لقد افقد احتلال الكويت صدام معظم شعاراته القومية والوطنية التي كان يتبجح بها نظامه منذ عام 1968 فسارع الى استغلال المد الديني الذي اخذ يتسارع في العالمين العربي والاسلامي وتحت شعار ما يسمى ( الحملة الايمانية ) مستخدما كلبه المخلص ( عزت الدوري ) لهذا العمل ............. ( بقلم : محمد راضي )
( الجزء الاول- التهيؤ للنزال)...ان استقراء التاريخ بصورة حيادية ضرورة ملحة لافقط من اجل الحاضر بل ايضا من اجل بناء المستقبل . وهذه القراءة يجب ان تكون عراقية وطنية خالية من القومية والمذهبية والدينية والعشائرية. ولا نريد بهذا الاستذكار ان نعود الى بداية القرن الماضي اي بداية تاسيس الدولة العراقية وكيفية نشؤءها وفق بناء طائفي قومي عسكري .بل سوف نعود الى عام 1991 وعقب حرب تحرير الكويت وتزامنا مع الانتفاضة الشعبية في وسط وجنوب العراق. لقد اكدت الانتفاضة (الشيعية ) الشعبية مقدار الغبن والحيف والظلم الذي وقع على شيعة العراق والذين يشكلون (68 %) من مجموع سكان العراق منذ تاسيس الدولة العراقية . وقد سارعت اميركا ودول التحالف والدول العربية الى اعادة حساباتها بشان تغيير نظام صدام .
وقد ضغطت الدول العربية خاصة السعودية ودول الخليج ومصر من اجل الابقاء على نظام صدام مقابل مقايضة . والمقايضة هي حلحلة قضية مفاوضات السلام الفلسطينية. وكانت النتيجة معروفة وهي قيام قوات النظام بمذابح بشعة للشيعة في وسط وجنوب العراق. في نفس الوقت وتزامنا مع قيام قوات الحرس بالتحرك نحو المحافظات الجنوبية والوسطى قامت قوات ( البيشمركة ) من الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني بالانسحاب من المناطق الشمالية والتي سبق ان احتلتها من قوات الجيش العراقي تاركة الضغط التعبوي الذي كان يرزح تحته الجيش مما جعل الجيش يتحرك بملا حريته لتصفية عناصر الانتفاضة في المناطق الاخرى من العراق. ان الاستغفال الاميركي المتعمد لنظام صدام اثناء هذه الفترة وبعدها فتح الباب على مصراعيه لصدام حسين في اعادة بناء ستراتيجيته الامنية والاستخبارية والحزبية تاركا الجيش مثقلا بجراحه بعد انتكاسته في حرب تحرير الكويت خاصة بعد اعدام بعض القادة العسكريين عقب حرب تحرير الكويت .
لقد افقد احتلال الكويت صدام معظم شعاراته القومية والوطنية التي كان يتبجح بها نظامه منذ عام 1968 فسارع الى استغلال المد الديني الذي اخذ يتسارع في العالمين العربي والاسلامي وتحت شعار ما يسمى ( الحملة الايمانية ) مستخدما كلبه المخلص ( عزت الدوري ) لهذا العمل ومتعاونا مع اكثر القوى تطرفا في العالمين العربي والاسلامي امثال منظمة القاعدة التي كانت تحارب في افغانستان تحت شعار المجاهدين العرب او في باكستان كطالبان او الحركات الوهابية السلفية في السعودية والخليج او تيار الاخوان المسلمين في مصر وحركتي حماس والجهاد الاسلامي في فلسطين والاردن يساعده في ذلك التيار الطائفي من الاخوان في العراق معتمدا على المرتزقة من رجال الدين والذين انضووا تحت راية وزارة الاوقاف ووكلاء لاجهزة الامن والمخابرات السرية وباشراف ( علاء القيسي ) القارىء المعروف كل هذا من اجل القضاء على المد الشيعي الذي اخذ بالتصاعد داخل العراق خاصة بعد اغتيال مجموعة من رجال الدين الكبار ابتداء بالخوئي وانتهاء بالشهيد الصدر . اما على الصعيد العربي والاقليمي والدولي فقد كانت محاولات صدام هذه من اجل تاخير الارادة الاميركية المؤجلة العازمة على ا سقاط نظامه ولو بعد حين .
حيث لعبت مخابرات صدام دور قذر في بعض جوانب احداث افغانستان وفي التعاون مع منظمة مجاهدي خلق لزعزعة الشارع الايراني وفي الاعمال الارهابية في الجزائر من قتل وتفجير وذبح بعد الغاء نتائج الانتخابات واعلان حكومة طوارىء هناك . ومما يثير التساؤل هو استخدام الدبابات نوع ( تي 55 ) وناقلات الاشخاص من نوع ( بي ام بي 1 ) الروسية الصنع والمستولى عليها كغنائم من الجيش العراقي بعد معارك تحرير الكويت استخدمت من قبل قوات طالبان في محاربة قوات الحكومة الافغانية . كذلك لعبت لجان التفتيش عن ا سلحة الدمار الشامل والحصار الاقتصادي دورا كبيرا في تضييق الخناق على راس النظام رغم ما استغله صدام في بعض الجوانب لتعزيز قدراته المالية والاعلامية والمخابراتية .
كذلك كان هروب صهريه حسين كامل وصدام كامل وزوجاتهم هي القشة التي قصمت ظهر البعير معلنة بداء انهيار السياج الحديدي العائلي والذي يحيط به صدام نفسه خاصة بعد المذبحة التي شهدت نهاية حسين وصدام كامل . كذلك هناك سؤال خطير يثير الجدل الى الان هو دخول قوات الجيش العراقي الى اربيل بالتعاون مع قوات الديمقراطي الكردستاني عام 1996 تحت انظار الادارة الاميركية . اعقب ذلك عملية ثعلب الصحراء في عام 1998 لتدمير ماتبقى من البنى التحتية للنظام العراقي ممهدة بذلك الساحة التعبوية للاجهاز على سلطة النظام بالضربة القاضية.....
محمد راضي
https://telegram.me/buratha