اما عن الارهاب الدخيل فلاتزال الاصوات ضعيفة والاوراق مختلطة.. فالجماعات التكفيرية وبقايا الاجهزة القمعية لنظام صدام قد تحالفت مع مخابرات بعض الدول المحيطة بالعراق والتي تتخوف من التحولات الكبرى التي تحصل في العراق الجديد رغم ان البعض من هذه الدول يتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا ........ ( بقلم : الدكتور علي الحسيني. عن التعبئة الشعبية العراقية.)
لقد تعايشت مختلف الاديان والمذاهب والاعراق في عراق الحضارات قرونا متوالية ولم يعرف عنها هذه الحالة الدموية من التفجيرات والقتل غدرا وظلما كالذي يحصل يوميافي ربوع العراق الاوسط. واصبحت اخبار القتل الجماعي والعثور على مقتولين غيلة ويسميهم الاعلام "مجهولي الهوية" بالعشرات مادة اعلامية اعتاد الناس على سماعها ورؤية صور هؤلاء الضحايا ماتقشعر لها الابدان ويندى لها الجبين والعالم( المتحضر) من حولنا يراقب بصمت رهيب وكانه لاحول له ولاقوة رغم وجود اقوى الترسانات والجيوش العسكرية المحتلة على ارض العراق... واصحاب نظرية المؤامرة يتساءلون هل يعقل ان يسمح بهذا قادة العالم المعاصر من الرؤساء في امريكا واووربا وهم خططوا لسنوات لعراق مابعد صدام؟!
وهل تعكس خططهم افكار حكمائهم امثال ناثان شارانسكي الذي دعى في كتابه (من اجل الديمقراطية) والذي يوصي بقراءته هؤلاء القادة الذي يسميهم الاعلام بالمحافظين الجدد الى تفجير منطقة الشرق الاوسط عسكريا تحت شعار نشر الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان ويعتبرها الطريقة الناجعة التي قوض بها الغرب الراسمالي دكتاتورية الاتحاد السوفييتي من خلال دعم المنشقين والنفعيين في الداخل وتسليح الطالبان والقاعدة في الخارج عندما كان الاتحاد السوفييتي غارقا في الوحل الافغاني. ان هذا التوجه للمحافظين الجدد يمكن تسميته بسياسة دمر تسد على خلاف التوجه الكلاسيكي الاستعماري (فرق تسد) او انه يحاول الجمع بين التوجهين معا.
اما اصحاب نظرية الواقع المعاش يرون ان النسيج الاجتماعي العراقي قد انهار خلال ثلاث عقود من الحكم الدموي الدكتاتوري الطائفي او العنصري وجعل العراق خميرة جاهزة للاحتراب الداخلي وانتهاك حرمات الفرد والدولة فوظفها الاعداء لخدمة مصالحهم واهدافهم وجعلت من الساحة العراقية مسرحا لتصفية الحسابات وصراع الارادات والكسب اللامشروع مما يهدد فرص نجاح التجربة الديمقراطية ومحاولات بناء دولة المؤسسات.وفي هذه الايام تتصاعد اصوات الاعلاميين والسياسيين باستنكارهم لنتائج التخبط الامريكي في العراق وقد انعكس ذلك في تراجع شعبية الرئيس الامريكي جورج بوش ولرئيس الوزراء البريطاني توني بلير وقد دعى سياسيون وجنرالات امريكان الى تغيير جذري في سياساتهم ازاء العراق.اما عن الارهاب الدخيل فلاتزال الاصوات ضعيفة والاوراق مختلطة.. فالجماعات التكفيرية وبقايا الاجهزة القمعية لنظام صدام قد تحالفت مع مخابرات بعض الدول المحيطة بالعراق والتي تتخوف من التحولات الكبرى التي تحصل في العراق الجديد رغم ان البعض من هذه الدول يتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وهي تواصل احتضان الارهابيين والصداميين وتغذيتهم بالتدريب والدعم لتواصل نشاطاتها وحربها ضد الشعب العراقي وتحت اسماء مختلفة حتى تستمر حالة المعاناة والفوضى والخوف وتنهار البنى التحتية المتبقية في العراق... وراينا كيف امتدت يد الارهابيين والذين يريدون تشويه المقاومة المشروعة الى منظفي الشوارع في العاصمة العراقية والى اطفال المدارس والمدرسين والاعلاميين الابرياء. وللاسف لاحظنا تراخي من قبل القوات المحتلة في مواجهة الارهابيين هذه الايام ازاء هذا الوضع الاستثنائي المعقد في العراق نتسال ماهو الحل؟ والحل صعب ولكنه يحتاج الى وضوح رؤيا وارادة قوية وحزم في مجابهة المفسدين والمتقاعسين
ونقترح مايلي:اولا: وقف التدخل الامريكي في الشؤون الداخلية، فالعراقيون ادرى بمشاكلهم وامورهم وعليهم ان يتركوا لمعالجة المشاكل العالقة بينهم وتساعدهم القوات المتعددة الجنسية على ذلك وفي الوقت المناسب.
ثانيا: مطالبة الدول المجاورة للعراق بتصعيد مساعداتها الانسانية للعراقيين في هذه الظروف الصعبة واذا لم ترغب اولم تستطع ذلك فعليها الكف عن التدخل في شؤون العراق وتمنع المساعدات والدعم اللوجستي عن الخلايا الارهابية ومنعها من العبور الى داخل الاراضي العراقية.
ثالثا: عندما تريد الدولة توفير الامن والحماية للمواطنين فعليها ان تولي اهتماماتها للسيطرة على نشاطات الميليشيات والتجمعات والعصابات المنظمة بشكل حازم وان تطالب قادة الميليشيات بالتفاهم مع المؤسسات الامنية والعسكرية للدولة وتهيئة الظروف المناسبة لدمجها في تلك المؤسسات او في مؤسسات المجتمع المدني الخدمية حين تنتفي الحاجة لوجودها بعد استكمال بناء وتسليح الاجهزة الامنية والعسكرية.رابعا: بناء ملامح الهوية الوطنية العراقية من خلال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية القوية بعد انهاء الحوارات التوافقية ضمن الكتل البرلمانية الرئيسية والاتفاق على تعزيز مبدا وحدة المرجعية الادارية في شخص رئيس الوزراء وانقياد الوزراء له.
خامسا: تبني استراتيجية ثابتة وناجزة من اجل صيانة وحدة العراق الفيدرالي والتوزيع العادل للثروات وصيانتها ومحاربة الفساد الاداري المنظم وتحسين الخدمات والاحتكام الى الدستور الذي صوت عليه الشعب وانهاء ظروف الاحتلال وتبعاته باقرب فرصة ممكنة.
وبهذه المناسبة نهنئ قادتنا في المجلس الوطني على اتفاقهم الاخير في اختيار السيد رئيس الجمهورية ونائبيه والسيد رئيس المجلس ونائبيه، كما نهنئ السيد المالكي رئيس الوزراء المكلف ونتمنى لهم جميعا النجاح في اعمالهم، وفق الله الجميع لخدمة عراقنا الجريح.
الدكتور علي الحسيني.عن التعبئة الشعبية العراقية.08 05 2006.www.newiraqforall.com
https://telegram.me/buratha