المقالات

استهداف مفاصل المشروع.. مؤشر فاعليته


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

شهدت الايام القليلة الماضية سلسلة من العمليات الارهابية ذات التخطيط الاستثنائي والفعل الموغل بالقسوة كعمليات المستنصرية ومدينة الصدر واحتجاز الشخصية الوطنية الاسلامية اللامعة سماحة السيد عمار الحكيم والتفجير الارهابي غير المسبوق لمسجد الصحابة في منطقة الحبانية بمحافظة الانبار بالاضافة الى النوع الجديد من العمليات الارهابية ذات البعد الاخطر والمتمثل باستخدام مواد كيمياوية بدائية تعتمد مادة وغاز الكلور.

قد يراد من مثل هكذا عمليات كسر الروح المعنوية العراقية لدى العناصر الميدانية العراقية من مؤسستي الدفاع والداخلية ولاثارة رعب وقلق وارباك اوسع لدى الشارع العراقي الذي بدأ يستعيد ثقته بالدولة والسلطة بعدما اظهر الاثنان معا قدرة عالية في التصدي الفاعل للزمر الارهابية التي هي الاخرى تتمتع بقدرات تسليحية ورجالية قوية وكثيرة.

الملاحظ ان هذا التصعيد بدأ يسير بشكل متواز مع لحظات وساعات وايام خطة امن بغداد ومع النجاحات الملحوظة التي سجلتها الخطة خصوصا في ايامها الثلاثة او الاربعة الاولى على انطلاقتها، الامر الذي دفع القوى التكفيرية الى اعادة النظر في تكتيكاتها وترتيب هيكلية اجندتها الاجرامية لاعادة المعنويات الى قواعدها بعد ان تعرضت هذه المعنويات الى انكسارات واهتزازات استراتيجية بدت واضحة اولاً في تدني نسبة العمليات الارهابية من جهة وتفعيل حركة الشارع العراقي امنياً وخدمياً واقتصادياً من جهة اخرى.ان الضربات الموجعة التي تلقتها الزمر الارهابية خلال الايام العشرة الماضية يبدو انها كانت موجعة جدا الامر الذي زاد في اندفاع تلك الزمر نحو تسجيل موقف ميداني يدلل ويؤكد على وجودها في الساحة حتى وان كان هذا الوجود لا يتعدى حدود العمل المراد تحقيقه.

من هنا نستنتج اسباب عمليتي المستنصرية والحبانية وبالقسوة التي احدثتهما ينضاف الى ذلك العملية السياسية اكثر منها ارهابية التي استهدفت نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي والسيد وزير البلديات. وبالتأكيد فان القوى الارهابية ارادت من خلال هذه العملية تحديدا ايصال اكثر من رسالة والى اكثر من جهة قد يكون مانشيتها الاساس اعادة الروح المعنوية العراقية التي تعافت تواً الى دائرة الانكسار والاهتزاز من جديد، لكن الامر بالتأكيد لن يكون كذلك ولا يمكن ان تقاس المشاريع او تقوّم سلباً او ايجاباً على اساس ان عملية ارهابية من هذا النوع بإمكانها ان تطيح بمشاريع استراتيجية تقف وراءها دولة بكل ثقلها، وللدلالة على ذلك فان عمليات عديدة اكبر من التي حصلت امس الاول قد تحصل في بلدان مستقرة ويذهب ضحيتها رؤساء دول وحكومات ومسؤولون كبار.

اننا لا نرى في مثل هذه العمليات الا اشارة تؤكد تصاعد الخط البياني المواجه للارهاب كذلك تؤكد النجاحات التي تدعيها الحكومة والتي عادة ما تحتاج الى من يؤكدها ولا نعتقد بعد الان ان هناك تأكيدا لهذه النجاحات أدق من تأكيدات خصوم العملية السياسية من صداميين و تكفيريين أنفسهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك