فالمواقف التي تبنتها مرجعية الإمام السيستاني (دام ظله الوارف) هي لحفظ وحدة العراق وتدخلها من باب التكليف الشرعي والوطني لتفكيك الأزمات وفق المنظور الوطني وبرؤية واقعية مقننة بالدستور الذي تعده أي ـ المرجعية الرشيدة ـ الوثيقة الحيوية التي تنتظم فيها العلاقة بين العراقيين أنفسهم ومع الدولة والعالم، ولابد من المحافظة على جوهره ( بقلم عبد الرزاق السلطاني )
قبل بادئ ذي بدء، لابد من الوقوف على الإنعطافة السياسية وتغيير بوصلة القوى السياسية والدينية والوطنية خياراتها
الديمقراطية التي أفرزت بعد مخاض عسير تسمية المواقع السيادية بكل شجاعة وحكمة فقد أحبطت بذلك الرهانات
التي حاولت زعزعة القرارات السياسية جراء المباغتات المتكررة من قبل أعداء العراق، حيث كانت تلك القوى
الرادع السياسي الحصين الذي أحرج التمدد الإرهابي بالقضاء على عناصر نفاذه ومعالجته بشكل أمثل من خلال
السير نحو صناعة دولة المؤسسات التي شرعنها الدستور الدائم للبلاد بحفظ كافة حقوق أبناء الشعب العراقي،
وكذلك حذوها بحذف كافة المؤشرات الطائفية والعرقية والجهوية، فعندما نقترب من القول من محورية المشاركة
في خندق واحد لمواجهة العناصر التي تحاول النيل من دمقرطة العراق لابد لها من تبني الخطاب الوطني، فالايديولوجيات
الراديكالية لا تخدم المصالح العليا للبلد كونها من تداعيات الأوضاع غير الطبيعية التي أفرزتها مرحلة التغيير في
شكل الخارطة السياسية العراقية، فضلاً عن التفكيك السياسي للإرهاب، بدءاً من المنافذ الحكومية التي ترتبط واقعياً
ورمزياً مع مصادر العنف السياسية الداخلية منها والخارجية، فلا يمكن أن نتفاعل مع المحيطين الإقليمي والدولي
بعيداً عن الخطاب الاستراتيجي الموحد الذي يجب أن يكرس ضد الخطابات الفكرية والثقافات المنحرفة والتحريضية
الدخيلة والتسليم بأن معركتنا اليوم ليست في مواجهة عسكرية مع أحد، بل في مواجهة صادقة مع الذات ومدى
إيماننا بالتغيير فلا مستقبل للعراق إلا بدحر الإرهاب، بعد أن بلغ نقطة اللاعودة تحت شعار حكم الأغلبية مع احترام
حقوق الأقلية.
فالمواقف التي تبنتها مرجعية الإمام السيستاني (دام ظله الوارف) هي لحفظ وحدة العراق وتدخلها من باب التكليف
الشرعي والوطني لتفكيك الأزمات وفق المنظور الوطني وبرؤية واقعية مقننة بالدستور الذي تعده أي ـ المرجعية
الرشيدة ـ الوثيقة الحيوية التي تنتظم فيها العلاقة بين العراقيين أنفسهم ومع الدولة والعالم، ولابد من المحافظة
على جوهره بعد أن صوت له غالبية أبناء الشعب العراقي لما له من قوة دافعة وجهزوية للمشروع الوطني الكبير
كما ندعو لتفعيل إقليم الوسط والجنوب الحيوي للخروج من خط الفقر وضمان حقوقنا فهو الانطلاقة الكبرى من
أسر الذات نحو التحرر والانعتاق من مخلفات الظلم والعبودية.
عبد الرزاق السلطاني
https://telegram.me/buratha