( بقلم : المهندسة بغداد )
لم يشهد العالم بلدا كالعراق عريقا باحتواءه على تناقضات شاسعة في رموزه وتاريخه وجغرافيته وحتى سياسته . فأي بلد غير العراق تشرف بان يحكمه وليد الكعبة الذي احبه الله ورسوله امير المؤمنين علي ابن ابي طالب ولتزول هذه النعمة بعد اقل من خمسة اعوام على يد اشقى الاشقياء.واي بلد غير العراق ابتلى بحكم شخص ظالم كالحجاج الثقفي الذي اشتهر بمقولته المشهورة التي تنم عن حقد عميق لمعتنقي المذهب الجعفري الشريف حيث قال ذلك الملعون ارى روؤسا قد اينعت وحان قطافها !!!! فروؤسنا مطلوبة منذ الازل وبلدنا المنكوب لم يستطع ان يحتفظ بنعمة تفرد بها على جميع البلدان بان يحكمه اعدل واتقى الناس لسوء طالع هذا البلد الذي ابتلى بعدها بسلسلة من الطغاة المحترفين في الاجرام والحقد .
واي بلد سالت على ارضه دماء ال بيت النبوة ومعدن الرسالة ورفع راس ريحانة رسول الله في ربوعه .
واي ارض قلوب نساءها جمرات تسعر انينا على اولادها ورجالها.
واي ارض شكت من ظلم الى ظلم على مدى سنين طويلة .
واليوم واه من يوم متناقض في عراقنا الذي اعتاد التناقض والتضاد هذا اليوم الذي نشعر فيه بالاسى والالام كسهم استقر في قلوبنا الفرحة بنفاذ امر الله في طاغية القرن العشرين وساقي الاسى للشعب العراقي المقبور صدام التكريتي لعنه الله هذا التضاد الناتج مما يحصل في شارعنا العراقي من مأساة نتيجة تضاد في افكار الشعب العراقي فالخطوط التكفيرية تصول وتجول في بلدنا ولها من يتصدى لذلك لكن النتيجة اننا في دائرة مغلقة نلعب فيها لعبة القط والفار والدماء تراق بلا ذنب وبلد يستغيث من جراحه ولا اعلم هل ان كل تضاد تسيل بسببه الدماء ام ان هذا الامر ننفرد به نحن شعب الحضارات !!
لطالما كانت الزوايا ترسم باضلاع تضادت في اتجاهاتها الا انها حققت في كل مرة رقما ومقدارا مفيدا حقق للانسانية شيئا فكيف نبحث عن تطابق فكري ونفسي متماثل في البشر مع حقيقة دامغة ان رب الجلال قد خلق لكل كائن خصوصية ولايوجد له مثيل في الكون باكمله وجعل من الاختلافات بين الكائنات جمالا وابداعا لهذا الكون.
واعود لاسال لماذا تضادنا متنافر في العراق ؟ وهل ان التضاد قدرنا ؟ وهل يبقى العراق كما خط الاعداد بين اعداد موجبة واخرى سالبة ويبقى الصفر بينهما حائرا!!!
فهذه قبة البرلمان قد جمعت من هو بمثابة بلسم شافي جاء ليضمد جراح العراق بعلمه وتقاه واضعا الله نصب عينه قوله الحق ومقصده النبل وخدمة رغم معرفتهم ان الوضع ( على كف عفريت) كما يقولون الا ان واجبهم تجاه مذهبهم ووطنهم يدفعهم للخدمة.
واخرين كالسم الزعاف يبثونه مغلفا باوراق وكلمات جميلة ملئها الولاء للبلد وايديهم ملطخة بدماء ابناءه وهذا حال المنافق في كل زمان ومكان اناس عاهدوا الشيطان واوفوا بعدهم فهم كالعقارب والافعاعي التي تتخذ من الغدر ستار لها فلا هي مفترسة بشكل واضح كالسباع والضباع ولا هي اليفة كما تدعي.
وها نحن امام تضاد جديد بين سم وبلسم وبين من يزرق جسد العراق بهذا السم ومن يحاول انقاذه ببلسم شافي ولتعاد الكرة مرة اخرى فالى اين؟؟؟!!
لو ان العراق استمر على هذا الحال سيموت بين ايدينا فمن مرض الى تعافي الى مرض غدا هذا الجسد نحيلا لا يستطيع ان يقف على ساقيه .
صار الزاما قتل هذه السموم ورميها بعيدا عن جسد العراق لابد من حلول لها فمثل هذه السموم لم تستغل فرصا ذهبية اعطيت لها لتكون مسالمة ومفيدة فشرها مستديم
فمع هولاء لا ينفع معنى شعر الماضي حين قال
كن بلسما ان صار دهرك ارقما وحلاوة ان صارغيرك علقما
فعلقمنا استمر لفترة طالت علينا حتى نخر اجسادنا و بلدنا وربما كان بيت الشعر هو الاقرب والذي قال فيه
لو لم يكن في الارض الا مبغض لتبرمت بوجوده وتبرما
لا تطلبن محبة من جاهل المرء ليس يحب حتى يفهما
فلو افترضنا كم يظن بعض الناس وقد على صوت هذه الجملة حتى كدت اسمعها كثيرا بان كل من دخل العملية السياسية جاء لمصلحة خاصة او لكي ينتقم من بلده وكيف ذلك ومن يقتل امه الحنون غير عاق كافر ناكر للجميل وصيغة الجمع خطا واضح في تقدير هكذا امور فالخير بيّن والشر بيّن وما بين هذا وذاك مسافات وزوايا شاسعة واضحة للعيان لمن يدقق النظر ومن الخطا ان يصف الانسان شيئا وهو مغمض عيناه ولعمري ان بيت الشعر قد وضح ذلك فلا يمكن ان تحوي الارض على مبغض فقط اذن لتبرمت لوجوده وتبرما !!
كما لا يمكن ان نطلب محبة من جاهل وقلوبنا تعتصر الما ونحن نعترف بخط الجهل الواضح للعيان في برلماننا وكم نتمنى ان يبقى جهلا الا انه استفحل ليكون اجراما ثم ليكون سما زعافا .
ومن هنا من قلب العراق ننادي نريد بلاسم شافية بانواع مختلفة وطرق عديدة على ان تجتمع على الخير فما كان لله ينمو ولا نريد مزيدا من السموم القاتلة التي اتعبت بلدنا الجريح ونرفض بشدة لعبة جر الحبل في برلماننا لعبة السم والبلسم وان اضطررنا لها في البداية الا انها لا يمكن ان تستمر لان عقيمة بدون ثمار.
ونسال الباري عز وجل ان ينصر الاسلام واهله رافعي راية محمد وال محمد الصادقين الخيرين البررة الوفاة لمذهبهم ودينهم حافظوا على قربة ماء الحياة التي سلمها شعب العراق لكم حينما انتخبكم كما حافظ ابو الفضل العباس ع على القربة حتى الرمق الاخير وقاتل لاجلها قتال البواسل من اجل عهد قطعه على نفسه اليوم قربة العراق امانة في اعناقكم وحذاري من سهام من يختبىء خلف نخيلنا الباسل
سدد الله خطاءكم طالما كنتم جادين نبلاء في اداء الواجبات الثقيلة الملقاة على اكتافكم اعانكم الله وقلوبنا تسال الباري ان يحفظكم ويحفظ شعب العراق من كل ظالم وقاتل ومستهتر بدماء الابرياء.
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha