قد يتوهم السياسيين العراقيين في هذه المرحلة أن يجاروا الإدارة الأمريكية حتى يتمكن العراق من الوقوف مرة أخرى على أقدامه وتعاد طبيعته الى ماكانت وما بدأت ولكن هيهات ولات ساعة مندم وأنى يكون لنا السيادة القانونية في البلد وقد بدأت العملية السياسية بمؤآمرات ومخططات سياسية بحته لم نحكم التصرّف في حلقاتها . ( بقلم : شوقي العيسى )
عميق جداً مفهوم السّيادة والإستقلالية وهي من الصفات التي تدخل في ذاتيّة البشر حيث نحب أن نمتلكها ونعتنقها سواء كانت أشياءاً أو قرارات فقد يكون رب الإسرة هو السيد في البيت والإسرة وصاحب قرارها وقد يكون مدير المعمل والمصنع هو صاحب القرار الإداري فيها وكذلك نتعدى لندخل الى الدولة ومؤسساتها فيجب أن تكون هناك سيادة كاملة في أتخاذ القرارات ومشاورات تكون كلها عراقية ...... أليس كذلك فياترى هل أمتلك العراق مشروعه السيادي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟أولاً لابد من الإشارة أن العراق مرّ بمراحل عديدة في ظل الأنظمة الدكتاتورية وقد خلت جميعها من القرار السيادي العراقي وحتى وإن كان هناك قرار عراقي ذو سيادة عراقية فلابد أن يكون هذا القرار مغايراً لمشيئة العراقيين أنفسهم لذلك فلم يكن هناك سيادة عراقية على العراق حتى عندما لم نكن تحت وطأت الإحتلال ، ولهذا فقد يكون هناك إحتلال البلد من قبل السلطة على الشعب وهذا من أبشع تصانيف الإحتلال وأشدها قسوة ، فمتى أمتلك الشعب العراقي سيادته كبلد أو هل سيمتلكها أو تملّكها في ظل الظروف الراهنة التي أعقبت سقوط دكتاتورية البعث الفاشي ودخول القوات الأمريكية للعراق....
المعادلة هي القوات الأجنبية أو الأمريكية بالأحرى حيث شرعت هذه القوات وإدارتها منذ دخولها أو إحتلالها للعراق بوضع ستراتيجية محكمة في إدارة العراق بعد أن أصبح البلد هرجاً ومرج وبعدما أتاحة قوات الإحتلال المجال بتسييس الحدود العراقية لكل من هب ودب من القطعان السائبة التي توغلت في العراق لتجعل من هذا البلد ساحة وميدان لمعركتها القادمة مع الأمريكان على أرض العراق وسرعان ماتغيرت المفاهيم وأبتعدت هذه المجاميع أو القطعان لتستهدف أبرياء الشعب العراقي فقط وهذا الموضوع شائك سوف أتقدم بشرحة لاحقاً وليس هنا ، المهم كانت الخطط الأمريكية أولاً بتنصيب حاكم مدني / عسكري أمريكي يحكم العراق لمدة وجيزة وفعلاً تولى المسؤولية كارنر ثم تولاها بريمر ثم بعد ذلك شرعوا الى مجلس الحكم وهنا في هذه المرحلة أراد الأمريكان والإدارة الأمريكية حلحلة العراق من خلال جعل مبدأ المحاصصة الطائفية يدخل عالم البلد وتتولى كل طائفة أو قومية لحمة من هذا الجسد المسجى والذبيح ، إلا أن إرادة الشعب العراقي حالت دون ذلك وذلك بتصدي المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني وطرح مشروع الإنتخابات هذا المشروع الذي أربك الأمريكان أنفسهم وسحق مبدأ المحاصصة وفعلاً بدأت القوى السياسي تعمل لذلك ولكن هل أستثمر هذا المشروع أستثمار وطني حقيقي ؟؟؟؟؟؟
بعد أن أفرزت الأنتخابات الأولى مجموعة من القوائم لابد من الإشارة هنا الى ماقبل إجراء الإنتخابات كانت هناك عملية تكوين القوائم وهنا كان الدور الأمريكي وإدارته في اللعبة السياسية التي لم ينتبه لها أحد في محاولة بجعل بعض من القوائم تكون علمانية لاتنتمي الى أي جهه سواء كانت إسلامية أو قومية أو ما الى ذلك ومن هنا أعيد مبدأ العمل بالمحاصصة حتى أن القوائم نفسها تأثرت بهذا المبدأ وصارت تعطي وتقسم المسؤوليات والغنائم حسب المحاصصة ، ولذلك كان القرار الأمريكي دائماً يطاردنا في أتخاذ القرار بدون أي تدخل فلم يفلح الساسة العراقيون بتجاوز هذه المرحلة بل تعدوها ليدخلوا في برنامج المحاصصة في توزيع المناصب السيادية أو توزيع الوزارات سواء كانت في الأنتخابات الأولى أو الثانية وحتى عندما دخلنا في مبدأ حكومة وحدة وطنية لم يكن هذا المبدأ من الشعب العراقي نفسة بل قرار أمريكي أو تدخّل أمريكي واضح في العملية السياسية والمشهد كان يعبر عن نفسه من خلال تحركات السفير الأمريكي خليلزاد خطوة بخطوة مع السياسيين العراقيين بحيث بات واضحاً من السياسيين أنفسهم عندما يتفقون على قرار معين يجب عليهم أخذ رأي السفير الأمريكي الذي أصبح رئيس الوزراء للسياسيين العراقيين ولهذا فإن القرار واضح المعالم والجوانب العراق لم ولن يمتلك السيادة أبداً ليس لأن القوات الأمريكية موجودة في العراق كلا حتى وأن رحلت القوات الأمريكية هذا اليوم ولم يبقى جندي واحد فسوف لن نكون أصحاب قرار سيادي خالص بواقع عراقي مالم يتدخّل معه قرار أمريكي وأزيد على ذلك في حالة إتخاذ أي قرار سوف نأخذ الرأي الأمريكي بذلك .
بأعتقادي أن هذا الزرع الذي تمركز في نفوس السياسيين العراقيين جعلهم يخشون عودة الدكتاتورية البعثية الفاشية مرة أخرى وكُبح جناح القادة العراقيين بذلك كله للأسف الشديد لم أشاهد مايبعث في النفس طمأنينة أبداً مازلنا نعيش العقلية البسيطة من السياسيين لذلك لانستطيع جعل قرارنا قرار سيادي عراقي ونكسر كل الهواجس.
وهذا مانلمسه واضحاً في مدى تعثر المشاورات في تشكيل الحكومة العراقية حيث تسعى كل كتلة من الكتل السياسية بجعل قرارها هو السائد ضمن القرارات والتوصيات الخارجية ولكن دون جدوى فمازالت العقلية التي تعمل أو تريد أن تعمل في العمل السياسي ولكنها تغشى مرحلتين من المراحل مرحلة هيجان الجمهور تجاهها ومرحلة وقوف الإدارة الأمريكية لكبح أي قرار قد يكون في صالح العامة ، لذلك أصبح من الواضح وعدم الشكوك في يقين أن العراق لم يمتلك السّيادة العراقية السياسية والقانونية والعسكرية ومن الجنون أن نسلّم بأن العراق في هذه المرحلة بدأ مرحلة التعافي في إستقلال ذاتيته التي سلبت بمخططات أمريكية .
قد يتوهم السياسيين العراقيين في هذه المرحلة أن يجاروا الإدارة الأمريكية حتى يتمكن العراق من الوقوف مرة أخرى على أقدامه وتعاد طبيعته الى ماكانت وما بدأت ولكن هيهات ولات ساعة مندم وأنى يكون لنا السيادة القانونية في البلد وقد بدأت العملية السياسية بمؤآمرات ومخططات سياسية بحته لم نحكم التصرّف في حلقاتها .
فيجب علينا وعلى القادة العراقيين أن يلحظوا مايدور في أروقة السياسة ولانكن جماد متحرك في إطار سياسي في ملعب متعثر والأمر متروك للساحة العراقية وتحكماتها في صياغة القرار.
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha