المقالات

خفافيش الأرهاب والظلام تستهدف التركمان في عاشوراء

1498 23:41:00 2007-01-30

( بقلم : المهندس قيس علي البياتي )

يقول الله في محكم كتابه العزيز إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ صدق الله العلي العظيميوم أمس وبقلوب فاجعة وألم عميق استقبل التركمان أنباء العمليات الأرهابية الأجرامية التي طالت مختلف المناطق التركمانية من كركوك الى طوز خورماتو ...هذا الأرهاب البشع من طراز غريب وعجيب يستهدف تحقيق أهداف سياسية واضحة المعالم ويتستر وراءها القتلة ويتخذ من الأرض المحروقة نهجا قذرا بضرب الأهداف حيث لايرعى المدنيين العزل وحتى الأطفال

يوم أمس ومع بدء الدقائق الأولى من يوم التاسع والعشرون من شهر يناير كانون الثاني 2007 إنطلقت حمم الموت بصورة خاطفة و بسرعة البرق لتقطف أرواح الأبرياء من أزهار التركمان وتجرح العديدين آخرين بهجوم إنتحاري إرهابي عفن في حسينية الأمام المهدي مدينة طوزخورماتو وفي تسعة إنفجارات عنيفة أستهدفتهم في كركوك فمع بداية كل يوم ومع إشراقة كل صباح التركمان باتوا يصرخون من وطأة الظلم والطغيان والقتل على الهوية ..

فهل يتجدد فينا الأمل ؟ هل من ينقذ حياتنا وحياة أبنائنا وبناتنا ؟ .. أم إنه مع تنفس صباح كل يوم تزداد الآلام والجراح فينا ولا نملك إلا الأنين والتأفف... وقد يصل الأمر بالبعض إلى سب الزمان وعيبه وكأن لسان كل واحد يقول ما هذا الدهر الذي نعيشه.. فحديثه عن المآسي والجراح والآلام والتهميش والظلم حديث الساعة .. إن الآلام كثيرة والجراحات عديدة فلا يكاد يبرى ألم إلا وجرح في موضع آخر ينزف دما..فإذا أصبحنا نرسم صورة حياتنا بألوان مآسينا وجراحنا فإن الصورة لا تكون إلا داكنة مغبرة سوداء لا تذكرنا إلا بكابوس الألم والفشل و الذل والهوان الذي نعانيه إن الشهادة ليست مجرد كلام ولكنها حياة يعيشها الأنسان، وليست هذه الحياة أسلوبا في العيش نصطعنه أو نحاول أن نعمله بأيدينا بل هي الحياة التي يأخذه الأنسان من روح الله الساكن فيه أعزتنا وأحبتنا وشهدائنا الذين سقطوا ، كانوا يكتبون الحياة ، ويترجمونها بالحرية ، يترجمون الفزع الذي كان يعيشونها الى آمال ... والظلام الى شلالات نور ... يترجمون الحياة الى حرية ، ودفعوا ثمانها حياتهم نفسها ... ترجموها إلى شهادة .

شهدائنا التركمان الأبرار في طوز خورماتو، قتلهم أولئك الذين يملكون قلوباً للحقد وأسلحة للقتل ، قتلهم أولئك الذين يقتلون ، قتلهم الذين يقتاتون تسولاً من قارعة طريق الإرتزاق ، قتله الغارقون في الوضاعة ، المجيدون لفن التمثيل بالشرف ، قتلهم الذين ينتعشون من تحت الأقبية على روائح الدماء ، قتلومه لأنه أمة مسالمة ومتمدّنة. قتلوهم لأنهم كان يرفضون أن يبقى العراق ملفاً تحت وطأة الأرهاب الأرعن، بل وطناً عزيزاً كريماً مستقلاً موّحدا. قتلوهم،لأنهم كانوا يقارعون الأرهابيين المحترفين الذين يتقنون فن تضليل الناس وفن مسك العصا من المنتصف كأرجوحة للتذبذب قتلوهم ، ولكن هم الذين سيبقون خالدين وأحياء، وفوق الموت ؛ ذلك لأنهم في الطريق إلى الموت " وهم الذين كانوا يعرفون أنهم يعابثون الموت" ، كانوا يمجِّدون الحياة ، ويكتبُون الحرية ، ولأنهم أستطاعوا أن يكتبوا الحرية والكرامة والعدالة ، أحببناهم ، وقتلوهم

إن الأمل باقي فينا نحن التركمان ونفتح في كل يوم زهرة من زهور بستان الأمل لنعطر الجو بروائحه الزكية .. وننثرها في كل مكان وزمان نحل فيه في العراق المنكوب .. فإن الأمل والتفاؤل وخاصة في الأوضاع الراهنة لهو أمر مهم لحياة الأمة التركمانية والعراقية من جديد وإن الحياة الكريمة الرغيدة لهذه الأمة آتية لا محالة وزمن الأرهاب والخنازير الأرهابية ذاهبة مع الريح الى مزابل التأريخ ...

كم هي البشارات التي نتلقاها مع بزوغ شمس كل يوم التي تدلنا إلى قرب أفول الذل والهوان الذي نعيشه .. فالأمل في حياتنا باق ما دام فينا عرق ينبض بالتفاؤل والوحدة والأيمان بالعراق العادل الديمقراطي ولكن لا يدّل هذا أن نقبع في زاوية من الزوايا ننتظر الخلاص والرفعة والنجاح أن يأتينا ويوقظنا من رقدتنا ويقول لنا لقد حان زمن الخوف والقتل والتهميش فهبوا من مضاجعكم إن هذا لن يحدث أبدا بل لا بد من أن نشيد جسر من الأمل ... ولا ينفعل الأمل بلا عمل .. بل لا بد من نكسر أسباب قتلنا وتشتتنا ونبني أسباب وحدتنا وخلاصنا.. أما أن نتقوقع وأن ندفن رؤوسنا ونهرب من الواقع ونحن نعلق أنفسنا بآمال وهي في حقيقة الأمر أوهام أوهى من خيوط العنكبوت .. فلا بد أن نرفع قصور آمالنا على أساس لا تزعزعه العواصف الرعناء وبعد هذا يتحقق بالتفاؤل والأمل الهدف الذي نصبو إليه اللهم أرحم شهداء التركمان والعراق وشهداء مدينة طوزخورماتو الذين تزامنت سقوطهم مع إستشهاد التركمان في ناحية تازة وكركوك بالأنفجارات التسعة اللهم أشفي جراحنا اللهم ألهم الصبر والسلوان لذوي لشهدائنا الأبطال المجد والعزة للعراق الجديد الديمقراطي الموّحد العادل والخزي والعار لخفافيش الأرهاب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك