المقالات

آل سعود الدين أم المال؟؟

1647 16:36:00 2007-01-29

( بقلم: د. وليد سعيد البياتي )

لست هنا بصدد دراسة تاريخية عن بدايات ظهور كل من ابن عبد الوهاب وديانته البعيدة عن الاصالة الاسلامية ولا ابن سعود وظهوره على ايدي البريطانيين ثم تحول الوصاية من تحت يد صاحبة الجلالة الى الادارةالامريكية وبالذات مكتب الاستخبارات السي آي آيه، فالذين كتبوا في هذا الموضوع كفوني عناء الاستمرار في البحث وقد كشفوا ليس فقط ما يندى عنه جبين الانسانية خجلا، ولكن ليؤكد ان آل سعود ليسوا اكثر من حفنة موظفين في الادارة الامريكية كما كانواسابقا موظفين لدى المندوب السامي البريطاني، والان ومع كل هذا الثراء الفاحش والنفط الذي يهدر هنا وهناك لجمع المزيد من الثروات التي تصرف على الحريم والغلمان وبراميل الخمور التي حرمها الاسلام واحلها آل سعود لانفسهم حيث ان ابن عبد الوهاب صاحب التجسيم لايجد ضيرا في الاعتداء على حرمة الله ورسوله الاكرم صلوات الله عليه وآله، وابن جبرين لا يجد ضيرا في ان يسكر أمراء آل سعود ويزنون علانية ولكن الضير كل الضير في ان يحقق الشيعة بعض حقوقهم الشرعية فيمكن الصمت على فساد الامراء لكن لايمكن الصمت ازاء الوجود الشيعي، فابن سعود وابن عبد الوهاب ينظران الى الدين من خلال الموقف الشخصي والمصلحة الانية،

 فالكعبة في نظر آل سعود ليست تعبيرا عن الموقف الالهي بقد كونها مصدرا لجمع المال خلال مواسم الحج والعمرة والزيارات على مسار العام، فالناس يأتون للحج بأعتباره فريضة الهية، والدين بالنسبة لال سعود تجارة يجب استثمارها لدر المزيد من المال، قد ينقطع النفط لكن الناس لن ينقطعوا عن زيارة بيت الله الحرام، ومن هنا يصبح الموقف من الدين موقفا ماليا صرفا في نظر آل سعود، مما يدفع باتجاه الحفاظ على العرش والتشبث اللانهائي بفكرة البقاء. فآل السعود مثل اي كائن طفيلي وجد في غفلة من الزمن تعود الاعتياش على الاخر هذا الكائن لم يتخلص من فكرة الهمجية القبلية ولم يتمكن الاسلام بكل عظمته من تهذيب أخلاقيات البداوة الجاهلية فيه، إذ كيف يمكن لفكر تتمثل به اسمى قيم ومفاهيم الرقي ان يتجلى في نفوس سفلية وذوات منحطة، زادها انحطاطا ذلك الفكر المبني على التكفير والتجسيم والغاء كل القيم العليا وإحلال قيما متدنيه بدلا عنها، وبالطبع فالمرء لا يصبح معصوما اذا صار ملكا، فللعصمة مبانيها ومصادرها الالهية التي اختص بها الحق سبحانة ثلة من خلقة، اما هؤلاء الذين يريد البعض ايهامهم بالعصمة، أو انهم يوهمون انفسهم بها فيطبل لهم بعض المرتزقة عبر قنوات مشبوهة من اجل حفنة من الدولارات او لاجل لعق فضلات الموائد، هؤلاء الموهومون يبقون مجرد موظفين صغارا وإن امتلكوا الثروات التي هي من حق الشعوب، هؤلاء الموهومون بلباس الدين والذين تمنحهم فضائيات العفن القابا ليسوا اكثرمن حفنة من الجهلة بالكاد يفك الواحد منهم الخط، واعلمهم لا يعرف كيف يطهر نفسة او ان يستنجيء، وبالتأكيد هم في واد والدين والعلم في واد آخر. وبعد كل هذا هل سأعجب عندما يظهر احد موظفي وزارة الخرجية الامريكية بدرجة ملك ليقدم لنا درسا في الديانة الوهابية والتي من شروطها ذبح الشيعة، فالوهابي لايكون وهابيا صادقا الا اذا اعلن البراءة من علي ابن ابي طالب عليه السلام ومن شيعته الذين يكون القتل والذبح الشيء الوحيد الذي يستحقونه في هذه الحياة، وبالتالي لا يحق لنا ان نتعجب من كلام خادمهم القرضاوي في هجومه الهستيري على الشيعة واتهامهم بالكفرالى غير ذلك من بذيء الكلمات التي تكشف تفاهة عقلية هذا الرجل المدعي زيفا علمه بالدين، لا يحق لنا ان نعجب من القرضاوي اذا كان سيده ابن عبد العزيز بمثل هذه التفاهة الفكرية والتي لا تصلح لعقلية موظف امي من الدرجة العشرين فكيف بموظف بدرجة ملك. ربما يقول البعض ان رعب آل سعود من الشيعة له ما يبرره باعتبار ان انتصار الشيعة يعني فقد هؤلاء مكانتهم السياسية، وخسرانهم للسلطة، فالحقيقة ان آل سعود لاشان لهم بالدين إلا من حيث مايكون لهم مصدرا للمزيد من الثراء، و المهم الدنيا وزخرفها، وهم بذلك يقدمون لنا مثالا واقعيا للعقلية الملكية الدنيوية التي تأسست خارج مفاهيم وقيم الدين الحنيف،

 فآل سعود هم مجرد نتاج متاخر لعقلية السقيفة المشؤمة، فالرعب الذي رافق ابوبكر وعمر في ان ينقض عليهم علي بن ابي طالب عليه السلام بالحق الشرعي كان يقلق منامهم، ويقض مضاجعهم وقد حدثنا التاريخ عن محاولاتهم المستمرة لاغتيال امير المؤمنين عليه السلام على يد منفذ مؤامراتهم خالد ابن الوليد، فبعد فشلهم في اغتيال خاتم الانبياء والرسل صلوات الله عليه وآله في حادثة العقبة الشهيرة، ضل الهاجس يراودهم في القضاءعلى قائد الهاشميين ووصي رسول رب العالمين، وقد تحقق ذلك بعد نهايتهم فلم يكحلوا نواظرهم بمشهد اغتيال ولي الله وحجته على خلقه, ولما كان الفكر الشيعي والشيعة إجمالا يمثلون امتدادا واقعيا لاهل بيت النبوة عليهم السلام، فقد صار الشيعة هم موقع الاخذ بالثار كما توهمته العقلية الجاهلية، لهذا يتم تحريف التاريخ وتزوير الحقائق واختلاق الاحاديث المنسوبة الى النبي الاكرم ثم تفسير الايات بكل ما هو مخالف للنص، والعمل بالرأي والقياس الذي اوجده اللعين ابليس، فما الذي ننتظر من موظف جاهل بدرجة ملك يحتاج الى الشفقة والى العودة الى صفوف محو الامية عسى عن يزيل بعض العلم عفن الجهالة المتنامي على عقله. غريب أمر هؤلاء الموظفين بدرجة ملك فلا هم قادرين على ان يتخلصوا من وظائفهم، ولاهم يحققون الاهداف التي رسمها لهم اسيادهم.

فمنذ ان اصبح للاعلام شانا، وصار رجال السياسة يظهرون على القنوات الفضائية لتبيان مواقفهم السياسية وطرح مشاريعهم، وجد هؤلاء الموظفون بدرجة ملك حرجا شديدا في التعامل مع هذه القنوات وخاصة ان احدهم بالكاد يقرأ، بل انه لايقدر ان يقرأ جملة بسيطة تخلو من الاخطاء فكيف بخطاب سياسي، ومع ذلك لم يتعلموا من تجارب الاخرين وضلوا مصرين على جاهليتهم، لاشك ان في المسلمين الاوائل العديد من الذين كانوا أميين بمعنى يجهلون القرآءة والكتابة، لكنهم حملوا في دواخلهم عقولا وعت الاسلام فكراوتطبيقا، ولم تكن اميتهم عائقا امام الفهم الداخلي، لكن عندما تصبح الامية عائقا عندها يتم ترسيخ الجهالة فيصعب على هذا الانسان ان يرتقي بعقله الى مصاف المعرفة العليا، وصاحبنا الموظف بدرجة ملك بقي يرسف في اغلال اميته الجاهلية، ولم ينفعه انه موظف بدرجة ملك في وزارة الدكتورة كوندليزا رايس.

المملكة المتحدة – لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك