ومجال التعليم وهو من ضمن المجالات التي حرص النظام البائد على تدميرها في تلك الفترة بالذات كي لا تخلق انسان يسعى للبناء والتغيير , فما كان النظام يريد خلق العقبات في طريقه مرة ثانية وحاول ان يحطم هذا الانسان فجعل منه انسان لا يفكر الا في طريقة عيشة واستخدام مختلف الوسائل للحصول عليها ( بقلم : عراقية )
العراق مهد الحضارات التي علمت البشرية بمبادئ واساسيات العلوم , حيث سنت اول القوانين فيه واول ظهور للكتابة وانشاء اولى المدارس وتشييد اولى المدن وبداية عجلة الصناعة كان في بلاد الرافدين . يعتبر قطاع التربية والتعليم انعكاس لحضارة اي بلد لان المستقبل كله يرتبط بما يحققه ابناء البلد من تقدم في مختلف مجالات الحياة لذلك تجتهد الدول العناية الفائقة فيه وتخصص ميزانية هائلة من اجل تطويره . في العراق شهد هذا القطاع انحدار كبير في واقعه الحالي للظروف التي مر ويمر بها .فقد شهدت فترة الثمانينيات اهتمام بالعلم وتوظيفه لخدمة الجانب العسكري و بداية تغير للمناهج وجعلها انعكاس لمبادئ الحزب وتمجيد القائد , والعقد الاخير من القرن وبعد الانتفاضة الشعبانية اتجه النظام الى سياسة التجهيل , وزاد الامر سوء ظروف الحصار الاقتصادي الذي اثر عليه بصورة مباشرة. ومجال التعليم وهو من ضمن المجالات التي حرص النظام البائد على تدميرها في تلك الفترة بالذات كي لا تخلق انسان يسعى للبناء والتغيير , فما كان النظام يريد خلق العقبات في طريقه مرة ثانية وحاول ان يحطم هذا الانسان فجعل منه انسان لا يفكر الا في طريقة عيشة واستخدام مختلف الوسائل للحصول عليها , هذا لعامة المجتمع .اما بالنسبة لمخططات النظام الخاصة التي سعى فيها على تطوير جهازه ومنشئاته العسكرية وجيوشه وفدائيه الجهلة الذين لا يعرفون ربا سواه وفتح لهم ميزانية البلد المحاصر وميزانية تهريبه للنفط في خدمتهم ففي الوقت الذي كان راتب المعلم 3 دولارات شهريا كان موظفوا المنشات العسكرية متنعمين بما يغدق عليهم فاصبحوا هم الاوفياء للنظام ونتيجتهم واضحة ليومنا هذا باعمالهم الارهابية ووقوفهم بوجه التغيير , اما بالنسبة للمدارس فكانت تستخدم في مناطق كثيرة من العراق مخازن للسلاح في فترة التفتيش عن الاسلحة البايولوجية والكيمياوية الذي كان يقوم به مراقبوا الامم المتحدة انذاك . وكذلك وضع مضادات الطائرات فوق سطوح المدارس مما جعل قوات التحالف انذاك تقوم بقصف المدارس وقسم من المعاهد والجامعات فدمرت اكثر من 4372 مدرسة ابتدائية ومتوسطة و16 معهد و6 جامعات مما اثر تاثير مباشر على قطاع التعليم والى الان ولم يبنى منها شئ . ظاهرة تسرب الطلاب ظاهرة مخيفة والتي بدات بوادرها كذلك في نهاية القرن الماضي ولم يكلف النظام نفسه لمعالجتها تنفيذا لمخططه لزيادة نسبة الامية وخاصة المناطق الجنوبية والنتيجة واضحة اليوم, واضطرار الطلبة الى ترك مقاعد الدراسة والتوجه للعمل لاعالة ذويهم , واستمرت تلك الظاهرة الى وقتنا هذا ولكن باسباب اخرى كثيرة , فقد بين استطلاع شمل كافة مناطق العراق في نهاية العام الماضي : ان الاطفال الملتحقين بالدراسة من مجموع السكان الواجب التحاقهم هي 55% فقط .فيما كانت نسبة الاطفال الذين تبلغ اعمارهم 6 سنوات 59% فقط اي انه توجد نسبة عدم التحاق 41% بين الاطفال وترتفع هذه النسبة اكثر من 56% بين من هم في عمر 12 سنة وتنخفض لدى الاعمار الكبيرة . واغلب الفئات المتسربة من المدارس هم الاناث وخاصة في المناطق الريفية بسبب اوضاع المدارس المتردية والخالية من ابسط مقومات الدراسة والخدمات , وسبب اخر بعد المدارس عن سكن التلاميذ وكذلك ضعف الحالة الاقتصادية للاسرة مما يضطر الكثير منهم ترك او تاجيل الدراسة الى سنة قادمةلاجل العمل . اما المدارس المتوسطة فنسبة الالتحاق 41% من مجموع السكان ونسبة الذكور 47 % والاناث 36 % في الارياف كما اشار الاستطلاع ان الشباب المتعلم وبعمر 15 _25 سنة بلغ 74 % اي ان 26 % من هذه الشريحة تضاف الى نسبة الامية التي انتشرت بالعراق مؤخرا . كما لوحظ تقليص الفجوة في التعليم بين الذكور والاناث لتراجع مستوى الذكور , اما معدلات الرسوب مرتفعة ايضا . اما بالنسبة للميزانية المخصصة لهذا القطاع المهم فلا تفي بالغرض ولا للحد الادنى منه , فالابنية تفتقد الى ابسط المقومات الاساسية لقدمها وخلوها من حتى كراسي الدراسة في الكثير من المدارس , اضافة الى انه لا زالت توجد مدارس طينية في المناطق الريفية من المحافظات الجنوبية الغنية [ بالنفط ] . كما تخلو المدارس من الاجهزة الحديثة كالحاسوب واجهزة الطباعة والمكتبات الخاصة بالمدارس والجامعات و نقص التبادل العلمي بين الجامعات العراقية والاجنبية .وكذلك النقص الشديد للمستلزمات الدراسية كالكتب والقرطاسية . كل ذلك ينعكس انعكاس سلبي على الحياة الدراسية في مختلف مراحلها.الاوضاع الامنية كذلك لها تاْثيرها السلبي على قطاع التعليم بشكل كبير . فالتهديد يشكل عقبة كبيرة يعاني منها الطلبة والاساتذة والتي تؤدي الى عدم استمرارهم في اللتحاق بمدارسهم, وكذلك اساليب الدعاية والشائعات من اجل ارهاب الطلبة وذويهم كل ذلك يؤدي الى تاخير العملية التربوية في البلد . وفي حال توقف العملية التربوية معناه نجاح الارهاب والجريمة وقوى التخلف . فقد وصلت ايدي الارهاب الى اغتيال اكثر من 120 استاذ جامعي ومن الكفائاة , اضافة الى جرائم التهديد بالقتل للبعض الاخر .من مسؤولية الحكومة الان اعطاء اهتمام اكبر لهذا القطاع المهم لانه يشمل قاعدة عريضة من المجتمع العراقي . يجب توفير الامن والحماية لهم . وكذلك نطلب من وزارة التربية العمل بالزامية التعليم ومعاقبة الاهل الممتنعين عن ارسال ابنائهم للمدارس. والحاق الطلبة التاركين واعادتهم الى مقاعد الدراسة لكي لا يكونوا عرضة للانجرار الى الانحرافات او الى مجموعات ارهابية تحاول ان تغرر بهم .واخيرا استغلال العطله الصيفية لحل او تقليص المشاكل التي تخص المدارس واعادة اعمارها وتزويدها بالمستلزمات او بناء مدارس جديدة ليتسنى التحاق اكبر عدد من طلبة المدارس في العام الدراسي الجديد . كما نهيب بالمسؤولين التربويين اعادة النظر بالكثير من المناهج التربوية وتطويرها بوضع الحقائق التي حاول النظام البائد طمسها بوضع الاكاذيب والافتراءات التي ملؤوا الكتب الدراسية بها واعادة الحقائق التي ترقى بالانسان العراقي الى مستوى يليق به بعد ان هدرت انسانيته في زمن النظام البائد وخاصة مناهج المرحلة الابتدائية , باختيار المواضيع التي تربي الطفل على مبادئ سامية وصحيحة . عراقيـــــةاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha