المقالات

أربعينية الخلود... تراجيديا العشق الإلهي

1510 18:34:00 2007-03-04

( بقلم: حسن الهاشمي )

هذه أيام الأربعين الحزينة، وفي مثل هذه الأيام والليالي كانت مواكب الأنصار تترى باتجاه كعبة العشق الإلهي، أفواج الزائرين وأمواج العشاق يتواصل تدفقها وتتسق مواكبها مشاة وحفاة، يسجلون كل خطوة يخطونها في ديوان أبي عبد الله عليه السلام، وهم يترنمون بحالة من الذوبان الحسيني إذ يدركون أن كل قدم يرفعها زائر الحسين عليه السلام أو يضعها، له بذلك مئة حجة مقبولة ومئة عمرة مبرورة.وتواصل المواكب مسيرها حتى تبدو معالم كربلاء، وحينما تقترب هذه الوفود الحسينية من ساحة المعركة حيث المخيم الحسيني والتل الزينبي والشريعة ومقام كفي أبي الفضل العباس، وشيئا فشيئا حتى تقترب من الأضرحة المباركة للحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم السلام، حتى يلوح الضريح الحسيني الأقدس، حينئذ لا تسمع في ذلك الفضاء إلا صرخات واحسين واحسين واحسين، تقترب الجموع بازدحامها حتى تصل إلى الباب الذهبي التي كتب عليها أبيات من عينية الجواهري:فداء لمثواك من مضجع تنور بالأبلج الأروع بأعبق من نفحات الجنان روحا ومن مسكها أضوع ورعيا ليومك يوم الطفوف وسقيا لأرضك من مصرعوحزنا عليك بحبس النفوس على نهجك النير المهيعوصونا لمجدك من أن يزال بما أنت تأباه من مبدعتعاليت من مفزع للحتوف وبورك قبرك من مفزعتلوذ الدهور فمن سجد على جانبيه ومن ركعشممت ثراك فهب النسيم نسيم الكرامة من بلقعوعفرت خدي بحيث استراح خد تفرى ولم يضرعوحيث سنابك خيل الطغاة جالت عليه ولم يخشعوخلت وقد طارت الذكريات بروحي إلى عالم الأرفعوطفت بقبرك طوف الخيال بصومعة الملهم المبدعكأن يدا من وراء الضريح حمراء مبتورة الإصبعتمد إلى عالم بالخنوع والضيم ذي شرق مترعوتدفع هذي النفوس الصغار خوفا إلى حرم أمنعتعاليت من صاعق يلتضي فإن تجدو داجية يلمعتعاليت من فلك قطره يدور على المحور الأوسعفيابن البتول وحسبي بها ظمانا على كل ما أدعيويابن التي لم يضع مثلها كمثلك حملا ولم ترضعويابن البطين بلا بطنة ويابن الفتى الحاسر الأنزعويا غصن هاشم لم ينفتح بأزهر منك ولم يفرع ويا واصلا من نشيد الخلود ختام القصيدة بالمطلعتمثلت يومك في خاطري ورددت صوتك في مسمعي نعم أن الذي يخفف العبء ويزيل الآلام عن المشاة الذين يقضون أسابيع وأيام مشيا على الأقدام يقطعون الصحارى والسهول والوديان، هو تمثل حب الحسين في خلجات أنفسهم، يعبرون عنها بأهازيجهم وعشقهم للمعشوق الإلهي. ولعلنا نجافي الحقيقة والواقع إن تكلمنا عن الأربعين ولم نتناول المصائب التي انهمرت على أم المصائب العقيلة زينب، وأفضل وصف يذكي عليها طابع الخلود هو ما جاء في زيارتها عليها السلام: سلام على قلب زينب الصبور ولسانها الشكور، إلى أن تصل إلى هذا المقطع...أبكي على زينب الكبرى وكربتها.أبكي على زينب الثكلى وغربتها.أبكي على زينب حزنا لمحنتها.أبكي على هدمها من بعد عزتها.أبكي على المظلومة الغريبة.أبكي على المحزونة الكئيبة.أبكي على من داهمتها الدنيا بالمشاهد الرهيبة ولم تشبه مصيبتها مصيبة.أبكي على من أبعدها الزمان عن الأهل والأوطان وطاف بها الأعداء سبية في البلدان.الجموع الحسينية بعد طوافها قبر الحسين عليه السلام وترنمها به تتوجه إلى قمر بني هاشم، حيث الوفاء والإيثار والمواساة تطأطأ خجلا من الملاحم التي سطرها في كربلاء ذودا عن إمام العقيدة وعقيدة الإمام، والمعزون يقرأون العباس ليس شجاعا ومجاهدا في ركب الرسالة فحسب، بل أن في قتله هتكت حرمة الإسلام، فالشعارات التي تترنم بها المواكب لاسيما تلك التي تصف علاقة العباس بأخته العقيلة، إنما تلهب النفوس وتشحذ الهمم في اقتباس كل ما من شأنه إيقاد المواقف البطولية في لوحة تاريخية رسالية أبسط ما يقال عنها أنها بطولة المواقف.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك