السامرائي بوق البعث الصدامي في ان لم يعطوه مايريد فان المقاومة ستستمر وان على الحكومة الانصياع لمطالب المقومة والا فانها سوف ترى الجحيم , فهل نحن امام عصابات ام رجال سياسية؟؟ زمن قال لكم ان شعب العراق سيستقر له بال ان دخل هؤلاء في صلب الحكم وتغلغلوا فيه مرة اخرى ؟؟ وهنا اتسائل ممن اخذت الضمانات باستقرار الوضع الامني في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية وهؤلاء يهددون فرادى بما نسمعه من سخيف الطرح الاجرامي ويقولون اذا لم تعطوني ما اريد فعليكم لعنة البعث والتفخيخ .
هؤلاء هم من يبتز العملية السياسية اليوم ولا ادري ماهي الضمانات التي اعطيت لنا مقابل ان لايعود هؤلاء للانقلاب علينا مرة اخرى وفق المعرفة المؤكدة بان هؤلاء غدرة تعودوا الانقلابات والسيطرة بالحديد والنار والتيزاب على الشعوب المقهورة , وهل هناك تسريب مبرمج لهم واصرار على ادخالهم مرة اخرى وفق طيبة عفى الله عما سلف وهم اول واكثر من يطالبون بهذه الوزارات ويقولون هي ضمان لهم ان لايبطش بهم احد ؟؟؟
عجبا من قياداتنا التي نراها وهي تسير على بساط ينسحب من تحت اقدامهم بصورة ذكية وخبيثة ولكن لانرى لتلك الضمانات اثرا في اي عقد معقود بل نرى ان هناك تشرذم ولا اتفاق وابتعاد هنا وهناك وتمزق في الوحدة المرجوة وبقوة منهم وعلى اقل تقديرفي هذه المرحلة العصيبة.
قادتنا وسياسيينا الكرام اين ضغوطكم على هؤلاء ومن هم ورائهم اين قوتكم بتجسيد الفدرالية والعمل على المطالبة والتحرض والتثقيف عليها كما فعل اخوتنا في كوردستان وهي حق دستوري مكفول لنا لاحبا في تمزيق العراق بل ضمانة لكي لايعود الصدامي المجرم القذر الغادر لحكم النجف المدمات بالحديد والنار او البعثي لحكم البصرة بالتدمير والاهمال او المجرم لحكم الناصرية بالحرمان والانتقام وعدم توفير الخدمات وقتل ابنائها .
لديكم شعب جسور وهو يناشدكم شد الأزر والتوحد وتنسيق الخطوات والاجتماع المتواصل والتشاور حول المصالح العليا ويطالبكم هذا الشعب ان تكونوا على قدر حمل هذه المسؤولية وعدم الانجرار وراء اي مصالح ضيقة والاصرار على حقكم الانتخابي وحتى لو تطلب الامر ان تؤسسوا لنا فدرالية في المناطق الامنة نوعا ما وان تقوموا ببناء تلك المناطق وفق حقها الشرعي في انها لاقت الظلم والحيف دهورا من الزمن البغيض وبناء القوات الحامية الخاصة لها كما هم اخوتنا في كردستان وبناء المطارات والموانئ واعمار المدن وتنشيط الاستثمار عندها سنقول لاضير في ان يخترق العبثيين حكومة المركز ومع ذلك يجب ان يحاسب القتلة على مساهماتهم الاجرامية في قتل الشعب العراقي .
ان لم يحصل ساستنا الشرفاء على اي ضمانات يطـْمأنوا بها شعبهم ويحرسوا بها انفسهم ومكتسباتهم التي ذهب ضحيتها الآلاف من العظماء والابرياء فهم امام انتحار جماعي وسيكونون مسؤولون امام الله والتاريخ على ذلك وعليه نجد ان طرح مشروع التوحد في هذا الوقت والذي بانت تباشيره في تاسيس المجلس السياسي الشيعي والذي نادى اليه الاستاذ الدكتور احمد الجلبي والذي نتمنى ان تنظم اليه كل القوى السياسية الفاعلة والشخصيات المفكرة ومن كل المناطق المظلومة وان يصار الى تاسيس مجلس حكماء له وقيادة فكرية وقيادة سياسية محنكة وان تكون اولى ثمرات تاسيسه قيام الفدرالية الدستورية لان في ذلك خير ضمان لنا في ان نكون بعيدين عن الانقلابات الغادرة .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha