المقالات

هل الزرقاوي في الاعظمية؟

2413 01:44:00 2006-05-09

أما كونه في محيط بغداد آو في العاصمة نفسها، فلا معطى يدل على ذلك إلا واحد فقط،، وهو ما حدث قبل أيام وفي الاعظمية تحديدا. حيث جرت مواجهات مسلحة بين عناصر إرهابية ادعت أطراف محددة أنهم "أهالي الاعظمية" ضد مجاميع مسلحة قيل أولا أنها ترتدي زي الشرطة العراقية وقيل لاحقا أن الشرطة العراقية تساندها ميليشيات شيعية، ليصور على انه حرب طائفية فعلا. ( بقلم : حميد الهاشمي )

شخصية الزرقاوي وجدية الاميركانبعد التطورات الأخيرة المتعلقة بظهور الإرهابي الزرقاوي في شريط فيديو مصور، وما صرح به القادة العسكريون الاميركان في العراق من أن هذا الإرهابي باتت نهايته وشيكة من خلال حصر مكانه في بغداد أو ضواحيها. ومثل هذه التصريحات من جانب الاميركان ليست بالجديدة، حيث يطل علينا قادتهم بين فترة وأخرى ليقولوا نفس الكلام أو ما شابهه.ولعل المثير في الآمر والذي يتكرر مع تكرار مثل هذه التصريحات هو، هل يصدق الاميركان في ذلك وهل لديهم الجدية الكاملة والمصلحة في القبض على مجرم كبير مثل الزرقاوي؟!وإذا كان لديهم ذلك، فلماذا يعلنوها على الملأ وكأنهم يقولون له " اهرب إننا قادمون إليك"، وهذا من السذاجة بحيث يتنافى مع قواعد الحروب وحتى المهمات البوليسية الصغيرة.

لا نشك فعلا في أن للاميركان مصلحة كبيرة في القبض عليه، ولكن لهم مصلحة أخرى في مثل هذا الإعلان الذي ربما يكون تحديد المكان ليس دقيقا لكنه عمل إعلامي ستراتيجي يؤدي غرضه من خلال قض مضاجع هذا الإرهابي ومن يتبعه من جانب ويسيل لعاب من يستطيع أن يشم خبرا عنه ليفوز بالجائزة الكبرى في تخليص ليس العراق فحسب من مثل هذا المجرم بل بلده الأم (الأردن) والإسلام الذي ابتلى بمثل هذا المعتوه، فضلا عن نيل الجائزة المادية (25 مليون دولار) التي رصدت لمن يدل عليه. كما أن من شأن مثل هذه الحرب الإعلامية أن تربك تحركاته وخططه الشريرة التي يوجهها بالدرجة الأولى تجاه العراقيين الأبرياء من شتى طوائفهم. بل بات الآن يستهدف السنة خاصة ممن لم يقف معه أو يؤيد أعماله القذرة.ولكن أين عدم الجدية لدى الاميركان في موضوع مثل هذا؟عدم الجدية حقا في أن من مصلحة الاميركان أن لا يستقر وضع العراق في القريب العاجل وان يطيلوا مدة بقائهم فيه، وان يوجهوا العملية السياسية وفق ما يشتهون، وبما يحفظ مصالحهم إلى أمد طويل ليس في العراق فحسب بل في المنطقة اجمع وربما العالم من خلال العراق. ولعل أهم مفصل في ذلك هو جعله العراق ساحة وميدان للإرهاب، وهو هدف التقوا به مع التنظيمات والعناصر الإرهابية الذين يبحثون عن عدو وعن ارض ليموتوا فيها.هل الزرقاوي في بغداد أو ضواحيها فعلا؟؟استنادا إلى الشريط والوثائق التي عثرت عليها القوات الاميركية، لا نعتقد أن هناك ما يؤكد هذه الحقيقة، فوجود وثائق من قبيل رسائل أو بيانات أو أشرطة فيديو تخصه، لا تعني بالضرورة وجوده في هذا المكان. ولكنها تعني وجود قيادات إرهابية مهمة من تنظيم القاعدة وبالتالي مركز عمليات ميدانية ولوجستية وإعلامية.الشريط اظهر الزرقاوي في منطقة قاحلة أو شبه قاحلة، وهذه ليست من مواصفات ضواحي بغداد بشيء. ثم أن عمليات التدريب والرمي لا تتم في مناطق مواجهة أو ميدان توتر وعمليات إرهابية. وعليه فان المنطقة التي ظهر بها في الشريط لا بد أن تكون في المنطقة الصحراوية الغربية، أي تلك تلك التي تتبع محافظة الانبار. هذا فضلا عن أن تاريخ الشريط غير معلوم.

أما كونه في محيط بغداد آو في العاصمة نفسها، فلا معطى يدل على ذلك إلا واحد فقط،، وهو ما حدث قبل أيام وفي الاعظمية تحديدا. حيث جرت مواجهات مسلحة بين عناصر إرهابية ادعت أطراف محددة أنهم "أهالي الاعظمية" ضد مجاميع مسلحة قيل أولا أنها ترتدي زي الشرطة العراقية وقيل لاحقا أن الشرطة العراقية تساندها ميليشيات شيعية، ليصور على انه حرب طائفية فعلا. وقد كان لجهة طائفية عراقية "محسوبة على السنة" دور كبير في هذه الإثارة وفي قلب الأمر، وهي التي اتهمت في غالب الأحيان بتورطها في عمليات خطف الأجانب ومحاولة عرقلة العملية السياسية في البلد، ومن غير المستبعد أن تكون على علم بتحركاته إن لم تكن على صلة به.وهذه هي الإشارة الوحيدة التي تدل على أن في الاعظمية صيدا ثمينا للقوات الاميركية وللعراقيين جميعا، وهو ليس اقل من الزرقاوي.

وإما كيف تسلل رغم وجود هذه التحوطات الأمنية الكبيرة، فالأمر لا يعدو عن كونه خطة مثل تلك التي يتم فيها إدخال عشرات السيارات المفخخة شهريا إلى بغداد من ضواحيها، بالإضافة إلى كونه مجازفة وحماقة من الزرقاوي نفسه الذي لا شيء لديه يخسره، فهو مؤمن تماما بان العراق قبره، حيث هو مطلوب ومحكوم عليه بالإعدام في بلده الأردن، وان لا مجال لديه للهرب عبر حدود العراق الخارجية المحصنة تجاه الخارجين أكثر من الداخلين إليه. علما أن هذا الشخص قد ارتكب عدة حماقات أوقعت إحداها الإرهابية المغلوب على أمرها " ساجدة الريشاوي" في قبضة الأمن الأردني بعد تسرعه في إعلان تنفيذها إلى جانب زوجها العملية الإرهابية في احد فنادق عمان.

وعليه يتوجب على سكان الاعظمية أولا اليقظة والحذر من وجود قنبلة متفجرة في وسطهم وكيان نجس يلوث طهارتهم العراقية، فليتقصوا الأمر وليبلغوا عنه وليكسبوا الجائزة الكبرى ألا وهي عراقيتهم الشريفة.وعلى القوات العراقية أن تعالج الأمر بحيث لا يمكن أن يجير من انه مسألة طائفية، وعلى الاميركان إثبات جديتهم وصدق نواياهم تجاه العراق والتي يعلنوها باستمرار.حميد الهاشمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك