وبينما أنا في حيرة من أمري في اختيار الموضوع قررت أن اكتب عن السعادة وربما كانت هذه الكلمة عبوة ناسفة في وجه العراقي الذي ما أن تقول هذه الكلمة بوجه حتى تبدأ سيول الشكوى تنساب أمامك فالعراقي يريد أو انه حقيقة مسح هذه الكلمة من قاموس كلماته........ ( بقلم : المهندسة بغداد)
في محاولة بائسة لمديرنا العام في إرضاء مهندسي مؤسسته التي نخرها الفساد الإداري ارتئ وبعبقريته الفذة أن يقيم دورات باللغة الانكليزية ليقول لنا بطريقة غير مباشرة هيئوا أنفسكم وابتهجوا فربما لاحت في سماءكم بعثة في مكان ما لكن اطمئنوا فلن تكون البعثات الخارجية والدورات لغيري وللذين يغردون في سربي!!!!!! تقبلنا الأمر بروح رياضية وقلنا انه شيء يصب لصالحنا لنرضى به ولو للتغير ليس إلا وقاتلنا قتال الأبطال لنيل شرف القبول في الدورة بعد أن بدأت الغربان تلاحقنا عليها فمديري المباشر يرسل في طلبي قائلا( بابا دورة كلها دد ودو مال جهال ) لكي أنصدم بأنه يشطب اسمي ويضع اسمه ! لتبدأ معركة ساخنة انتهت بجلوسنا زملاء في الصف ولينسحب بعد أيام بعد أن حرم غيره من المشاركة .بدأت دورتنا وكان الأستاذ أنسانا راقيا يعيش في العراق بطريقة تلقائية انه إنسان متفائل وكم أحب هذه الصفة في الإنسان لاعتقادي بأنها صفة ملازمة للمؤمن.
وفي طلب منه بان يحضر كل طالب موضوع معين يتكلم به ويشرحه أمام الآخرين ويتناقشون به يسألونه ويجيب ويوضح فكرته ولكل يوم طالب خاص فكان تسلسلي الخامسة . لم يخطر ببالي موضوع معين إلا أن المواضيع الأربعة التي سبقتني ألهمتني اختيار الموضوع فقد لاحظت إن أكثر المواضيع تتكلم عن حجم المأساة وكيف إن الإنسان العراقي يعيش حالة استثنائية مؤلمة فسألت في نفسي لماذا يحدثني زميلي عن ألآلام أعيشها يوميا؟؟؟؟ كلنا يعرف مأساة العراق لماذا نتحدث عنها باستمرار ولا جدوى من الحديث ولا عبرة سوى شعورنا بالخذلان الذي يؤثر سلبا على حياتنا . انا لا أطالب بان نتناسى همومنا وان نعيش في عالم الأحلام وإنما أسعى الى تحجيم مأساتنا ومحاولة إيجاد ما يثير الأمل والبهجة في قلوبنا ولو لساعات معينة من يومنا . وبينما أنا في حيرة من أمري في اختيار الموضوع قررت أن اكتب عن السعادة وربما كانت هذه الكلمة عبوة ناسفة في وجه العراقي الذي ما أن تقول هذه الكلمة بوجه حتى تبدأ سيول الشكوى تنساب أمامك فالعراقي يريد أو انه حقيقة مسح هذه الكلمة من قاموس كلماته وارى في ذلك خطر جسيم ليس على الإنسان وحده وإنما على المجتمع والمذهب على وجه الخصوص ولحبي الكبير للمغامرة قررت الكتابة في هذا المجال ولأثبت بالبرهان بأننا سعداء بمفهوم سعادة جديد صممته أفكاري المتواضعة فلقد كتبت كلمة سعادة على ورقة كبيرة واستمريت لوقت طويل في التأمل فيها فاكتشفت إنها مكونة من خمسة حروف ويا له من اكتشاف!!! من السهل سرد الكلمات الجميلة في تفسير هذه الكلمة إلا أنني حاولت إيجاد تفسير عملي لهذه الكلمة فتفسيرها صعب وإقناع أنفسنا بأننا سعداء أصعب
وفي نظريتي المتواضعة وجدت إن قواعد السعادة هي خمسة بعدد حروف الكلمة ذاتها وهي وبدون ترتيب الصحة والمال والعلم والحظ وأناس يحبونك إلا إن هذه القواعد الخمس متباينة عن البشر لهذا رتبتها من وجهة نظري الشخصية ووجدت تشابه كبير بين هذه القواعد و قواعد الغرفة الخمسة والتي هي السقف والأرضية والجدران والنافذة والباب ولينتج من هذا التشابه خمس حروف تمثل السعادة وبهذا يكون حاصل ضرب خمسة في خمسة يساوي خمسة !!! فوجدت ارتباطا بين الصحة والأرضية فلا سعادة ممكنة بدون امتلاك الإنسان لجسم سليم كذا بالنسبة للغرفة حيث إن أساس الغرفة يتمثل بأرضية جيدة فأساس سعادتك صحتك. وإذا ما أحيط الإنسان بالأصدقاء والأحبة والأهل يقفون معه في المحن والفرح سيكون أنسانا سعيدا إذا ما أحيط بالمحبين من كل جانب كجدار الغرفة أينما يلتفت يجده أمامه وبهذا يكون محور سعادتك أحبتك . أما علمك وتحصيلك فانه كسقف غرفتك يحميك من الزمن ويجعلك قويا لا يخيفك رعد ولا أمطار فلديك ستار يقيك غدر الزمن والناس وكلما كانت دعائم علمك ومعرفتك قوية كان سقفك امتن وأجود وبهذا تكون قمة سعادتك معرفتك وعلمك.
أما المال فانه كنافذة تطل من خلالها على العالم فبدون المال تجلس في مكانك ملموما محسورا واختياري له ليقابل النافذة لإيماني انه الأصغر قيمة مقارنة بالآخرين من وجه نظري الشخصية لكنه ضروري في ذات الوقت ليستبدل الهواء داخل غرفة السعادة التي بنيناها وليكون نسيم سعادتك نقودك. وفي أخر مطافنا أجد إن الحظ هو باب يفتح بين وقت لآخر ليجلب لنا ضيوفا متمثلة بفرص إذا ما استغلت بشكل سليم فان حياتنا تصبح أفضل بكثير ويكون بذلك منفذ سعادتك حظك . و بعد أن أتممت التوزيع أحسست أن الموضوع ينقصه شيء كبير نعم ترى ما هو؟ انه المفتاح فلكل غرفة مفتاح خاص بها فما فائدة أركان غرفة السعادة بدون مفتاح وكيف أكون سعيدة ما لم املكه ؟ مفتاح سعادة الإنسان هو رضا الله عز وجل فلا قيمة لأي من هذه القواعد بدون هذا المفتاح المهم والضروري لراحة النفس البشرية . احساس الفرد بان الله راضي عنه وعن أعماله يعطيه رضا بكل شيء في الدنيا حتى المصائب فكل شيء هو من عند الله نعمة وان كانت بصيغة ابتلاء!!
فلنجتهد لنيل هذا المفتاح بالعمل الصالح وبتزكية الأركان الخمسة من مال وحظ وعلم وصحة وأحبة فزكاة مالك بالإعطاء لمن دونك وزكاة حظك بان تستغله لفائدة من لا حظ له وزكاة علمك أن تنشره وزكاة صحتك بحمد الله وقسمة ما يضر صحتك من فائض مع من يحتاج إليه ليصح وزكاة أحبتك سؤالك عنهم . وأحببت أن أصور لكم حال زملائي عند كتابتي لاسم الموضوع قبل شرحه سمعت من كلمات السخرية الكثير إلا أنني عندما أتممت أركان النظرية البسيطة أطبق عليهم صمت طويل كسرته بطرحي للأسئلة عليهم وليس العكس ! ولم تمر دقائق حتى انسالت علي عشرات الأسئلة فالبعض أراد التغيير في هذا الهرم أو أراد تفسيرا عن الاختيارات وكم فرحت بان الموضوع قد لاقى صدا بينهم وأصبحنا نتبادل التعاليل والابتسامات وأصبح جو الصف مليئا بالحيوية . فالتفائل بالخير هو من الصفات التي يجب أن يحث بعضنا بعضا عليه والثقة بان لله ترجع الأمور وانه قادر على تغير الحال إذا ما يغيرنا الصفات السلبية داخلنا قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العلي العظيم. أتمنى أن اقرأ تعليقاتكم حول نظريتي في السعادة المتواضعة والبسيطة في الطرح وأأوكد أن ترتيب الخمسات جاء ليوافق ما أراه لذا أرجو من قراء المقالة إذا ما وجدوا ترتيبا أخر مبني على أسس أن يوضحوه في التعليقات لنرى كيف يفكر الآخرون فلقد استفدت كثيرا من مداخلات زملائي واطمع في الاستفادة من آراءكم التي لحد يومي هذا لم اقرأ واحدة منها على الموقع!! واسأل الله التوفيق للجميع
أختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha